قمة المناخ الأفريقية.. جميع السيناريوهات على أجندة "نيروبي"

العمل المناخي ليس قضية شمال أو جنوب عالمي، بل إنه التحدي الجماعي الذي يواجه العالم، ويؤثر عليه كافة.

ونحن بحاجة إلى أن نجتمع معًا لإيجاد حلول عالمية مشتركة. ومن هنا جاءت فكرة أسبوع المناخ الأفريقي (ACW 2023) الذي يُعد واحدا من أربعة أسابيع مناخية إقليمية تعقد هذا العام لرسم الطريق لتحقيق أهداف باريس.

تداعيات أزمة تغير المناخ على القارة الأفريقية

على الرغم من مساهمة أفريقيا الضئيلة في انبعاثات غازات الدفيئة بنسب لا تتجاوز نسبة 2 إلى 3% من الانبعاثات العالمية، لكنها تظل القارة الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ في جميع السيناريوهات المناخية التي تزيد على 1.5 درجة مئوية؛ حيث تعرضت لمخاطر نظامية على اقتصاداتها، واستثماراتها، وأنظمة المياه والغذاء، والصحة العامة، والزراعة، وسبل العيش، هددت في النهاية مكاسبها التنموية المتواضعة، ووصلت بها لمستويات أعلى من الفقر المدقع، فضلًا عن أنها عرضت نحو مليار شخص للخطر المناخي.

ورغم أن تغير المناخ أمر عالمي، فإن الفقراء معرضون بشكل غير متناسب لآثاره. ويرجع ذلك إلى افتقارهم إلى الموارد اللازمة لشراء السلع والخدمات التي يحتاجون إليها لحماية أنفسهم والتعافي من أسوأ آثار تغير المناخ. وبناءً عليه، فقد تم الإعلان في الأشهر الأخيرة عن العديد من الصفقات القائمة على الطبيعة، والتي تساعد البلدان الأفريقية في مكافحة آثار تغير المناخ، ومن بينها قمة المناخ الأفريقية الأولى.

• COP28.. فرصة مهمة لرسم ملامح تمويل تغير المناخ
• قمة المناخ الأفريقية الأولى.. استثمارات ضخمة تلوح في الأفق

حول قمة المناخ في إفريقيا

جاءت الدعوة لعقد قمة المناخ الأفريقية الأولى التي ستعقد في نيروبي العاصمة الكينية خلال يومي 4 و6 سبتمبر/أيلول من العام الجاري، بحضور 20 رئيس دولة وحكومة أفريقية و20 ألف مندوب من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للتركيز على قضية قيادة النمو الأخضر وحلول تمويل المناخ لأفريقيا والعالم.

ومن جانبه، أشار الرئيس الكيني " وليام روتو" المنظم الرئيس للقمة، إلى أنه من المتوقع إبرام صفقات بمئات الملايين من الدولارات في قمة المناخ الأفريقية، بما في ذلك الاستثمارات القائمة على الطبيعة والتي تحظى بشعبية متزايدة. ويأمل المسؤولون الأفارقة أن يعزز الاجتماع صوت القارة ويرسل رسالة موحدة قبل قمة المناخ COP28 التي ستعقدها الأمم المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة (30 نوفمبر -12 ديسمبر 2023).

أهداف القمة

تُعد قمة المناخ الأفريقية تجمعًا محوريًا يهدف إلى إعادة تعريف السرد المتعلق بتغير المناخ وإنشاء نموذج جديد للتعاون، كما توفر هذه القمة منصة لاستكشاف الأفكار المبتكرة، وتبادل المعرفة، وتحفيز الإجراءات الملموسة التي من شأنها أن يكون لها تأثير ملموس على الكوكب.

دفع النمو الأخضر وحلول تمويل المناخ لإفريقيا والعالم

ستسعى أفريقيا من خلال رابطة الدول الإفريقية، إلى توحيد العمل المناخي العالمي حول تمويل المناخ والتنمية الإيجابية للمناخ، وترسيخ وجهة نظرها بشأن المضي قدمًا في قضية تغير المناخ، واستخدم القمة لعرض إمكاناتها الهائلة في العمل المناخي وجذب شراكات جديدة في النمو الأخضر، خاصة في القطاعات المتخصصة مثل الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والمعادن الحيوية وغيرها. والتركيز على بعض الملفات من بينها: أنظمة الطاقة والصناعة، الأرض والغذاء والماء، المدن والمستوطنات الحضرية والريفية والبنية التحتية والنقل، المجتمعات والصحة وسبل العيش والاقتصادات؛ لإثراء عملية التقييم العالمي.

واعترافًا بالدور الحيوي للشباب في تشكيل مستقبلنا الجماعي، تركز قمة المناخ الأفريقية 2023 بقوة على إسماع أصوات الشباب. وتشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن ما يقرب من 63% من سكان إفريقيا تحت سن 25 عاما، وهو ما يمثل فرصة قيمة لتسخير شغفهم وإبداعهم وإصرارهم على تحقيق التقدم المستدام.

ولذلك، تهدف القمة إلى تمكين الشباب باعتبارهم أصحاب مصلحة رئيسين في العمل المناخي، وتوفير منصة لهم لعرض وجهات نظرهم والمساهمة في تشكيل مستقبل شامل ومستدام.

ولتحقيق التغيير التحويلي، فمن الأهمية بمكان أن تتبنى القمة خطابًا جديدًا يتجاوز الحدود التقليدية ويعزز التعاون بين الشمال والجنوب من خلال التأكيد على الترابط بين التحديات العالمية وأهمية المسؤولية المشتركة.

ولا يعمل هذا السرد الجديد على تعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على إمكانية التوصل إلى حلول تعاونية تستفيد من نقاط القوة والموارد في جميع المناطق.

وسيتضمن جدول أعمال قمة المناخ الإفريقية موضوعات رئيسة مثل 'إعادة تصميم تمويل المناخ والتجارة والاستثمار لجنوب العالم'، و'فرصة الاستثمار من أجل السيادة الغذائية في أفريقيا'، و'تسريع الاستثمارات المائية المقاومة للمناخ في أفريقيا'.