من كنسينغتون إلى فورست لودج.. عائلة ويليام تثير الجدل ببريطانيا

أثار إعلان انتقال ولي العهد البريطاني الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون إلى قصر "فورست لودج" التاريخي في متنزه وندسور الملكي جدلا واسعا داخل بريطانيا.
وعلى الرغم من وصف القصر يوصف بأنه "المنزل الأبدي لعائلة ويليام وكيت، فإن عملية الانتقال ارتبطت بخطوة أثارت انتقادات شديدة، بعد الكشف عن إخلاء عائلتين كانتا تقيمان في المنطقة المحيطة بالقصر، لإفساح المجال أمام أمير وأميرة ويلز وأطفالهما الثلاثة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية يضم القصر، الذي يعود تاريخه إلى 300 عام، 8 غرف نوم وحدائق فسيحة، ويقع في قلب واحدة من أعرق المناطق المرتبطة بالعائلة الملكية البريطانية.
يعكس الانتقال هذا المنزل، بالنسبة لأنصار ويليام وكيت، رغبة طبيعية في الاستقرار بعيدا عن صخب لندن، خاصة بعد السنوات الصعبة التي مرت بها العائلة الملكية، بدءا من وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وصولا إلى إعلان إصابة الملك تشارلز الثالث وكيت نفسها بالسرطان.
غير أن الجانب الآخر من القصة – والمتعلق بعملية الإخلاء – سرعان ما تحوّل إلى نقطة جدل سياسي وإعلامي.
فيرى منتقدو القرار أن طرد العائلات المجاورة من منازلها يرسل رسالة سلبية، مفادها أن العائلة المالكة لا ترغب في وجود "أي من العامة بجوار القصر".
يكتسب هذا الجدل حساسية خاصة في وقت تعاني فيه بريطانيا من أزمة سكن متفاقمة وارتفاع تكاليف المعيشة، ما يجعل إخلاء الأسر العادية لصالح أفراد العائلة المالكة خطوة ينظر إليها كثيرون باعتبارها بعيدة عن واقع المواطنين.
لكن القضية لا تتوقف عند الجانب الاجتماعي فحسب، إذ يحمل انتقال ويليام وكيت إلى "فورست لودج" بعدا رمزيا وسياسيا أوسع.
فرغم وصف "فورست لودج" بأنه "منزل الأبد"، فإن هذا الوصف يثير شكوكا وتساؤلات حول مستقبل القصور الملكية، إذ يشكك بعض المطلعين في البلاط الملكي في دقة هذه التسمية، معتبرين أن القصر "ليس فخما بما يكفي ليليق بملك".
وأشاروا إلى أن قصر كنسينغتون أطلق عليه هذا اللقب عام 2013 بعد تجديده بتكلفة بلغت 4.5 مليون جنيه استرليني، قبل أن تنتقل العائلة منه بشكل مفاجئ إلى كوخ أديلايد عام 2022.
من ناحية أخرى، يبرز الانتقال نمط الإقامة المتعدد للعائلة، حيث سيظل قصر كنسينغتون المقر الرسمي لهم في لندن، بينما يحتفظان بملكية قصر "آنمر هول" في نورفولك كهدية زفاف من الملكة الراحلة، الأمر الذي يفتح الباب لتساؤلات جادة حول إعادة تعريف مفهوم السكن الملكي، خاصة مع تجديد قصر باكنغهام الحالي بتكلفة طائلة تبلغ 369 مليون جنيه استرليني.
وتشير تقديرات إلى أن الأمير ويليام قد يصبح أول ملك بريطاني حديث لا يقيم بشكل دائم في قصر أو قلعة ملكية رئيسية، مع احتمال تحويل باكنغهام إلى مقر للفعاليات الرسمية الكبرى فقط، مما يعكس تحولا محتملا في تقاليد الملكية البريطانية العريقة.
يعكس هذا تحولا في النظرة الملكية لمفهوم الإقامة الرسمية، وربما إشارة إلى رغبة ويليام في رسم صورة أكثر "عصرية" وأقرب إلى حياة الطبقة الوسطى، على الرغم من الجدل المترافق مع هذه الخطوة.
ومن هنا، فإن الانتقال إلى هذا القصر ليس مجرد قرار سكني، بل قرار سياسي بامتياز، يهدف إلى إظهار أن مؤسسة الملكية لا تزال متماسكة وقادرة على تجديد نفسها رغم كل التحديات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز