«جسور الوحدة».. مبادرة إثيوبية لتعزيز شراكة دائمة بين أفريقيا والكاريبي

في لحظة وُصفت بأنها «تحويل لآلام الماضي إلى جسور للمستقبل»، أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مبادرة «جسور الوحدة» لتعزيز الشراكة بين أفريقيا ودول الكاريبي.
المبادرة جاءت خلال انطلاق القمة الثانية بين الاتحاد الأفريقي ومجموعة دول الكاريبي، في أديس أبابا، تحت شعار «شراكة عابرة للقارات سعيا لتحقيق العدالة التصالحية»، والتي تعكس طموحًا في بناء شراكة عابرة للقارات تقوم على العدالة التاريخية والتعاون العملي، بما يحول إرث الاستعمار إلى قوة تضامن.
- مقاتلات فنزويلية تحلق قرب مدمرة أمريكية.. «استفزاز» فوق الكاريبي
- الصين تتجاوز «مبدأ مونرو» وتُبحر في الكاريبي
وأوضح آبي أحمد أن المبادرة تقوم على 4 ركائز رئيسية: الزراعة والابتكار الرقمي، من خلال دعم الزراعة الذكية مناخيًا وتعزيز المنصات الرقمية والتقنيات الحديثة، إضافة إلى الابتكار والتعاون عبر إنشاء مراكز لريادة الأعمال والبنية التحتية الرقمية، إلى جانب تسهيل حركة الأفراد والخدمات اللوجستية.
وأكد أن القمة الأفريقية الكاريبية الحالية «تتجاوز مجرد إعادة التواصل، لتؤسس لعلاقة مدروسة ودائمة بين أفريقيا والكاريبي»، مشدداً على أن التحديات العالمية تفرض على المنطقتين التحدث بصوت واحد، سواء فيما يتعلق بالعدالة المناخية أو الحوكمة العالمية أو النمو الشامل المدفوع بالابتكار والشباب.
عدالة تاريخية وتعويضات
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، أن هذه القمة «تمثل لحظة فارقة للمطالبة بالعدالة والتعويضات»، موضحاً أن «المصائر المشتركة تعرضت للتمزق بفعل مظالم الماضي، من تجارة الرقيق والعبودية إلى الاستعمار».
وشدّد على أن شعار القمة يجسد دعوة صريحة للوحدة والاعتراف بالجرائم المرتكبة ضد الشعوب الأفريقية، مضيفاً أن «التوبة وحدها لم تعد كافية، وأن مطالب التعويضات مشروعة باعتبارها خطوة لمعالجة أوجه عدم المساواة الهيكلية التي خلفها النهب الممنهج للموارد البشرية والطبيعية».
ودعا يوسف إلى إنشاء آلية مشتركة بين الاتحاد الأفريقي ومجموعة الكاريبي «لتنسيق الجهود والمطالبة بالاعتراف بالجرائم التاريخية، والتعويضات المجدية، وتفكيك الظلم الهيكلي والمنهجي، إلى جانب تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة والابتكار والبحث».
جسور من آلام الماضي
من جانبه، قال رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، الرئيس الأنغولي جواو مانويل غونسالفيس لورينسو، إن العالم يمر في الوقت الراهن بـ«تغيرات كبرى تشمل أزمة المناخ، وانعدام الأمن الغذائي والطاقة، إضافة إلى عدم الاستقرار الجيوسياسي وتزايد الهجرة القسرية والضغوط الاقتصادية».
وأشار إلى أن انعقاد القمة «لا يستند فقط إلى الروابط التاريخية بين القارتين، بل إلى العزم المشترك على تحويل ندوب الماضي إلى جسور للتضامن والتعاون والعدالة».
ولفت لورينسو إلى أن القمة «تمثل فرصة للتأمل في الحقائق التاريخية التي توحد شعوب أفريقيا والكاريبي».
تضامن مع فلسطين
وأكد لورينسو على تضامن الاتحاد الأفريقي مع الشعب الفلسطيني، قائلاً إن معاناته «تشكل إبادة جماعية حقيقية»، وإن الاتحاد يقف إلى جانب نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة، بحيث يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون «في سلام ووئام، ويطورون علاقات صداقة وتعاون اقتصادي».
وأضاف أن «المنطقتين الأفريقية والكاريبية بحاجة لصياغة نموذج عمل مشترك يعزز القوة المنبثقة من آلام الماضي الاستعماري، بما يمكن من المضي قدما في مسار التقدم والتنمية وتحقيق رفاه الأجيال الحالية والمستقبلية، وإنهاء دوامة الفقر التي لا تزال تؤثر على العديد من البلدان».
نحو شراكة مستدامة
القمة، التي تُختتم اليوم في أديس أبابا، جمعت قادة أفريقيا والكاريبي لتوحيد المواقف بشأن العدالة التاريخية، وتعزيز الشراكة في مجالات الاستثمار والابتكار والتنمية المستدامة، في إطار رؤية جديدة تقوم على تحويل آلام الماضي إلى طاقة إيجابية تبني شراكات عابرة للقارات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTMxIA==
جزيرة ام اند امز