مدير مركز "باور شيفت أفريقيا": الانتقال العادل للطاقة أولوية للقارة (مقابلة)

الانتقال العادل للطاقة وتمكين الوصول الشامل والعادل إلى الطاقة المتجددة ضمن أولويات العمل المناخي في أفريقيا، وعلى رأس أجندة أول قمة مناخ أفريقية تستضيفها كينيا خلال الفترة 4 - 6 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأكد محمد أدو، مؤسس ومدير مركز "Power Shift Africa" في مقابلة مع "العين الإخبارية"، أن الأحداث المناخية المتطرفة في أفريقيا تؤدي إلى أزمة إنسانية ضخمة.
ودعا "أدو" إلى ضرورة تسخير أفريقيا كل جهودها من خلال الاستثمار في الخطط والمبادرات التي ستساعد الشعب الأفريقي على التكيف مع تأثيرات المناخ.
وعرض الخبير الأفريقي في المناخ رؤيته لسقف توقعات القارة السمراء من الدول الغنية والدور المهم الذي تلعبه دولة الإمارات لتحقيق مطالب الدول الأفريقية المناخية العادلة قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.
و"Power Shift Africa" هو مركز أبحاث غير ربحي يقدم أحدث التحليلات والأفكار السياسية التي تركز على الحلول والمشاركة الإعلامية الحديثة من منظور أفريقي، سواء داخل القارة أو على المستوى الدولي.
- أفريقيا تعلن موقفها المشترك من مفاوضات COP28 قبل قمة نيروبي
- استراتيجية الإمارات للأنواع الغازية.. استجابة فعّالة لوقف التدهور البيئي
وفيما يلي نص المقابلة..
كيف تعول البلدان الأفريقية على أول قمة للمناخ بالقارة من حيث التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره؟
اليوم.. تتأثر العديد من البلدان والمجتمعات الأفريقية بشدة بالأحداث المناخية المتطرفة الناجمة عن المناخ مثل حالات الجفاف الطويلة والفيضانات المدمرة التي أدت إلى فقدان سبل العيش والأرواح وتشريد المجتمعات.
فلا تزال الأحداث المناخية المتطرفة في أفريقيا تؤدي إلى أزمة إنسانية ضخمة لها آثار ضارة على اقتصاداتنا وصحتنا ورفاهية مجتمعنا. ولكن إمكانات أفريقيا هائلة أيضاً؛ حيث تتمتع أفريقيا بموارد وفيرة من الطاقة النظيفة، والشباب، والأراضي الصالحة للزراعة. وهذا يوفر لأفريقيا فرصة لتحقيق رؤيتها وتحقيق طموح مناخي وإنمائي معزز لشعوبها.
وتوفر قمة العمل المناخي في أفريقيا فرصة لتقديم رؤية أفريقية جديدة وجريئة بشأن تعزيز الطموح والعمل المناخي وتحفيز خطط التنمية في أفريقيا.
تحتاج قمة المناخ الأفريقية إلى تصور وتحفيز الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها في الطاقة المتجددة وتمكين وصول الطاقة إلى الشعوب الأفريقية التي لا تزال في الظلام.
وتشير التقديرات إلى أن إمكانات الطاقة المتجددة غير المستغلة في أفريقيا تبلغ حاليًا أكثر من 10000 غيغاوات. ويجب تسخير هذه الإمكانات وإطلاق العنان لإمكانات التنمية في أفريقيا، بما في ذلك مساعدة المجتمعات على بناء القدرة على الصمود في مواجهة أزمة المناخ.
ما الدور الذي ترى أن البلدان الأفريقية تلعبه حالياً في المعركة العالمية ضد تغير المناخ؟
في المعركة العالمية ضد تغير المناخ، لكل فرد دور. ولكن من المهم أن ندرك أنه على الرغم من أن لكل منا دوراً، إلا أنه لدينا مسؤوليات متباينة. تعاني أفريقيا من التأثيرات المناخية التي ساهمت بأقل قدر في التسبب في المشكلة. أولئك الذين يتحملون مسؤولية أكبر عن التسبب في المشكلة يجب أن يتحملوا بشكل متناسب مسؤولية أكبر في إيجاد الحلول. وما لا ينبغي لأفريقيا أن تفعله هو التعويض عن الملوثين من خلال مبادرات زائفة مثل أسواق الكربون.
ومع ذلك، تحتاج أفريقيا إلى تسخير كل جهودها من خلال الاستثمار في الخطط والمبادرات التي ستساعد الشعب الأفريقي على التكيف مع تأثيرات المناخ مثل حماية أنظمتنا الغذائية، وتمكين صغار المزارعين بالمعلومات والمعدات ليكونوا قادرين على الإنتاج على نطاق واسع، ودعم الطاقة المتجددة.
يعتمد الناس على الطاقة واللامركزية ويمتلكون أنظمة الطاقة ويتمتعون بإمكانية الوصول إلى خدمات الطاقة الحديثة وتوفير الطاقة للصناعات المحلية بما في ذلك الصناعات المنزلية في جميع أنحاء القارة.
لقد حصلت أفريقيا دائمًا على الطرف القصير في جميع المعاملات. إن المعاملات المتعلقة بتغير المناخ يجب أن تغير موقف أفريقيا في الترتيبات العالمية، وهذا يدعو أفريقيا إلى توحيد جهودها. وينبغي لقمة المناخ الأفريقية هذه أن تكون قادرة على توفير الفرص لأفريقيا لقلب وضعها الحالي.
ما التحديات التي تواجه البلدان الأفريقية عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ؟ وكيف يمكن معالجتها؟
يشكل تغير المناخ تهديداً كبيراً للتنمية في جميع أنحاء أفريقيا، وتشعر قطاعات مهمة، مثل الزراعة والصحة والمياه بالحرارة. يتسبب تغير المناخ في حدوث الأعاصير والفيضانات وخسارة الكثير والكثير من الدولارات. ويفقد المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة سُبل عيشهم، وكذلك الصيادون.
لكن الدعم الذي تشتد الحاجة إليه من حلفائنا الدوليين، كما وعد البعض، لم يكن كافياً. وقد أدى هذا إلى ترك المزيد من المجتمعات أكثر عرضة للخطر وبدون دعم. ويتعين على أفريقيا أن تحدد أجندتها المناخية بوضوح وأن تنخرط في السعي إلى تحقيق تعاون حقيقي مع بقية العالم إذا أرادت أن تتاح لها الفرصة للتصدي للتحديات المناخية الحالية على النحو الملائم.
كيف يمكن للبلدان المتقدمة أن تدعم البلدان الأفريقية بشكل أفضل في جهودها الرامية إلى التصدي لتغير المناخ؟
أولاً، يتعين على أفريقيا، من خلال هذه القمة، أن تطرح تدخلاتها ذات الأولوية، ويمكن أن تكون هذه التدخلات أشياء مثل التحفيز والاستثمار في الطاقة والسيادة الغذائية.
وهذا يعني تطوير الأنظمة والسياسات التي ستكون قادرة على تحقيق هذا الطموح. ومن ثم التعامل مع الحلفاء الدوليين بخطة واضحة. ولكن في البداية يتعين على أفريقيا أن تحدد أجندتها الخاصة بالمناخ والتنمية من خلال منتديات مثل هذه القمة.
كيف ستؤثر نتائج هذه القمة على المفاوضات في COP28 وتدعم الأفارقة في كفاحهم ضد تغير المناخ؟
تعتبر نتائج هذه القمة مهمة في تحديد كيفية مشاركة أفريقيا في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف خاصة فيما يتعلق بقضايا بناء القدرة على مواجهة أزمة المناخ، والانتقال العادل للطاقة وتمكين الوصول الشامل والعادل إلى الطاقة المتجددة، وقضايا تمويل العمل المناخي في القارة، بما في ذلك الشراكات وتقاسم الحلول المناخية التي تشتد الحاجة إليها مثل التكنولوجيات.
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه دولة الإمارات خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) لدعم مطالب القارة الأفريقية؟
تحتاج دولة الإمارات العربية المتحدة، بصفتها الدولة التي تتولى رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف COP28، إلى ضمان تسريع حزمة عمل التحول العادل للطاقة، بما في ذلك تسريع التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، وتوسيع نطاق الاستثمارات في إمدادات الطاقة المتجددة وخاصة للمناطق المعرضة للخطر.
كما يتعين على مؤتمر الأطراف في دورته الثامنة والعشرين معالجة قضايا العدالة والإنصاف ومعالجة التحديات، بما في ذلك تحقيق الوصول الشامل إلى الطاقة، وتمكين تطوير البنية التحتية، وإصلاح السياسات، والإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري.
بالإضافة إلى ذلك، تحتاج رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف إلى تسهيل محادثة شاملة حول التمويل لتمكين زيادة جذرية في الطموح وتقديم التمويل المناخي الذي تشتد الحاجة إليه من أجل العمل المناخي الطموح في أفريقيا وغيرها من البلدان النامية.
وأخيراً، ينبغي لنتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) بشأن التكيف والخسائر والأضرار أن تعزز العمل الحقيقي نحو بناء القدرة على الصمود والمساهمة في التنمية المستدامة، من خلال دفع تمويل التكيف المعزز.