رسائل للداخل والخارج.. زعيم طالبان يكسر سنوات العزلة
أثار غيابه عن الحياة العامة تكهّنات بإمكانية وفاته، حيث لم يظهر للعلن منذ سنوات رغم أنه الزعيم الروحي لحركة طالبان منذ 6 سنوات.
القائد الأعلى لأفغانستان، هبة الله أخوند زاده، اختار، أياما قليلة قبل عيد الفطر، بأن يكسر غيابه ويدحض تكهنات وفاته، ليظهر للعلن حاملا رسالة للداخل والخارج.
وأخوند زاده الذي يعيش في عزلة في قندهار (جنوب) معقل طالبان الروحي، أو "عاصمة الظل" كما يصطلح على تسميتها، يعتبر الزعيم الروحي للحركة منذ عام 2016، لكن اختفاءه المستمر جعل الكثيرين يعتقدون أنه توفي، وأن لجنة تضع القرارات الصادرة باسمه.
ومع أن طالبان نشرت، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تسجيلًا صوتيًا قالت إنه خطاب ألقاه أخوند زاده في مدرسة دينية بقندهار، إلا أن عدم ظهوره بالصورة فاقم الشائعات حوله، قبل أن يختار تفنيدها بظهوره اليوم، وإن عبر رسالة مكتوبة.
رسالة مكتوبة
وقبيل عيد الفطر، وجه أخوند زاده رسالة مكتوبة إلى المجتمع الدولي، مطالبا دول العالم بالاعتراف بحكومة طالبان.
ولم تعترف أي دولة رسميا بالنظام الذي أسسته الحركة التي تصنف على أنها منظمة تخضع لعقوبات الأمم المتحدة لممارسة نشاط إرهابي، واستولت على السلطة في أغسطس/آب الماضي.
وبهيمنتها على السلطة، أعادت طالبان فرض حكم إسلامي متشدد يستبعد النساء بشكل متزايد عن الحياة العامة، وهو الملف الذي يشكل أكبر العقبات أمام حصولها على اعتراف دولي.
وقال أخوند زاده في رسالته: "لأفغانستان دورها في السلم والاستقرار العالمي. وبناء على هذه الحاجة، يتعيّن على العالم الاعتراف بإمارة أفغانستان الإسلامية"، وفقا لوكالة "فرانس برس".
ولم يتطرق إلى المسائل العالقة التي تثير التوتر مع المجتمع الدولي، بما في ذلك إعادة فتح المدارس الثانوية أمام الفتيات.
وبدلا من ذلك، قال إن الاعتراف يجب أن يأتي أولا "ليكون بإمكاننا التعامل مع مشكلاتنا رسميا وضمن الأعراف والمبادئ الدبلوماسية".
الجيش والاستخبارات
كما لم يتحدث أخوند زاده عن مسألة انعدام الأمن، لكنه شدد على أن أفغانستان نجحت في بناء "جيش إسلامي ووطني قوي" إضافة إلى "منظمة استخباراتية قوية".
وتأتي رسالته في وقت هزّت البلاد سلسلة انفجارات تبنّى تنظيم "داعش" بعضها واستهدفت أقلية الهزارة الشيعية.
وتسعى العديد من الأطراف في المجتمع الدولي لربط المساعدات الإنسانية، والاعتراف بالحكومة بمسألة استعادة النساء لحقوقهن.
وعقب وصول طالبان إلى السلطة، خسرت عشرات آلاف النساء وظائفهن الحكومية في أفغانستان، ومُنعن من مغادرة البلاد أو حتى السفر بين المدن دون صحبة محرم.
وفي مارس/آذار الماضي، فجرت طالبان غضبًا دوليا بإغلاقها جميع المدارس الثانوية المخصصة للفتيات، بعد ساعات من السماح بإعادة فتحها لأول مرة منذ أغسطس/آب الماضي، فيما ذكر عدد من مسؤولي طالبان أن أخوند زاده أصدر القرار شخصيا.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز