أفريقيا تحتضن نفط المستقبل.. مصدر دخل محتمل بقيمة تريليون دولار سنويا
تحتضن أفريقيا مصدرا للطاقة يمكن اعتباره نفطا جديدا للمستقبل، إذ بوسعه أن يدر على القارة السمراء أكثر من تريليون دولار سنويا.
وحسب دراسة حديثة، فإن أفريقيا لديها القدرة على إنتاج ما قيمته 1.06 تريليون دولار من الهيدروجين الأخضر سنويا، بحلول عام 2035.
ويتيح إنتاج هذه الكمية للقارة السمراء تصدير الوقود ودعم الصناعة المحلية والدخول في عهد جديد من الازدهار الصناعي والاقتصادي.
- تحديث آيفون iOS 16.2 .. إضافات هامة للأمان والخصوصية وتطبيقات الترفيه
- كوفيد الكئيب يتسلل مجددا.. الهند تعيد "فحص كورونا" للقادمين من 5 دول
وذكر بنك الاستثمار الأوروبي الذي دعم الدراسة مع شريكيه الاتحاد الأفريقي والتحالف الدولي للطاقة الشمسية، في التقرير أنه من خلال تسخير أفضل مصادر الطاقة الشمسية في العالم يمكن لعدد من الدول في القارة إنتاج الوقود الذي يتم إنتاجه عن طريق تكسير المياه، باستخدام الطاقة المتجددة، بتكلفة أقل من 2 يورو للكيلوغرام، بحلول عام 2030.
ويتزايد الطلب على الوقود النظيف، حيث يتطلع العالم لبدائل للوقود الأحفوري، المساهم في الاحتباس الحراري، وفيما تسعى أوروبا لتقليص اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي، التي ثبت أن إمداداتها غير موثوق بها، بسبب التوتر السياسي الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية.
المستقبل للهيدروجين
وتنظر كثير من دول العالم للهيدروجين الأخضر على أنه بصيص أمل وحل منشود صديق للبيئة، يمكن أن يلبي احتياجات الطاقة المتزايدة في العالم.
وتمتلك أفريقيا كل المقومات الضرورية بشكل أساسي لتطبيق هذا الأمل الجديد، والمتمثلة في مساحات شاسعة من الأراضي غير المطورة، وشمس ورياح وطاقة كهرومائية.
وفي مايو/أيار الماضي شكلت 6 دول وهي مصر وكينيا وموريتانيا والمغرب وناميبيا وجنوب أفريقيا تحالفا مدعوما من الأمم المتحدة يهدف إلى إنتاج 2000 كيلو طن على الأقل من الهيدروجين الأخضر سنويا ابتداء من عام 2030.
وكانت أكبر مبادرة بينها مشروع "نور" الموريتاني للهيدروجين الأخضر، والذي يهدف بالشراكة مع مجموعة "شاريوت إنرجي" البريطانية للطاقة وميناء روتردام الهولندي إلى توريد 600 ألف طن من الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا سنويا ابتداء من عام 2030.
أفريقيا مستعدة
ووفقا لمجموعة التحليل المالي "إس أند بي جلوبال"، هناك حاليا 10 مشاريع تتعلق بالهيدروجين الأخضر في مراحل مختلفة من التطوير في أفريقيا. كما أن هناك ما يقرب من 600 محطة طاقة متجددة بإجمالي إنتاج 64 ألف ميجاوات قيد التشغيل بالفعل، وتأتي غالبية تلك المشاريع بشركات مع مؤسسات أو شركات أوروبية.
وتقول إريكا بالديسين، المحللة لدى "إس أند بي جلوبال"، إن سهولة توافر طاقة الرياح والطاقة الشمسية تمثل "فرصة عظيمة" لأفريقيا، مضيفة: "القارة السمراء لديها القدرة لأن تصبح موردا عالميا رخيص التكلفة".
ولا يتوقف تحديد الموقع الأمثل لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مدى توفر الرياح والشمس فحسب، بل أيضا على مدى توفر المياه.
ووفقا لمعهد "فراونهوفر" الألماني للأبحاث التطبيقية فإن التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر له متطلبات مائية عالية، حيث يجب استخدام مصادر المياه العذبة مثل الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية أو محطات تحلية مياه البحر.
نقص رؤوس الأموال
حتى الآن لا يتناسب حجم رؤوس الأموال المستثمرة في مجال الطاقة المتجددة في أفريقيا مع الخطط المفردة له. وفقا لتقرير صادر عن بنك التنمية الأفريقي (AfDB) والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، وُجهت على مدار العشرين عاما الماضية 2% فقط من جميع الاستثمارات في الطاقة المتجددة إلى أفريقيا. ومع ذلك يتوقع خبراء أن يتغير هذا الوضع في المستقبل القريب.
aXA6IDMuMTM4LjE3MC42NyA= جزيرة ام اند امز