حرب أفغانستان.. تحقيق أمريكي في إخفاقات «أطول صراع»
تقوم لجنة حرب أفغانستان، التي تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بدراسة الإخفاقات العديدة في الصراع لتقدم توصيات لمنع تكرار الأخطاء.
وعلى خلفية المشهد السياسي المضطرب في أمريكا وحربين خارجيتين مستعرتين، بدأت مجموعة من الأكاديميين والمسؤولين السابقين في أمريكا دراسة دقيقة لحرب الولايات المتحدة التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان - أطول صراع في البلاد، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وكلف الكونغرس اللجنة التي تتألف من 16 عضوا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بتحديد الأخطاء التي ينبغي للقادة الأمريكيين تجنبها في المرة القادمة التي تخوض فيها الولايات المتحدة الحرب، ويشمل ذلك تفويضهم السياسات والإجراءات التي اتخذتها 4 إدارات رئاسية، والجيش الأمريكي، ووزارة الخارجية، وحلفاء الولايات المتحدة، والعديد من الوكالات والمنظمات والأفراد.
ومنح الكونغرس اللجنة 18 شهرًا للانتهاء من دراستها والخلوص إلى النتائج حتى أغسطس/آب 2026 لتقديم تقرير عام نهائي بشأن الحرب التي أنفقت فيها الولايات المتحدة تريليونات الدولارات.
ومن المتوقع أيضا أن تقدم لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الذي يقوده الجمهوريون، الشهر المقبل تقريرا نهائيا يتضمن تفاصيل نتائج تحقيقها بشأن الانسحاب.
وتضمن هذا التحقيق ساعات من الشهادات لمسؤولي إدارة بايدن والقادة العسكريين والمحاربين القدامى وعائلاتهم.
وتعتزم اللجنة الأسبوع المقبل إجراء مقابلة مع جين بيساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض للرئيس بايدن وقت الانسحاب من أفغانستان.
وشهدت مناقشة لجنة الحرب التي استمرت 4 ساعات ونصف يوم أول أمس الجمعة، والتي عقدت في مقر قدامى المحاربين في الحروب الخارجية بواشنطن، استجواب سفراء سابقين وضباط الجيش وموظفي وكالة المخابرات المركزية، وحضرها حشد من المراقبين، العديد منهم شارك في هذه الحرب أيضا.
ويدرك كل من شاميلا تشودري، الرئيسة المشاركة للجنة حرب أفغانستان والرئيس المشارك لها كولن جاكسون، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، الأجواء المشحونة التي تحيط بمهمتهما، لكنهما أكدا أنهما يسعيان إلى حوار مدروس وغير سياسي، حتى وإن تم اختيار أعضاء اللجنة من قبل المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين في خضم المعاناة الوطنية.
وأكدا أنه ليس مجرد تقييم لإخفاقات الحرب، وقالا إن تقرير المفوضين سيتضمن نصائح عملية يمكن تطبيقها على الحروب الأخرى التي تشارك فيها الولايات المتحدة، مثل تلك الدائرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، أو على الحروب التي لم تحدث بعد، لكنها ستحدث يومًا ما.
نادر نادري، الشاهد الذي عمل كمسؤول بارز في الحكومة الأفغانية، قال إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أعطت الأولوية للأهداف العسكرية قصيرة المدى على القيم طويلة المدى، واستخدموا أحيانًا خطابًا يقوض مصداقية الحكومة الأفغانية، إضافة إلى سلاسل القيادة المعقدة طوال الحرب، والخلافات الشخصية بين صناع القرار والوكالات الأمريكية.
وقال جاكسون إن من بين الأمور التي ستركز عليها اللجنة قرار غزو أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية.
وسوف يدرس أعضاء اللجنة قرار زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في عام 2009.
كما سينظرون في عملية صنع القرار التي جرت خلال المفاوضات مع طالبان. وبالطبع سينظرون في القرارات المتعلقة بالانسحاب.