أندرو في عين العاصفة.. كيف يمكن لويليام تجريد عمه من لقبه؟

أزمة جديدة تعيشها العائلة المالكة البريطانية بسبب الأمير أندرو وفضائحه التي يرويها كتاب جديد ما يفرض ضغوطا على الملك القادم.
ولن يكون دوق يورك الأمير أندرو سعيدا لمعرفة وجود آلية يُمكن للبرلمان من خلالها سحب ليس فقط لقب دوق، بل حتى لقب الأمير حيث يتطلب ذلك تشريعًا، يتبعه موافقة الملك.
ورغم تعقيدات الأمر وتصدره لعناوين الأخبار وحاجته إلى دعم هادئ وغير رسمي من قصر باكنغهام، إلا أنه يظل ممكنا من الناحية الفنية، وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكتاب الجديد عن السيرة الذاتية للأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرغسون الذي يكشف عن كل فضيحة وتصرف غير لائق ولحظة مؤلمة من سوء الأخلاق خلال حياة دوق يورك، فإنه فمن الممكن تقديم العذر لرجال البلاط الملكي في حال تعمقهم في دراسة كل الاحتمالات.
وقبل عام، تساءلت صحيفة تليغراف: "كيف يُمكن حل مشكلة مثل مشكلة الأمير أندرو؟"، وذلك بعد نشر آخر دفعة من أوراق رجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين الذي مات في زنزانته بعد إدانته في فضائح جنسية تورط فيها دوق يورك.
ومنذ ذلك الحين، تدهورت الأمور أكثر فأكثر بعد انتحار فيرجينيا جيوفري التي اتهمت الأمير بإجبارها على ممارسة الجنس، كما تورط أندرو في فضيحة تجسس صينية.
حمم
وصلت آثار الانهيار إلى جزيرة سانت هيلينا الصغيرة في جنوب المحيط الأطلسي، حيث غيّرت "مدرسة الأمير أندرو" اسمها في وقت سابق من العام الجاري، بموافقة هادئة من قصر باكنغهام.
وفي الوقت نفسه، لا تزال ترتيبات معيشة أندرو في وندسور تمثل أزمة، فبعدما فقد شقيقه الملك تشارلز صبره وألغى تمويله غير المحدد لم تحرز المعركةً سوى تقدم ضئيل، حتى أنها أصبحت تُعرف باسم "حصار المحفل الملكي".
ومع تغير الأولويات بسرعة بعد تشخيص إصابة الملك بالسرطان لم يحرز تشارلز وحاشيته تقدما في "قضية الأمير أندرو"، وقال أحد المصادر "لا يزال هناك حاجة إلى القيام بشيء ما".
ويرى العديد من المطلعين على شؤون القصر أن محاولات "الملك وشقيقه لحل الأمور" لم تُجدِ نفعا، في حين أقر آخرون بأن ما يستطيع الملك فعله بحكمة محدود لأن أندرو لديه عقد إيجار خاص به قائم منذ فترة طويلة مع هيئة التاج لمنزله.
كما أنه لطالما استطاع صيانة منزله بتكلفة تُقدّر بملايين الجنيهات الإسترلينية فلا يُمكن طرده.
ومؤخرا، انسحب أندرو من جميع المناسبات العامة باستثناء عدد قليل منها، مبتعدًا إلى حد كبير عن الأنظار في تطبيق لنمط وضعته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية حيث يُسمح للأمير بحضور "المناسبات العائلية" فقط.
وفي السنوات الأخيرة، انضم أندرو هو وزوجته السابقة سارة إلى العائلة في مسيرة عيد الميلاد في ساندرينغهام، وفي كنيسة القديس جورج في عيد الفصح.
وقال مصدر في القصر "لا يمكن منع أندرو من الكنيسة" ويُقرّ الجميع في دوائر القصر بأنه لا يمكن أن يستمر هذا الأمر إلى أجل غير مسمى.
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "يوغوف" مؤخرًا أن شعبية دوق يورك بلغت 9%، وهي نسبة أقل بكثير من شعبية دوق ودوقة ساسكس.
على عاتق ويليام
يرى البعض أن "قضية الأمير أندرو" ستقع على عاتق الملك المستقبلي ليحلها نهائيًا.
ويعتقد المؤرخ الملكي كريستوفر ويلسون أنه في عهد "الملك ويليام"، ستنتهي سياسة جدته إليزابيث الثانية في تجنّب الانتقادات العلنية للعائلة المالكة قدر الإمكان، وقال: "أعتقد أنّ تشارلز قد التزم إلى حد كبير بهذه السياسة كسياسة آمنة".
وأضاف: "مع ويليام، سيكون النهج مختلفًا فلديه أفكار واقعية حول كيفية ظهور العائلة المالكة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي الذي نعيش فيه الآن، وأعتقد أنها ستكون أفكار قاسية للغاية".
ويشهد المحيطون بالأمير ويليام بأنه يدرك التهديد الذي يشكله عمه على سمعة النظام الملكي في الجيل الجديد، وأنه لن يتردد في اتخاذ أي إجراء إذا ما وقع عليه الأمر.
وقد تكون الآليات المتاحة أمام الملك المستقبلي أوسع مما يتردد فلدى ويليام خيار رفض دعوة عمه لحضور تتويجه، كما يستطيع في ظروف معينة، سحب وسام الرباط، وهو هبة شخصية من الملك.
ويتمتع البرلمان بصلاحيات أكبر إذ يمكنه سحب الدوقية من خلال التشريع؛ فبدعم من الحكومة قد يتم شطب اسم الأمير أندرو في النهاية من سجل النبلاء حيث يُدرج حاليًا تحت اسم "دوق يورك".
ومن شبه المؤكد أن دوقية أندرو ستُعلق عند وفاته ليعود لقب دوق يورك إلى التاج وجرت العادة على منحه للابن الثاني للملك عندما يحين الوقت المناسب، لكن من المرجح أن يصبح الأمير لويس ابن الأمير ويليام دوق إدنبرة.
وقال أحد المصادر: "إذا كانت هناك خطوة جادة لسحب اللقب، فيجب القيام بذلك من خلال كلا المجلسين بالبرلمان".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز