"تي تي بي".. ماذا وراء تمرد طالبان الباكستانية؟
عندما شن انتحاري هجوما على مسجد في بيشاور تركزت الشبهات على حركة طالبان الباكستانية، التي تعرف أيضًا بـ"تي تي بي".
انفجار نفذه انتحاري داخل مسجد في مجمع تابع للشرطة ببيشاور في شمال غرب باكستان، وخلف أكثر من 90 قتيلا.
أحد قادة "طالبان باكستان" -وهو سرباكاف مهمند- تبنى الهجوم على تويتر الذي يُعد أعنف الهجمات على قوات الأمن، خلال الشهور الأخيرة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
لكن الحركة بعد ذلك بأكثر من عشر ساعات، نأى المتحدث باسم طالبان باكستان، محمد الخراساني، بالحركة بعيدا عن التفجير، قائلا إن استهداف المساجد أو المواقع الدينية ليست من سياستهم.
الخراساني أكد أن أولئك الذين يشاركون في مثل هذه الأفعال قد يواجهون إجراء عقابيا بموجب سياسة الحركة، لكن دون التعليق على السبب وراء قيام أحد قادة "تي تي بي" بتبني مسؤولية التفجير.
وجاء نفي الحركة بعدما أدانت وزارة الخارجية الأفغانية الهجمات على المصلين بما يتعارض مع تعاليم الإسلام، حيث أشارت "أسوشيتد برس" إلى توتر العلاقات بالفعل بين باكستان وقادة طالبان الأفغانية، الذين يؤون قيادة "تي تي بي" ومقاتليها.
وفي السطور التالية، تلقي "أسوشيتد برس" نظرة على "تحريك إي طالبان باكستان"، التي شنت أعمال تمرد في البلاد على مدار 15 عاما.
تمرد "تي تي بي"
شكّل مسلحون باكستانيون الحركة رسميا عام 2007 عندما اتفقت جماعات محظورة مختلفة على العمل معا ضد باكستان ودعم طالبان الأفغانية، التي كانت تقاتل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك غضبا من تعاون إسلام آباد مع واشنطن في الحرب على الإرهاب.
وتسعى حركة طالبان باكستان لتطبيق أشد صرامة للشريعة الإسلامية، وإطلاق سراح أعضائها المحتجزين لدى الحكومة، وتقليص الوجود العسكري الباكستاني في أجزاء من إقليم خيبر بختونخوا الواقع على الحدود مع أفغانستان.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، صعدت الحركة من هجماتها على الجنود والشرطة الباكستانيين، عندما أنهت بشكل أحادي وقف إطلاق النار مع الحكومة بعد فشل المحادثات التي أجريت على مدار شهور، واستضافها قادة طالبان الأفغانية في كابول.
حينها حذرت "طالبان باكستان" مرارا الشرطة بعدم المشاركة في العمليات ضد مقاتليها في بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا.
"تي تي بي" وطالبان الأفغانية
تعتبر "تحريك إي طالبان باكستان" منفصلة عن طالبان الأفغانية، لكنها حليف وثيق لها، كما أن سيطرة الحركة على أفغانستان في أغسطس/آب عام 2021 أعطى الجرأة لـ"تي تي بي"، التي تشاركها نفس الأيديولوجية.
واعتاد مقاتلو "تي تي بي" الاختباء في المنطقة الشمالية الغربية القبلية من باكستان، وكان لديهم ملاذ أيضا في أفغانستان، لكنهم عاشوا في الغالب حياة الفرار.
ومع ذلك، بدأت طالبان الأفغانية إيواء "تي تي بي" علانية عندما وصلوا إلى السلطة. وأطلقت الحركة أيضا سراح قادة "تي تي بي" ومقاتليها الذين ألقت الإدارات السابقة القبض عليهم في كابول.
وأفادت تقارير بأن طالبان قالت إنهم لن يسمحوا لأي أحد، بينهم "تي تي بي"، باستخدام الأراضي الأفغانية في شن هجمات على أي بلد، بما في ذلك باكستان.
لكن المسؤولين الباكستانيين يقولون إن هناك انفصالا بين أقوال وأفعال طالبان الأفغانية، التي يمكنها ثني "تي تي بي" عن شن هجمات داخل البلد، لكنها تفشل في فعل ذلك.
وأعربت طالبان باكستان عن ولائها لقائد طالبان الأفغانية، بحسب عبدالله خان، كبير محللي الدفاع بالمعهد الباكستاني لدراسات الصراع والأمن، مقره إسلام آباد، مشيرا إلى أن لديهم الاستراتيجية والأجندة الخاصة بهم.
واستهدفت عمليات "تي تي بي" إلى حد كبير القوات الباكستانية، على غرار أجندة طالبان الأفغانية للإطاحة بالقوات الأجنبية من البلد. ويخشى خان أن تشهد باكستان زيادة في العنف المسلح خلال الأسابيع والشهور المقبلة.
زيادة العنف
شهدت باكستان هجمات لا تُحصى شنها المتشددون خلال العقدين الماضيين، لكن كانت هناك زيادة منذ نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أنهت "تي تي بي" الهدنة مع الحكومة التي دامت شهور.
وتشن طالبان باكستان عمليات إطلاق نار أو تفجيرات بانتظام، لا سيما في منطقة شمال غرب باكستان النائية والوعرة، التي كانت معقلا لهم في السابق.
aXA6IDMuMjM4LjgyLjc3IA==
جزيرة ام اند امز