نقاد يكشفون لـ"العين الإخبارية" سر تراجع أحمد حلمي في “خيال مآتة"
"العين الإخبارية" استطلعت آراء عدد من النقاد؛ للوقوف على أسباب إخفاق أحمد حلمي في "خيال مآتة" وتراجع رصيده لدى الجمهور العربي.
ينتظر الجمهور العربي أفلام الفنان المصري أحمد حلمي بشغف شديد؛ كونه يقدم لغة سينمائية مختلفة ولا يستخف في أعماله بعقل المتلقي، والدليل أرشيفه المليء بعلامات سينمائية متميزة، مثل "آسف على الإزعاج" و"عسل أسود".
في السنوات الأخيرة تعامل حلمي مع السينما بمنهج انتقائي بعدما بات يمتلك رفاهية الاختيار، وقرر تقديم عمل واحد كل 3 سنوات، لذا انتظر جمهوره أحدث أفلامه "خيال مآته" بفارغ الصبر.
العمل الذي كتب قصته السيناريست المصري عبدالرحيم كمال، وأخرجه خالد مرعي، لم يصمد أمام الأفلام التي غزت دور العرض في موسم عيد الأضحى، إذ هبط مؤشر إيرادات "خيال مآتة" أمام "الفيل الأزرق 2" الذي تخطى حاجز 82 مليون جنيه، و"ولاد رزق2" الذي حصد 60 مليونا، ليكتفي بـ18 مليون جنيه فقط، وهو رقم هزيل مقارنة بإيرادات حلمي السابقة.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء النقاد؛ للوقوف على أسباب إخفاق حلمي وتراجع رصيده لدى الجمهور العربي.
أكد الناقد المصري طارق الشناوي أن الأسبوع الأول كان منصفا لـ"خيال مآتة" من حيث الإيرادات، إذ تزاحم قطاع عريض من الجمهور، خاصة صغار السن، أمام دور العرض؛ لمشاهدة الفيلم لكن مستوى العمل
صدم الجمهور.
وقال الشناوي لـ"العين الإخبارية": "حلمي يتلقى ضربات تحت الحزام، وبدأت هذه الحرب عندما تأخر افتتاح الفيلم يومين، ثم تسريب نسخة الفيلم بشكل جيد، وبالطبع هذا كله أثر على إقبال الجمهور على العمل".
على المستوى الفني، رأى الشناوي أن "الفيلم فقير جدا ولا توجد به لغة سينما تستمتع بها أو فكرة عميقة، كما أن لغة الحوار سيئة جدا، والشيء المحزن في الفيلم هو وجود نجوم كبار أمثال رشوان توفيق والقدير عبدالرحمن أبوزهرة والموهوبة بالفطرة إنعام سالوسة، ورغم ذلك لم يتم الاستفادة من وجودهم وكأنهم فنانون صغار يدورون في فلك أحمد حلمي".
بينما اعتبر الناقد المصري نادر عدلي أن "خيال مآتة" ليس فيلما ممتعا ولا يحمل جماليات السينما، مشيرا إلى أنه يدور في إطار بوليسي بعيدا عن الكوميديا التي اعتاد حلمي تقديمها لجمهوره، مضيفا: "المخرج خالد مرعي فشل في تقديم صورة مبهرة، والإضاءة شديدة العتمة، بالتحديد في ديكورات ومشاهد فترة الستينيات".
وأوضح عدلي لـ"العين الإخبارية": "من المنطقي تراجع إيرادات الفيلم لأن إيقاعه يبعث على الملل، كما أن أداء حلمى كان باهتا بسبب الماسك الذي وضعه على وجهه، والملابس التي جعلت حركته رتيبة وصعبة، ورغم أن الفيلم ضم نجوما كبار في الكوميديا مثل إنعام سالوسة وحسن حسني، فإن مستوى الكتابة لم يفجر طاقاتهم الإبداعية".
فيما وصفت الناقدة المصرية ماجدة موريس الهجوم على أحمد حلمي بـ"الحملة المدبرة، مطالبة محبيه بدعمه ومساندته لأنه "فنان رائع وأعماله تحمل قيما وأفكارا جيدة"، على حد قولها.
وقالت موريس لـ"العين الإخبارية": "الفنان لا يسير على وتيرة واحدة، والمنافسة هذا العام كانت ساخنة، خاصة أن (الفيل الأزرق) و(أولاد رزق) يعتبران استثمارا لنجاح الجزء الأول لكل منهما".
وأضافت: "من الطبيعي أن ينخفض مستوى الفنان وينهض من جديد، وهذا ما حدث مع حلمي سابقا، إذ قدم أفلاما ضعيفة مثل (صنع في الصين) و(بلبل حيران)، لكنه نهض بعد هذه التجارب وقدم أعمالا رائعة".
"خيال مآتة" بطولة أحمد حلمي، منة شلبي، خالد الصاوي، بيومي فؤاد، حسن حسني، لطفي لبيب، عبدالرحمن أبوزهرة، وإنعام سالوسة، تأليف عبدالرحيم كمال، إخراج خالد مرعي، ومن إنتاج وليد صبري.
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأصدقاء المقربين الذين ينفذون عملية سرقة في شبابهم، وبعد ذلك تفرقهم الأيام، ثم يجتمعون مرة أخرى بعد 30 عاما من هذه العملية يتذكرون تلك الفترة التي تمت فيها السرقة، ويتناقشون حول الأسباب التي دفعتهم لذلك.