الذكاء الاصطناعي.. ملاذ البشرية للتعايش مع كورونا
التجارب الناجحة لاستخدام التقنيات المتقدمة في إدارة المستشفيات ومتابعة المارة بالشوارع تتيح حلولا فعالة للمنشآت الخدمية للعودة للعمل
تعول المراكز التجارية والفنادق على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كثيرا حتى تفتح أبوابها بأقصى درجات الأمان الممكنة أمام الزوار ضمن خطط الدول لإعادة تشغيل الاقتصاد مجددا.
تستلهم المنشآت الخدمية إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي في حماية الرواد من الإصابة بفيروس كورونا من التجربة الناجحة التي نفذتها المستشفيات والأجهزة الأمنية بالاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة في حماية الأطقم الطبية.
الروبوتات منقذة البشر
الروبوتات كانت الحل السحري في حماية الأطقم الطبية أثناء علاح مرضى كورونا في العديد من الدول مثل الصين والولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى دول عربية بقيادة الإمارات والسعودية.
الأمر يمكن تكراره داخل المراكز التجارية والفنادق، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حيث تتمتع الروبوتات بخاصية تطهير نفسها ذاتيا من أي آثار للفيروس، ما يمكن من توظيفها في تأدية بعض الخدمات مثل تقديم الإرشادات والأطعمة وجمع فراش الأسرة.
تطبيق فعلي بالفنادق
هناك تجارب ناجحة لاستخدام الروبوتات في خدمة نزلاء الفنادق، حيث اعتمدت سلسة فنادق "هين نا" اليابانية في منتصف 2018 على فريق من الروبوتات في عمل وظائف مكتب الاستقبال، وهو ما ساهم في خفض تكاليف العمالة.
كما استعان أحد فنادق مدينة بيسكيرا ديل غاردا الإيطالية في نفس العام بإنسان آلي يدعى روبي بيبر، تم تطويره بواسطة شركة سوفت بنك روبوتيكس اليابانية، للعمل بقسم الإرشاد والاستقبال.
روبوتات.. أبطال مجهولة في معركة كورونا
وتتمتع الروبوت بالقدرة على الإجابة على أسئلة مثل مواقع المطاعم وساعات العمل بعدة لغات تشمل الإيطالية والإنجليزية والألمانية، بحسب ما أفادت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
كورونا يسرع التجربة
يبدو أن جائحة كورونا سيكون لها دورا قويا في تسريع استعانة المراكز التجارية بالروبوتات، حيث صممت شركة سيمبي الأمريكية للتكنولوجيا روبوتات تقوم بعمليات الجرد والترتيب والتخزين.
ووفقا لبراد بوغوليا، المدير التنفيذي للشركة، فإن وباء كورونا عزز الحاجة إلى أتمتة وتنظيم عملية إدخال البيانات داخل متاجر البيع بالتجزئة، وهو ما يستلزم الاعتماد بشكل أكبر على الروبوتات، خاصة مع تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في المتاجر، بحسب موقع يورو نيوز.
وأوضح أن مهمة الروبوتات تتلخص في ضمان تخزين البضائع والسلع في مكانها المناسب وضمان إضافة السعر إلى كل وحدة.
وقد بدأت متاجر ضخمة في عدة دول الاعتماد على الروبوت، مثل متاجر سانت لويرز وجيانت إيجل وديكاتلون.
وكذلك سبق أن أطلقت الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي قبل عدة سنوات أول روبوت من نوعه لمكافحة الحرائق في المراكز التجارية والمطارات، وهو ما يشير إلى فرص التوسع في الأدوار التي يقوم بها الإنسان الآلي.
مبيعات الروبوتات
وفقا لتقديرات الاتحاد الدولي للروبوتات IFR، فإن مبيعات روبوتات الخدمة المهنية مرشحة للنمو بأكثر من 10% ما بين 2020 و2022، خاصة بعد وصول الروبوتات العاملة في المصانع على سبيل المثال إلى أكثر من 2.4 مليون روبوت.
ونجحت شرطة دبي في تطوير أنظمة المراقبة الذكية في الشوارع، لقياس درجة حرارة المارة، والتأكد من التزامهم بالتباعد الاجتماعي بالأماكن العامة والمراكز التجارية، وذلك من خلال كاميراتها التي تدار وفق منظومة عيون الذكية.
هذه المنظومة التي تعتمد على نظام الاستشعار الحراري واستخدام الذكاء الاصطناعي في تغذية كاميرات المراقبة تعمل على متابعة درجة حرارة المارة ورواد المراكز التجارية، ورصد مخالفات التباعد الاجتماعي، حسبما أعلن العميد خالد ناصر الرزوقي مدير الإدارة العامة للذكاء الإصطناعي.
وتصب هذه التكنولوجيا المتطورة في إعادة تشغيل الفنادق والمراكز التجارية حتى تضمن اتباع الرواد بإجراءات التباعد الاجتماعي.
النظارة الذكية
كما أن المنشآت السياحية والمولات بإمكانها الآن الاستفادة من تقنية النظارة الذكية التي استخدمتها الشرطة بدولة الإمارات لمراقبة درجة الحرارة بطريقة آمنة وفعَّالة.
وتقوم فكرة النظارة على استخدام الإشعاع الحراري في رصد الأشخاص المرتفع درجة حراراتهم، وإطلاق تنبيهات لرجال الأمن لفحص الشخص المعني واتخاذ الإجراءات المناسبة.
برامج الدردشة الذكية
توفر برامج الدرشة الآلية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة لشركات السياحة التي تتعامل مع عدد كبير من العملاء للرد السريع والدقيق على استفساراتهم.
هذه البرامج تتيح إرسال بيانات السفر حسب الطلب مثل إشعارات بالمواعيد أو إلغاء الرحلة والسبب، وتحديد موعد الرحلة القادمة، ومدتها ووقت الوصول المتوقع.