أحمد دغسان.. "جوكر" الحوثي والمطلوب رقم 99 للقضاء
لعائلة دغسان شهرة قاتمة السواد في اليمن، أهمها أنها تضم أخطر المهربين للمتفجرات والمبيدات السامة والخطرة على رأسهم القيادي الحوثي أحمد صالح هندي دغسان.
يعد أحمد دغسان الذي يتحدر من قبائل "آل عمار" في مديرية الصفراء في محافظة صعدة، أقصى شمالي البلاد، أحد أبرز القيادات التي جندتها مليشيات الحوثي باكرا، وتلقت تدريبات إيرانية مكثفة لتعمل في الظل منذ 3 عقود.
وتعد "آل عمار" هي أبرز قبائل صعدة التي تنحدر من قبائل دهم الذي تستوطن بطونها محافظة الجوف (شمال شرق)، وقد سعت مليشيات الحوثي عبر دغسان للسيطرة عليها باكرا لتجريفها في سبيل مشروعها، وذلك إثر شجاعة مقاتليها.
جوكر الحوثي
لعبت مليشيات الحوثي دورا محوريا في استخدام أحمد دغسان بمثابة "جوكر" لها وسط القبائل في مناطق سيطرتها، لا سيما قبائل سحار والصفراء في صعدة، والتي توجد فيها معارضة واسعة لمشروع ومخططات مليشيات الحوثي.
وبدأت مليشيات الحوثي عام 2008 بتصعيد دغسان إلى سلم زعامة قبائل "آل عمار" وذلك بعد أيام من اغتيال شقيقه الزعيم القبلي "صالح صالح هندي دغسان"، والذي كان شوكة ميزان في صعدة وعضو البرلمان اليمني.
واتهمت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية، مليشيات الحوثي بالوقوف خلف اغتيال صالح دغسان وتنصيب بدلا عنه شقيقه "أحمد دغسان" أحد كبار قياداتها، وذلك بعد أن استعصى عليه أخذ نصيبه من تركة والده والتي كانت بيد شقيقه "صالح" الذي قتلته بكمين غادر 2008.
آنذاك، اتخذت مليشيات الحوثي حادثة اغتيال صالح هندي دغسان في نقض اتفاق صعدة الذي جرى برعاية قطرية بين الحكومة اليمنية والمليشيات، والتي فجرت الشرارة الأخيرة للحرب السادسة والتي استمرت حتى 2009، لتعاود لجان الوساطة الإقليمية التدخل ما أنقذ الحوثي آنذاك.
وذكرت المصادر أن أحمد هندي، الذي أصبح اليوم تجواله محصورا بين حيدان وسحار، تحول إلى أحد أبرز العقول الذي يستشيرها زعيم مليشيات الحوثي من أجل التغلغل في القبائل اليمنية، لا سيما في صعدة والجوف ومأرب كما نصبته المليشيات كـ"مَرَاغَة دَهَمْ" ويعد بمثابة "حاكم استئناف ومحكمة عليا للعرف القبلي".
وأواخر 2014، شارك أحمد دغسان بعد قيامه بحشد قبائل "آل عمار" في مديريتي سحار والصفراء في صعدة ودفعها إلى تخوم صنعاء في اجتياح العاصمة، وذلك جنب إلى جنب مع كبار قيادات مليشيات الحوثي ليتولى إسقاط المعسكرات والسيطرة على أسلحة الدولة اليمنية.
وكانت الداخلية اليمنية قد رصدت باكرا النشاط الخطر لـ"أحمد دغسان" كأحد أبرز القيادات العسكرية في هرمية المليشيات المسؤولة عن تسعير الحرب في صعدة لتدرجه عام 2009 على القائمة السواء وتلاحقه كأبرز المطلوبين.
كما أدرجه التحالف العربي بقيادة السعودية كواحد من 40 قياديا إرهابيا حوثيا مسؤولين عن الحرب ضد الشعب اليمني، حيث يعد المطلوب رقم 22 بمبلغ مكافأة تبلغ 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن وجوده.
وأواخر 2017، نجا أحمد دغسان من ضربة لقوات التحالف العربي، بعد أن استهدفت اجتماعا لقيادات مليشيات الحوثي ما أسفر عن مصرع مرافقه الشخصي "ماجد جابر دغسان".
شركات دغسان
حرصت مليشيات الحوثي منذ تمددها واجتياح صنعاء على إبقاء صالح دغسان بلا أي منصب عسكري أو سياسي قبل أن تمنحه الحق الحصري في استيراد المبيدات السامة التي تدخل في صنعاء، وكذلك المتفجرات منها الألغام والعبوات الناسفة.
وتظهر وثيقة صادرة أواخر 2018، بمنح حكومة الانقلاب مؤسسة "بن دغسان" حق إصدار شهادات تسجيل لعدد 61 مادة من المبيدات والأسمدة الكثير منها إيرانية الصنع، في مسعى لإضفاء الشرعية على مواد مهربة تدخل عبر شركاته في تجارة المبيدات الزراعية.
وكانت مبادرة "استعادة اليمنية”، كشفت في تقرير لها أن مجموعات “دغسان" تضم 11 شركة متعددة المهام، النفط وتجارة الأدوية والمستلزمات الطبية، وإنتاج التبغ وتحويلات أموال، وتجارية واستيرادية، تستغلها المليشيات الحوثية في تصدير وتهريب الأسمدة المتخصصة في صناعة المتفجرات، وتحويل الأموال، واستيراد المشتقات النفطية.
وأوضح التقرير أن تلك الشركات تستخدمها المليشيات الحوثية، في بنيتها الاقتصادية، هي مجموعة تجارية يقودها القيادي الحوثي "دغسان أحمد دغسان"، وتدر على المليشيات أموالا طائلة نظرًا لسيطرتها على سوق المبيدات والأسمدة الزراعية والمستلزمات الزراعية خاصة تلك التي تحتوي على "مادة اليوريا" والتي يعاد استخدامها في صناعة المتفجرات.
وتعد مؤسسة "بن دغسان لتجارة المواد الزراعية" هي الشركة الأم والتي فرخت عشرات الشركات والتجار المتحدرين من المعقل الأم للمليشيات الحوثية وتعد أكبر واجهة حوثية لتهريب واستيراد المبيدات والأسمدة المحظورة دوليا.
وأبرز الشركات التابعة لعائلة دغسان هي شركات "أويل بريمر"، "ويلرز"، "سبأ الدولية للأدوية والمستلزمات الطبية المحدودة"، "شركة التاج للتبغ و سجائر"، "شركة صحاري للصرافة والتحويلات"، "شركة يمن أبوت للتجارة المحدودة".
بالإضافة إلى "مؤسسة علي أحمد دغسان للاستيراد"، "شركة سبأ العالمية للتبغ المحدودة"، "مؤسسة أحمد دغسان للاستيراد والتصدير، "شركة أجواء الربيع للتجارة العامة".
فضلا عن شركة عقارية جديدة تابعة لدغسان أحمد دغسان تحمل اسمه للمقاولات العامة، وتمتلك مجموعة أراض بمساحات كبيرة في العاصمة صنعاء خاصة في منطقة جدر.
يشار إلى أن القضاء اليمني يحاكم أحمد صالح هندي دغسان القيادي العسكري في مليشيات الحوثي بوصفه القيادي الـ99 الذي شارك في هدم الدولة وتأسيس تنظيم الحوثي الإرهابي.