أفريقيا تعلن موقفها المشترك من مفاوضات COP28 قبل قمة نيروبي
أولويات القارة تشمل التمويل والتكيف والتقييم العالمي
أصدرت مجموعة المفاوضين الأفارقة بشأن تغير المناخ (AGN) تقريرًا عن أولويات القارة في مفاوضات COP28، وقمة المناخ الأفريقية المقبلة بكينيا.
يشمل التقرير الصادر قبل أيام، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، تفاصيل الموقف الأفريقي المشترك، بشأن أولويات القارة للدورة الـ28 المقبلة لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، الذي تبناه المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة في دورته رقم 19.
عقد المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة (AMCEN)، وهو تجمع سنوي لوزراء البيئة الأفارقة لمناقشة وتعزيز الإدارة البيئية، هذا العام في الفترة من 14 إلى 18 أغسطس/آب 2023، في أديس أبابا، إثيوبيا، تحت شعار؛ "اغتنام الفرص وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات البيئية في أفريقيا".
تناول التقرير أيضًا الاستعدادات لقمة المناخ الأفريقية المقبلة، المقرر عقدها في نيروبي، كينيا، في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر/أذار، في ضوء ما توافت عليه الأطراف في المؤتمر الوزاري الأفريقي.
- قمة المناخ الأفريقية.. جميع السيناريوهات على أجندة "نيروبي"
- قمة المناخ الأفريقية الأولى.. استثمارات ضخمة تلوح في الأفق
أولويات القارة في COP28
وفق التقرير، هيمنت قضية التمويل على المناقشات خلال المؤتمر، مع ازدياد الحاجة إلى إطلاق العنان لتمويل المناخ بأفريقيا لسنوات، باعتبارها قارة معرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ، رغم أنها تسهم بأقل من 4٪ من الانبعاثات العالمية المسببة للاحترار العالمي.
وفقا للتقرير، لا تملك أفريقيا سوى جزء بسيط من الأموال التي تحتاجها لمواجهة تغير المناخ، رغم أنه من المتوقع أن تزداد أثار تغير المناخ وتتفاقم داخل القارة خلال السنوات المقبلة.
وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بحلول عام 2030، ستحتاج إفريقيا إلى ما يقرب من 3 تريليون لتمويل جهودها في مكافحة تغير المناخ.
إلى جانب الحاجة إلى تمويل المناخ، دارت المناقشات في المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة في دورته التاسعة عشرة أيضا حول التقييم (الجرد) العالمي (GST)، المنصوص عليه في المادة 14 من اتفاق باريس.
يهدف الجرد العالمي إلى تقييم تنفيذ اتفاق باريس، والتقدم الجماعي للمجتمع العالمي نحو تحقيق الغرض من الاتفاقية وأهدافها طويلة الأجل.
بدأ التقييم الأول في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في غلاسكو في عام 2021، ومن المتوقع أن يختتم وتعلن نتائجه في COP28 المقرر عقده في دبي، الإمارات العربية المتحدة، في وقت لاحق من العام الجاري.
تعهد رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة، إفرايم مويبيا شيتيما، في معرض تقديمه أمام الاجتماعين الفني والوزاري للمؤتمر، بالتزام المجموعة بحماية مصالح أفريقيا في عمليات التفاوض بشأن المناخ.
قال شيتيما: "لا نزال ثابتين في سعينا لتحقيق نتائج منصفة وعادلة خلال المفاوضات المقبلة".
أضاف: "دعوتنا للأطراف تتمثل في أن يحقق COP28 نتائج طموحة ومتوازنة ومنصفة وعادلة من شأنها أن تضع العالم على المسار الصحيح للتصدي بفعالية لتغير المناخ على عدة جبهات، بما في ذلك؛ التكيف والخسائر والأضرار والتمويل والتخفيف".
تابع: "في COP28 أيضا لدينا عملية التقييم العالمي، ونتوقع أن تعكس نتائجها وتأخذ في الاعتبار الظروف الإنمائية الخاصة لأفريقيا، وتوفر مساحة السياسة اللازمة للقارة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والانتقال العادل إلى مسارات التنمية المرنة ومنخفضة الانبعاثات".
وفق تقرير مجموعة المفاوضين الأفارقة، تشمل الأولويات الرئيسة الأخرى لأفريقيا خلال مفاوضات COP28، التي وردت في الموقف المشترك لوزراء البيئة بالقارة: تعزيز إجراءات التكيف، وتشغيل صندوق الخسائر والأضرار، ومسارات الانتقال العادل، ومراعاة الاحتياجات والظروف الخاصة لأفريقيا.
قمة المناخ الأفريقية
تناول المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة أيضًا الاستعدادات لقمة المناخ الأفريقية الأولى، المقرر عقدها في نيروبي، كينيا، في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2023.
وفق التقرير، من المتوقع خلال القمة مناقشة تطلعات التنمية في القارة فيما يتعلق بتغير المناخ وأجندة النمو الأخضر وتمويل المناخ لأفريقيا والعالم.
كما ستشهد القمة مداولات بين مجموعة المفاوضين الأفريقيين (AGN) ووزراء القارة ومختلف أصحاب المصلحة في مجال تغير المناخ والصحة، لتطوير موقف أفريقي موحد بشأن دمج الصحة في جدول أعمال المناخ قبل مفاوضات المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف (COP28).
ستساهم ورشة العمل الإقليمية بشأن تغير المناخ والصحة التي ستعقد في قمة المناخ الإفريقية بكينيا، وتستمر لثلاثة أيام، في تسليط الضوء على العلاقة بين تغير المناخ والصحة، وخاصة في أفريقيا، مع ضرورة دمج اعتبارات الصحة وتغير المناخ في السياسات والأنظمة.
ستتناول الورشة أيضًا قضايا إشراك المجتمعات المحلية، وضمان التكيف وتسهيل التواصل الشفاف كاستراتيجيات حاسمة للنجاح نحو مستقبل أكثر صحة ومرونة، بالإضافة إلى تحسين الموارد المحلية والتخصيص الفعال لمعالجة نقاط الضعف.
دعا التقرير إلى رسم مسار يعزز القدرة على الصمود والتنمية المستدامة، وزيادة التمويل باعتباره شريان الحياة اللازم لحماية صحة ومستقبل المجتمعات في القارة الأفريقية.
على صعيد أخر، أيد المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة تطوير وثيقة الحوكمة لمجموعة المفاوضين الأفارقة، والتي تعد أولوية قصوى للرئاسة الزامبية الحالية للمجموعة.
تهدف الوثيقة الرائدة إلى توثيق وإضفاء الطابع الرسمي على الحوكمة الأساسية والإجراءات التشغيلية لتنظيم وإدارة مجموعة المفاوضين الأفارقة في المستقبل.
من المتوقع أن تعتمد وثيقة الحوكمة بشكل نهائي ورسمي، في مؤتمر المناخ المقبل بدبي COP28، وفق ما أكده التقرير.
يجدر الذكر بأن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، قد شارك في المؤتمر الوزاري الإفريقي المعني بالبيئة الذي عقد في إثيوبيا، حيث ألقى كلمة أكد فيها على الحاجة الملحّة لزيادة التمويل المناخي للدول الإفريقية لبناء مستقبل خال من الانبعاثات وقادر على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ.
أكد الجابر أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، سيركز COP28 على التكاتف وتوحيد الجهود والسعي لتحقيق التوافق وإنجاز تقدم ملموس وفعال في العمل المناخي، بالتزامن مع تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، خاصةً في إفريقيا ودول الجنوب العالمي.
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز