الكاميرون تواجه تحديات كأس أمم أفريقيا بخطة سرية
تعيش بعض المدن الكاميرونية على وقع أجواء عسكرية ملغمة، قبل أيام قليلة من انطلاقة بطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختها رقم 33.
وتستضيف الكاميرون كأس أمم أفريقيا 2022 في الفترة من 9 يناير/ كانون الثاني الحالي وحتى 6 فبراير/ شباط المقبل، والتي تقام مبارياتها في 6 مدن.
وتعد مدينة ليمبي الواقعة جنوب غربي الكاميرون إحدى هذه المدن، لكنها تعيش أجواء عسكرية حيث تجوب أعداد كبيرة من العربات المدرعة شوارعها بعدما هدد انفصاليون بتعطيل إقامة كأس أمم أفريقيا، وسط مخاوف من استهداف المنتخبات المشاركة بعمليات تفجيرية.
وتشهد المنطقة المحيطة بمدينة ليمبي هجمات مسلحة منذ تفجر الحرب فيها عام 2017، حيث تحاول جماعات مسلحة إقامة دولة منشقة تسمى أمبازونيا، وهو ما أدى لسقوط ما لا يقل عن 3 آلاف قتيل، وأرغم قرابة المليون على النزوح عن بيوتهم، وتفاقم العنف في العام الأخير بعد أن زاد الانفصاليون من استخدامهم للعبوات الناسفة.
وقال الصحفي الكاميروني أونور كوما: "أخاف أن تصبح ظاهرة تفجيرات القنابل الأخيرة التي تحدث في مناطق أخرى ظاهرة شائعة خلال فترة كأس الأمم الأفريقية".
وشهدت مدينة بو المجاورة لليمبي، التي ستشهد بعض تدريبات منتخبات المجموعة السادسة التي تضم تونس ومالي وموريتانيا وجامبيا، انفجارين في نوفمبر/ تشرين الثاني، وقع أحدهما في جامعة وأسفر عن إصابة 11 طالبا بجروح.
مشكلات متعددة.. وخطة سرية
لا يعد انعدام الأمن سوى مشكلة واحدة من المشاكل التي تواجه كأس الأمم الأفريقية 2022، فقد احتلت المخاوف من مدى استعداد الملاعب الرياضية، ومن انتشار سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا، العناوين خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي مواجهة تلك المخاوف، أحاطت السلطات الكاميرونية الخطط الأمنية بالسرية، ووعدت بألا تتعطل مباريات البطولة، ومن أجل ذلك يرابط رجال شرطة مسلحون وجنود من الجيش عند التقاطعات الرئيسية، في المدن الكاميرونية عامة، وفي مدينة ليمبي على وجه الخصوص، كما أقيمت حواجز أمنية على الطرق المؤدية لها.
وقال إيمانويل ليدو إنجامبا، وهو من كبار المسؤولين في منطقة فاكو التي تضم مدينتي ليمبي وبو: "بطولة كأس الأمم الأفريقية ستقام في ظروف جيدة للغاية، ولا يوجد ما يدعو للقلق".
يذكر أن الصراع الانفصالي قد بدأ في إقليمي الشمال الغربي والجنوب الغربي الناطقين بالإنجليزية في عام 2016 عندما احتج مدرسون ومحامون على ما وصفوه بتهميشهم من جانب الحكومة الوطنية التي تستخدم اللغة الفرنسية كلغة أساسية.
وأدت حملة أمنية عنيفة من جانب قوات الأمن إلى تطرف الحركة. وتشكلت جماعات مسلحة وسط غابات الإقليمين ومزارع الكاكاو.
تجاهل جماهيري
وفي الوقت الذي تستعد فيه مدينة ليمبي لاستقبال طوفان من المشجعين، أكد بعض سكانها أنهم لا يركزون اهتمامهم على كرة القدم.
وقال مواطن يدعى رولاند (33 عاما) ويعيش بالقرب من ملعب ليمبي: "كيف أستمتع بها بينما يعاني إخوتي وأخواتي بسبب أزمة اللغة الإنجليزية.. إنهم يموتون كل يوم".
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز