القمة الأمريكية الأفريقية.. خبراء يكشفون أبرز الملفات على الطاولة
تتجه أنظار العالم إلى واشنطن، حيث أعمال القمة الأمريكية الأفريقية، التجمع الأكبر لقادة أفريقيا بالولايات المتحدة منذ جائحة كورونا.
ويأتي انعقاد القمة بعد تأجيل لمدة 3 أشهر وبعد شهرين من إطلاق الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتشكل خطة لمواجهة النفوذ الصيني الروسي بالمنطقة، وذلك بحسب خبراء أكاديميين وسياسيين.
- القمة الأمريكية الأفريقية.. واشنطن: القارة السمراء ستقود مستقبل العالم
- بايدن يستضيف قمة أمريكية أفريقية.. سباق النفوذ بالقارة السمراء
وشددوا في حديثهم لـ"العين الإخبارية" على أن "القمة ستشهد العديد من محاولات استقطاب القارة السمراء ووضع خطط جديدة لمواجهة الجماعات الإرهابية بأفريقيا".
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، أن "الأساس في القمة هو تحرك أمريكي للرد على التحركات الصينية والروسية بالقارة السمراء".
ويضيف فهمي في حديثه لــ" العين الإخبارية" أن "القمة أجلت من شهر سبتمبر/أيلول الماضي وتتضمن مواضيع اقتصادية وسياسية، ولكن الجديد هو الرد على أي تحركات دولية مناوئة سواء تجاه الدول الأفريقية والعربية المشاركة".
وأوضح أن "القمة الأمريكية الأفريقية هي أول تطبيق عملي للاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي والتي أطلقها البيت الأبيض في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو الاهتمام بدوائر معينة ووضعها على الأولوية، وهي تجربة حقيقية بمعنى من حضر ليس كمن شارك وترجمة الاستراتيجية في الإقليم الأفريقي".
رسائل مهمة
وحول الرسائل المزمع إرسالها من القمة، يقول إن الرسالة الأولى هي أن "الولايات المتحدة لن تتخلى عن دوائر نفوذها التقليدية من خلال القمة وعقدها والفعاليات الجديدة التي سيتم الاتفاق عليها، والثانية محاولة جمع الحلفاء والشركاء الكبار، والاهتمام بمصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا والعمل معهم".
وكشف أن "أمريكا تعمل على فكرة الفيلق الأمريكي الأفريقي وهو قوة عسكري أفريقية تحت إشراف الولايات المتحدة لضرب منابع الإرهاب في تشاد وجنوب الساحل والصحراء".
وعن فكرة مقعد دائم لأفريقيا بمجلس الأمن، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن السفارات الأمريكية سوقت الفكرة ولكنها غير صحيحة لأن القرار ليس بيد الولايات المتحدة منفردة إنما هناك 4 دول أخرى، ولكنه سيتم طرحه في القمة".
وحول مشاركة مصر، شدد فهمي على أنها "مهمة"، خاصة أنها "تمثل القوى العربية الأكبر في القمة، كما أنها لها أولوية كبيرة في الاستراتيجية الأمريكية".
مواجهة الإرهاب
ومن جانبها، قالت الدكتورة سالي فريد، رئيس قسم السياسة والاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن "القمة ستسلط الضوء على ما تزخر به القارة من رأسمال بشري وموارد طبيعية، واعتبارا لسوقها المستقبلية والمترابطة في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتجمعاتها الاقتصادية الإقليمية ونموها الاقتصادي البالغ معدله 6%".
وتضيف فريد في حديثها لــ"العين الإخبارية" أن "أفريقيا تمتلك مؤهلات تجعلها قادرة على مواجهة الأزمات ويمكنها من تعزيز سيادتها في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى، كالصحة، والأمن الغذائي، والطاقة والبنية التحتية، بما يضمن تحقيق نمو شامل وتنمية عادلة ومنصفة".
وتابعت: "القمة تؤكد على أهمية تعزيز سبل التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة لتعزيز المشاركة الاقتصادية الجديدة بشكل أفضل، وتعزيز التزام الولايات المتحدة وأفريقيا بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والتخفيف من تداعيات كورونا والأوبئة المستقبلية".
وأكدت أن "القمة تلقي الضوء على تحديات متعددة تواجه القارة السمراء، في مقدمتها الإرهاب الممتد في أنحاء البلدان الأفريقية بما فيه الجماعات المسلحة وداعش وكل التنظيمات التي تهدد استقرار هذه الدول والاقتصاد العالمي".
ولفتت إلى أن "انعدام الأمن الغذائي والعسكري في إفريقيا، من أبرز أسباب عدم استقرار البلدان، فضلا عن تداعيات تغيير المناخ، السلبية وتراجع الصادرات بموجب قانون النمو والفرص الأفريقي الرائد في الولايات المتحدة (أجوا)، والذي يوفر لبعض البلدان وصول السلع المعفاة من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية".
النفوذ الصيني الروسي
وفي السياق ذاته، أكدت إيمان الشعراوي، مدير وحدة الدراسات الأفريقية بمركز المستقبل الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أن "القمة الجديدة تختلف كثيرًا عن القمم السابقة سواء ما يتعلق بطبيعة التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم أجمع، وما يتعلق بتغير رؤية الولايات المتحدة للقارة في السنوات الأخيرة والعمل على توطيد أوجه التعاون في كل المجالات لمواجهة النفوذ الصيني والروسي في القارة".
وأضافت الشعراوي، في حديثها لـ "العين الإخبارية"، أن "هناك عددا من القضايا ستكون على أجندة القمة أبرزها مواجهة تداعيات التغير المناخي التي تعاني منها القارة السمراء أكثر من غيرها من قارات العالم"، فضلًا عن "تعزيز التنمية والأمن الغذائي".
وأشارت إلى أن "الملف الاقتصادي سيكون مطروحا بقوة بشأن تقديم دعم اقتصادي كبير من الولايات المتحدة لأفريقيا وتنفيذ أجندة أفريقيا 2063، فضلًا عن دعم دول الساحل الأفريقي في مواجهة التنظيمات الإرهابية خاصة بعد تزايد نشاط هذه التنظيمات بالشكل الذي أصبحت أفريقيا بؤرة جديدة لانطلاق هذه الجماعات الإرهابية في العالم".
وشددت الشعراوي، على أن "أمريكا تعمل على فتح آفاق تعاون جديدة تسهم في تعزيز النفوذ الأمريكي في القارة السمراء، وذلك في إطار مساعي الرئيس الأمريكي جو بايدن في استعادة مكانة أمريكا على المستوى الدولي".
وتطرقت الشعراوي، إلى أنه "على الرغم من سعى الدول الأفريقية إلى إصلاح مجلس الأمن، وزيادة أعداد الدول التي تتمتع بحق الفيتو بحيث يكون هناك دولتين أفريقيتين تمتلكان هذا الحق، إلا أنه مستبعد أن يتم حسم هذا الملف المهم في القمة الأمريكية الأفريقية، وذلك بسبب رفض الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأمر لأنه سيؤثر على مصالحها بشكل مباشر".
واختتمت مدير وحدة الدراسات الأفريقية بمركز المستقبل الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، بالتأكيد على أن "القارة الأفريقية تشهد تنافسا كبيرا من قبل القوى الدولية وذلك لأهميتها الجيوسياسية، فضلًا عن أن "أفريقيا بما تمتلكه من ثروات طبيعية وموارد بشرية هائلة ستشكل الفارق في معالجة التحديات الأكثر إلحاحًا"، موضحة أن "أفريقيا عليها الاستفادة من الاهتمام العالمي الموجه ناحيتها لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية ملموسة".
انتخابات القارة في 2023
فيما أفصح جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، عن أن الرئيس بايدن سيناقش مع الزعماء المشاركين بالقمة انتخابات 2023 والديمقراطية في القارة، في إطار القمة".
وأضاف سوليفان أن "الرئيس جو بايدن سيقيم مأدبة عشاء، مساء الأربعاء، لنحو 50 من الزعماء الأفارقة المشاركين بالقمة".
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg
جزيرة ام اند امز