تقرير.. كيف تطورت كأس أمم أفريقيا من 3 منتخبات إلى 24 منتخبا؟
كيف تطورت بطولة كأس الأمم الأفريقية من تنظيمها بـ3 منتخبات في البداية حتى الوصول إلى 24 منتخبا بالنسخة الحالية؟.. شاهد التقرير
يوم 21 من الشهر الجاري ستبدأ النسخة رقم 32 من بطولة كأس الأمم الأفريقية، ثالث أقدم البطولات القارية للمنتخبات في كرة القدم بعد كوبا أمريكا وكأس آسيا.
وتستعرض معكم "العين الرياضية" نشأة هذه البطولة وأهم محطاتها، وكيف بدأت عام 1957 بمشاركة 3 منتخبات فقط، وصولاً لنسختها المنتظرة بمشاركة 24 منتخباً للمرة الأولى.
التأسيس
شهدت خمسينيات القرن الماضي موجة تحرر كبيرة في قارة أفريقيا، وتعالت الأصوات الوطنية والقومية داخل القارة، وظهرت أفكار ومبادرات كثيرة في قارة أفريقيا، من ضمنها إنشاء اتحاد قاري لكرة القدم، أخذت الفكرة منحى التنفيذ عام 1956 خارج حدود القارة السمراء، وتحديداً في أقصى غرب قارة أوروبا؛ حيث كان اجتماع كونجرس الاتحاد الدولي لكرة القدم منعقداً بالعاصمة البرتغالية "لشبونة"، حضر هذه الاجتماعات وفود 4 اتحادات أفريقيا وهي إثيوبيا، والسودان، وجنوب أفريقيا، ومصر، وذلك بهدف إقناع الفيفا بتأسيسهم للاتحاد القاري، حيث جلسوا يتناقشون في أهمية إنجاز عملية التأسيس رسمياً وإطلاق بطولة للمنتخبات.
عقب انتهاء المؤتمر، عقدت الدول الأفريقية الـ4 العزم على الاجتماع مرة أخرى في العاصمة السودانية "الخرطوم" في فبراير/ شباط عام 1957 لصياغة مشروع النظام الأساسي للاتحاد، ومناقشة انطلاق أول بطولة لكأس الأمم الأفريقية.
وبالفعل شهد الاجتماع التالي للاتحاد الدولي الذي عُقِد بمدينة "برن" السويسرية التصويت بالموافقة على الاعتراف بالاتحاد الأفريقي، وعليه أصبح يحق لهذا الاتحاد الوليد أن يكون له ممثل في اللجنة التنفيذية للفيفا، فاختار المؤسسين، المهنجس عبدالعزيز عبدالله، رئيس الاتحاد المصري حينها، لشغل هذا المقعد، ولاحقاً تم تنصيبه رسمياً كأول رئيس للاتحاد الأفريقي لكرة القدم في صيف 1957 بالخرطوم، واستمر يشغل منصبه لمدة عام واحد فقط.
الانطلاقة
لم يضع مؤسسو "الكاف" الوقت، وتم إطلاق النسخة الأولى من بطولة كأس الأمم الأفريقية فور وضع مشروع النظام الأساسي للاتحاد في نفس الزمان والمكان، حتى صار من غير الممكن القول إن الاتحاد ولد من رحم البطولة ولا أنه تمخض عنها، ولكن جاء كل من الاتحاد والبطولة كتوأمين في فبراير/ شباط 1957، الأهم أن مؤسسي الاتحاد هم اتحادات 4 دول وهي إثيوبيا، والسودان، وجنوب أفريقيا، ومصر، أما الفرق المشاركة في البطولة فكانت 3 فقط، بعد استبعاد جنوب أفريقيا من المشاركة وتجميد عضويتها، بسبب تطبيق هذه الدولة أنذاك لنظام الفصل العنصري.
أقيمت البطولة الأولى على الأراضي السودانية، وتم تنظيمها بنظام خروج المغلوب، وضعت القرعة منتخبي السودان ومصر في مواجهة نصف النهائي، في حين تأهلت إثيوبيا مباشرة للمباراة النهائية باعتبارها تجاوزت منتخب جنوب أفريقيا المستبعد، ما جعل هذه النسخة هي أقصر بطولة قارية في تاريخ كرة القدم؛ حيث تكونت من مباراة افتتاحية تلتها مباشرة المباراة النهائية.
يوم 10 فبراير/ شباط 1957 انطلقت أول مباراة في تاريخ البطولة، وانتهت بفوز المنتخب المصري على نظيره السوداني بهدفين لهدف واحد، حيث سجل الأهداف رأفت عطية و"الديبة" لمصر، وأحرز هدف المنتخب السوداني برعي أحمد البشير.
بعد حوالي اسبوع، وتحديداً يوم 16 فبراير/ شباط، أقيمت المباراة النهائية بين منتخبي مصر وإثيوبيا، في أول نهائي للبطولة الوليدة، وانتهت بفوز "الفراعنة" برباعية نظيفة أحرزها "الديبة"، ليصبح بذلك أول هداف للبطولة برصيد 5 أهداف، ورفع المنتخب المصري الكأس الأولى للبطولة الأفريقية، والذي حمل اسم أول رئيس للاتحاد المهندس عبدالعزيز عبدالله، ويستقر هذا الكأس الآن في خزائن الاتحاد الغاني لكرة القدم بعد نجاح "البلاك ستارز" في الفوز بها عام 1972 للمرة الثالثة كأول منتخب يتمكن من تحقيق هذا الإنجاز.
مشاكل البدايات
عاشت البطولة حالة من الارتجالية في مواعيد تنظيمها حتى عام 1968، حين تم تنظيم النسخة السادسة في إثيوبيا، ومن تلك البطولة تم تثبيت مواعيدها لتنطلق البطولة كل عامين، الأمر الذي استمر حتى يومنا هذا فقط بتعديل طفيف تمثل في الانتقال للعب في السنوات الفردية بدلاً من السنوات الزوجية لتفادي اللعب في نفس العام مع كأس العالم، وهو ما كان يحدث في كل بطولتين مرة، وتم التعديل في عام 2013، فبعد نهاية النسخة 28 في الجابون وغينيا الاستوائية 2012 بعام واحد فقط تم تنظيم النسخة رقم 29 في جنوب أفريقيا 2013.
مراحل النمو
عرفت بطولة الأمم الأفريقية التصفيات المؤهلة مع نسختها الثالثة "إثيوبيا 1962"، حين تقدم للمشاركة 9 منتخبات، فأقيمت تصفيات ليتأهل 4 منتخبات فقط، وبالفعل نجحت منتخبات إثيوبيا، وأوغندا، وتونس، ومصر في التأهل.
بعد عام واحد فقط أقيمت النسخة الرابعة من البطولة في غانا بمشاركة 6 منتخبات لأول مرة وهي إثيوبيا، والسودان، ومصر، وتونس، وغانا، ونيجيريا، وتم تقسيمهم لمجموعتين يتأهل منهما المتصدران للمباراة النهائية والوصيفان للتنافس على المركز الثالث، وبالفعل تأهل أصحاب الأرض عن المجموعة الأولى، وتصدر المنتخب السوداني المجموعة الثانية، وبثلاثية نظيفة حصل "البلاك ستارز" على لقبهم الأول.
عادت إثيوبيا لاستضافة النسخة السادسة من البطولة عام 1968، لتشهد ملاعبها توسع جديد للبطولة بمشاركة 8 منتخبات، وهي أوغندا، وإثيوبيا، والجزائر، وكوت ديفوار، والكونغو برازافيل، والكونغو كينشاسا، والسنغال، وغانا، وتُوج منتخب الكونغو باللقب بعد التفوق على منتخب غانا بهدف دون رد.
استمرت البطولة بمشاركة 8 منتخبات حتى النسخة الـ17 عام 1990، وبداية من النسخة الـ17 التي أقيمت في السنغال عام 1992 قفزت البطولة قفزة كبيرة على مستوى زيادة المشاركة لتصل إلى 12 منتخباً، بزيادة 50% عن النسخة السابقة عنها، وحصل منتخب كوت ديفوار على لقب هذه البطولة بعد الفوز على المنتخب الغاني بضربات الترجيح في المباراة النهائية.
عام 1996، أسند تنظيم البطولة إلى جنوب أفريقيا بعد أن رُفع عنها الحظر الكروي الدولي، وشهدت النسخة رقم 20 على أراضيها طرح 16 مقعداً لأول مرة، لكن بانسحاب المنتحب النيجيري قبل انطلاقها بلغ عدد المشاركين 15 منتخباً تم تقسيمها على 4 مجموعات تضم كل منها 4 فرق، عدا المجموعة الثالثة التي ضمت 3 فقط، وفاز أصحاب الأرض بكأس البطولة بعد التغلب في المباراة النهائية على منتخب تونس بهدفين نظيفين.
هنا والآن
وستشهد النسخة المرتقب انطلاقها في مصر بعد أيام أحدث زيادة في عدد الفرق المشاركة؛ حيث سيتنافس على اللقب العريق 24 منتخباً تمثل دولها، ويقوم نظام البطولة على تقسيم الفرق إلى 6 مجموعات تضم كلاً منها 4 فرق، بصعود الأول والثاني من كل مجموعة بالإضافة لأفضل 4 فرق في المركز الثالث، ليصبح لدينا 16 فريقاً متأهلين للدور الثاني "ثمن النهائي" ليتم الانتقال إلى نظام خروج المغلوب حتى نهاية البطولة.
aXA6IDE4LjExNy4xNjguNzEg جزيرة ام اند امز