تطورات أفغانستان.. تحذيرات أممية وقلق آسيوي وطالبان "تتوحش"
مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، زات حركة طالبان من وتيرة العنف للسيطرة على المدن والمعابر وسط تحذيرات أممية وقلق آسيوي.
وحذرت ديبورا ليونز المبعوثة الأممية إلى أفغانستان، الجمعة، من الوضع في أفغانستان يمر في الوقت الراهن بمرحلة تحول خطيرة.
- "نار الحرب ترعب العراب".. إيران تغلق حدودها مع أفغانستان
- اكتمال المرحلة النشطة لمناورة روسية أوزباكية قرب أفغانستان
وأكدت المبعوثة الأممية، خلال إحاطة لمجلس الأمن، أن "التصعيد الذي تشهده أفغانستان سيكون له عواقب وخيمة ويجب على المجتمع الدولي منع ذلك".
ولفتت إلى أن "الحرب في أفغانستان دخلت مرحلة جديدة أكثر دمارا خلال الأسابيع الماضية".
ودعت المبعوثة الأممية إلى أفغانستان إلى "إرسال إشارة قوية للأطراف الأفغانية بضرورة وقف القتال والبدء في التفاوض".
طالبان ترفع وتيرة العنف
وفي إطار استمرار مساعي طالبان للسيطرة على المدن قالت شرطة إقليم نمروز إن "حركة طالبان سيطرت على مدينة زرنج عاصمة الإقليم، لتكون بذلك أول عاصمة يستولي عليها المسلحون الذين كثفوا هجماتهم في أنحاء البلاد".
وذكر متحدث باسم شرطة نمروز، امتنع عن ذكر اسمه لدواع أمنية، أن "طالبان نجحت في السيطرة على المدينة بسبب نقص تعزيزات الحكومة".
واستولى المسلحون على عشرات الأحياء والمعابر الحدودية في الشهور القليلة الماضية، ويضغطون على عدد من عواصم الأقاليم، منها هرات في الغرب وقندهار في الجنوب مع انسحاب القوات الأجنبية.
وأغلقت "طالبان معبرا حدوديا مهما مع باكستان، الجمعة، وقالت إنها لن تسمح بمرور أحد حتى تلغي إسلام آباد شروط التأشيرة أو تخففها للأفغان".
كانت باكستان أغلقت معبر شامان سبين بولداك، ثاني أهم معبر بري في أفغانستان، من جانبها على الحدود، لكنها أعادت فتحه في الأسبوع الماضي.
وبدأ مسؤولو الحدود الباكستانيون فرض شروط على تأشيرات الأفغان، بعدما استولت طالبان على المعبر، على الرغم من أنها لم تكن مطبقة بنفس الشدة من قبل.
ودعت طالبان، في بيان، باكستان إلى إلغاء جميع شروط التأشيرات الممنوحة للأفغان.
وقد يؤثر الإغلاق على واردات الأدوية وغيرها من السلع الأساسية، لتصاعد العنف بشدة في أفغانستان في وقت يشهد تفشي جائحة كوفيد-19، وقالت الأمم المتحدة إن هناك آلاف النازحين داخل البلاد.
قلق في آسيا الوسطى
ويسيطر القلق على دول جوار أفغانستان في آسيا الوسطى، ويجتمع رؤساء 5 دول من جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً، اليوم الجمعة، في تركمانستان في قمة تهيمن عليها المخاوف من تقدم حركة طالبان والفوضى في أفغانستان المجاورة.
وتُعقد القمة في بلدة أفازا الساحلية على شواطئ بحر قزوين، فيما يحاول متمردو طالبان السيطرة على عدد من المدن الرئيسية المحاصرة.
وتشكل القمة التي تجمع رؤساء تركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، مثالاً نادراً عن الدبلوماسية المشتركة بين الدول الخمس، بمعزل عن أي إشراف من قوى أجنبية كروسيا أو الصين أو الولايات المتحدة.
وتُعقد القمة فيما تجري روسيا مناورات عسكرية مشتركة مع طاجيكستان وأوزبكستان على الحدود الأفغانية.
وتحتفظ روسيا بقواعد عسكرية في طاجيكستان وقرغيزستان، الأكثر فقراً في آسيا الوسطى.
وقال الرئيس التركماني قربان قولي بردي محمّدوف إن الوضع في أفغانستان هو "القضية التي تشغلنا جميعاً"، وفق تصريحات بثّها التلفزيون أثناء استقباله نظيره الطاجيكي إمام علي رحمن.
وأوضح أنّ مسلحي طالبان باتوا يسيطرون حالياً على غالبية الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان، أي ما يعادل حوالي 1300 كلم، مبدياً أسفه لكون "عدد من المنظمات الإرهابية تعمل بنشاط من أجل تعزيز مواقعها في تلك المناطق".
ودعا الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف إلى وقف كامل لإطلاق النار، والتوصل إلى "تسوية تفاوضية مقبولة من الطرفين" بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً في الساعة 14,00 بتوقيت جرينتش لمناقشة الوضع في أفغانستان، بناء على طلب من الحكومة في كابول.
ورغم تأكيدات طالبان أنها لن تهدّد أمن الدول المجاورة في آسيا الوسطى، إلا أن خبراء يعتبرون أن وضعاً أمنياً متدهوراً في أفغانستان يشكّل تهديداً في ذاته للمنطقة برمّتها.
وقال الباحث في الجامعة الأمريكية في بيتسبرج جين بريك مورتزاشفيلي، في تصريحات صحفية، إنه "طالما أن القتال مستمر، فسيكون من الصعب ضمان أمن مشاريع البنية التحتية في المنطقة".
ومن بين المشاريع على وجه الخصوص خط أنابيب الغاز المعروف باسم تابي، الذي ينبغي أن يربط تركمانستان بالهند عبر أفغانستان وباكستان.
وتزامناً مع مناورات عسكرية مشتركة تجريها روسيا مع طاجيكستان وأوزبكستان على الحدود الأفغانية، قال رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف الخميس إن "التهديد الرئيسي لمنطقة آسيا الوسطى اليوم يأتي من الجانب الأفغاني".
وشدد خلال لقاء مع نظيره الأوزبكي شوكرت خالموخاميدوف بعد وصوله إلى أوزبكستان على أن "الانسحاب السريع للقوات الأجنبية من أفغانستان تسبب في تدهور سريع للوضع.. وتصعيد للنشاطات الإرهابية".
ويرى الباحث السياسي القرغيزي إيميل دوراييف أنه إذا كانت دول آسيا الوسطى مستعدة لتلقي مساعدة أجنبية، إلا أنّ العلاقات المتدهورة بين روسيا والصين والولايات المتحدة تعقد الوضع المتفجر أساساً في أفغانستان.
ويقول "بالنسبة إلى آسيا الوسطى، سيكون مؤسفاً للغاية أن تعالج القوى العظمى هذه المشكلة بوصفها مواجهة جيوسياسية جديدة بينها".
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg
جزيرة ام اند امز