20 عاما وتريليونا دولار.. بايدن يسدل ستار أطول حروب أمريكا
أسدل الرئيس الأمريكي جو بايدن الستار على حرب بدت أبدية وتكلفت تريليوني دولار بانسحاب أنهى 20 عاما من التواجد العسكري في أفغانستان.
وحدد بايدن الأول من مايو كبداية رسمية لانسحاب القوات الأمريكية التى يبلغ قوامها حوالي 2500-3500 جندى أمريكى ونحو 7000 جندى من قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، وفقا لشبكة سى بي اس.
وكانت المهمة الشاقة المتمثلة فى التجهيز للانسحاب قد بدأت بالفعل قبل يوم السبت، حيث قام الجيش بعمليات جرد لتحديد ما سيتم شحنه إلى الولايات المتحدة، وما سيمنحه لقوات الأمن الأفغانية، وما سيجري بيعه على أنه خردة فى الأسواق الأفغانية. وقام الجيش خلال الأسابيع الأخيرة ينقل معدات على طائرات شحن ضخمة من طراز سي-17.
ذكرت مصادر عسكرية، الأسبوع الماضي، أنه من المتوقع أن تسلم واشنطن 3 قواعد عسكرية ومطارا واحدا للقوات الأفغانية بالأسبوعين المقبلين، في إطار خطة للانسحاب الكامل للقوات من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول ذكرى الهجمات الدامية العام 2001.
تجاوزت تكلفة أطول حرب في التاريخ الأمريكي 2 تريليون دولار وراح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى، بينهم أكثر من 2400 جندى أمريكي سقطوا خلال الصراع المستمر منذ ما يقرب من 20 عامًا، وأصيب أكثر من 20 ألفا آخرين.
لكن الخسائر الأفغانية كانت الأكثر فداحة منذ عام 2001، حيث قُتل أكثر من 60 ألف عنصر من قوات الأمن الأفغانية. وقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزح ملايين آخرون داخل أفغانستان أو إلى باكستان وإيران وأوروبا.
ذهبت الولايات المتحدة وحلفاؤها فى الناتو إلى أفغانستان معًا في 7 أكتوبر 2001 لتعقب أعضاء تنظيم القاعدة المتسببين في هجمات الحادى عشر من سبتمبر/ أيلول الإرهابية، والذين عاشوا تحت حماية حكام طالبان في البلاد وبعد شهرين، هُزمت طالبان وهرب مقاتلو القاعدة وزعيمهم أسامة بن لادن.
وفي بيانه عن الانسحاب الشهر الماضي، قال بايدن إن المهمة الأساسية قد أنجزت قبل عشر سنوات عندما تمكنت وحدة من القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية من قتل بن لادن في مخبأه في باكستان، مؤكدا أن التهديد الإرهابي تحول إلى ظاهرة عالمية لا يمكن احتواؤها عبر الاحتفاظ بآلاف القوات في دولة واحدة.
ولتأمين انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو أرسل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قاذفتين إضافيتين من طراز بي-52 إلى الخليج ومدّد مهمّة حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" في المنطقة، وذلك لتأمين الانسحاب المقرّر لقوات التحالف الدولي من أفغانستان.
وقال المتحدّث باسم البنتاجون جون كيربي خلال مؤتمر صحفي إن وزير الدفاع "وافق اليوم على بعض الإجراءات الإضافية".
وأضاف أن حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" ستبقى في المنطقة "لبعض الوقت" في حين "وصلت" إلى المنطقة قاذفتان من طراز بي-52.
ولم يستبعد المتحدّث إرسال تعزيزات أخرى للمشاركة في العملية اللوجستية الهائلة المتمثلة بسحب نحو 2500 عسكري أمريكي، يضاف إليهم أكثر من 16 ألف متعاقد مدني مع تجهيزاتهم.