الذكاء الاصطناعي يفضح الخداع البيئي للشركات.. التمويه الأخضر
وسط أزمة التغير المناخي التي تهدد العالم، تسارع الشركات في الإعلان عن تعهدات بيئية من شأنها الحد من تفاقم الأزمة.
تدور أحاديث عديدة بأروقة الشركات عن كيفية الالتزام بالأهداف المناخية العالمية، عن طريق تخفيض مخلفاتها، وزيادة عمليات إعادة التدوير.
ويكتسب الالتزام البيئي أهمية قصوى وسط تحذيرات الأمم المتحدة من أن متوسط درجة حرارة الكوكب سيتجاوز 1.5 درجة مئوية، عن مستويات ما قبل عصر الصناعة، خلال العقدين القادمين، في حال لم تتخذ إجراءات فورية وصارمة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ولكن الصورة المعلنة من جانب الشركات لا تعكس الواقع دائما، فعلى الرغم من تصاعد إعلانات الالتزام البيئي التي تبعث على التفاؤل حول إنقاذ الكوكب، فإن المخاوف تتزايد من ما يعرف بالتمويه الأخضر.
هذه المخاوف دفعت فريق بحثي بجامعة كلية دبلن لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير خوارزميات مهمتها رصد الإعلانات المضللة عن الالتزام البيئي.
بحسب موقع "بلومبرج" الأمريكي فإن التمويه الأخضر يشمل حالات عديدة، منها الادعاءات المراوغة بصداقة البيئة، وإعلانات تنطوي على أكاذيب صريحة.
هذه الادعاءات كلها تعطي المستثمرين والمستهلكين وصناع القرار، شعورا زائفاً بالأمان والاطمئنان، بأن الشركات تحقق بالفعل تقدماً كبيراً في المعركة ضد احترار الكوكب.
وفي مواجهة الخداع البيئي، استخدم فريق يدعو "جرين ووتش" الذكاء الاصطناعي في تكوين خوارزميات تعتمد على مقارنة ما يصدر عن 700 شركة عالمية من بيانات صحفية وما يُنشر عنها على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، مع البصمة الكربونية الفعلية الصادرة عنها.
هذه المقارنة تستهدف معرفة مدى التزام الشركات بخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 7% سنويا، للوصول لهدف الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
وتم تصنيف الشركات ضمن 5 فئات تشمل رائدة بيئيا، وأبطال خضر مجهولون، وذات تصاعد بيئي تدريجي، ومحتملون للتمويه الأخضر، ومرجحون للتمويه الأخضر.
وتوصل الفريق البحثي إلى أن الشركات التي تزعم الريادة البيئية في ممارسة الأعمال، يحتمل أن تمارس التمويه الأخضر.
وبشكل أكثر دقة، فالنتائج الأولية تشير إلى أن 95% من بيانات وتصريحات شركات الاتصالات والإعلام تتضمن احتمال التمويه الأخضر، وتنخفض النسبة إلى 80% بشركات الصناعات الاستهلاكية، والصناعة، والمواد الأولية
في حين أن بيانات شركات الطاقة تنطوي على احتمال بممارسة التمويه الأخضر بمقدار 50%.
ومن جهة أخرى، تتزعم اليابان الدول الأكثر احتمالا لممارسة التمويه الأخضر بنسبة 84% من تصريحات وبيانات الشركات، مقابل 75% في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن ناحية التقسيم الجغرافي، وجد الفريق أن 84% من تصريحات وبيانات الشركات اليابانية، تنطوي على احتمال كبير بممارسة التمويه الأخضر، وهي أعلى نسبة على مستوى العالم. ويقول فريق "غرين ووتش" إن الولايات المتحدة تأتي بعد اليابان في هذه الممارسة، بنسبة 75% تقريباً من تصريحات وبيانات الشركات.