رولز رويس تخطط لتصبح الأغلى في بريطانيا.. معركة للسيطرة على سوق التريليون دولار

تطمح شركة رولز-رويس لأن تصبح الشركة الأعلى قيمة في المملكة المتحدة. حيث تندفع بمشاريعها الجديدة لتوفير الطاقة النووية لمراكز البيانات التي تُشغّل الذكاء الاصطناعي.
وخلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، قال الرئيس التنفيذي للشركة، توفان إرجينبيلجيك، إن الصفقة التي أبرمتها الشركة لتوفير مفاعلات نووية صغيرة (SMRs) يمكن أن تقودها لتجاوز عمالقة بورصة لندن مثل شل وأسترازينيكا وHSBC.
وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي كميات ضخمة من الطاقة، ما يثير مخاوف بيئية وعملياتية. وترى رولز-رويس أن مفاعلاتها النووية الصغيرة، والتي تعد أسرع في البناء وأقل تكلفة من المفاعلات التقليدية، تمثل حلاً مستدامًا وطويل الأمد لهذا التحدي.
سوق نووي ناشئ بتريليون دولار
ورغم أن تقنيات SMRs لا تزال غير مثبتة تجاريًا، فإن إرجينبيلجيك متفائل بمستقبلها. ويتوقع الرجل أن يحتاج العالم إلى نحو 400 مفاعل نووي صغير بحلول عام 2050، بتكلفة قد تصل إلى 3 مليارات دولار للمفاعل الواحد، ما يخلق سوقًا بقيمة تفوق التريليون دولار.
وتعتمد رولز-رويس على خبرتها الطويلة في توفير مفاعلات للغواصات النووية البريطانية، وتنظر الشركة لذلك على أنه ميزة استراتيجية عند نقل هذه التكنولوجيا إلى الاستخدام المدني على اليابسة. وقد وقعت الشركة بالفعل اتفاقيات لتطوير ستة مفاعلات في جمهورية التشيك وثلاثة في المملكة المتحدة.
اهتمام عالمي
ويأتي اهتمام رولز-رويس بالمجال في وقت تسعى فيه شركات تكنولوجيا عملاقة مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا للحصول على مصادر طاقة مستقرة ونظيفة لمراكز البيانات التي تدير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وفي الولايات المتحدة، وقعت هذه الشركات عقودًا مستقبلية لشراء الطاقة من مفاعلات SMRs فور توفرها.
لكن تحديات بيئية لا تزال قائمة، خاصة فيما يتعلق باستخدام المياه لتبريد كل من مراكز البيانات والمفاعلات، وهو ما قد يشكل عبئًا على الموارد المائية.
طموحات في قطاع الطيران
ورغم أن المستقبل يبدو نوويًا، إلا أن أكبر أعمال رولز-رويس لا تزال في مجال محركات الطائرات، حيث تهيمن على سوق المحركات للطائرات العريضة مثل بوينغ 787 وإيرباص A350. وتسعى الآن لدخول سوق الطائرات الضيقة – مثل بوينغ 737 وإيرباص A320 – وهي سوق تبلغ قيمتها نحو 1.6 تريليون دولار، أي تسعة أضعاف سوق الطائرات العريضة.
لكن المنافسة هنا شرسة. فشركة CFM الدولية، وهو مشروع مشترك بين GE الأمريكية وسافران الفرنسية، تهيمن على السوق، وقد أفشلت محاولات سابقة لمنافسين مثل برات آند ويتني، التي خسرت 8 مليارات دولار في سعيها للدخول.
من منصة تحترق إلى نجم البورصة
عندما تولى إرجينبيلجيك قيادة رولز-رويس في يناير/كانون الثاني 2023، وصف الشركة بأنها "منصة تحترق"، مع ديون مرتفعة وهوامش ربح شبه معدومة. لكنه قاد تحولًا جذريًا في غضون عامين ونصف، إذ يتوقع أن تحقق الشركة أرباحًا تتجاوز 3 مليارات جنيه إسترليني، بينما ارتفعت قيمة أسهمها بنسبة تفوق 1000%.
وفي حين انتقدت النقابات العمالية في البداية خطوات إرجينبيلجيك، مثل تسريح الموظفين في 2023، فإن عدد العاملين في الشركة ارتفع لاحقًا من 43,000 إلى 45,000، وهناك ما تصفه مصادر نقابية بـ"احترام متحفظ" تجاه أسلوبه الحازم.
طموح بالسوق البريطاني
واليوم، تحتل رولز-رويس المركز الخامس بين أكبر الشركات في مؤشر FTSE 100، ويرى إرجينبيلجيك أن الصعود لم ينته بعد. وقال: "لقد أنشأنا فرص نمو هائلة في أعمالنا الحالية والجديدة. أعتقد أن لدينا الإمكانات لنصبح الشركة الأكثر قيمة في المملكة المتحدة".
ومع انتعاش قطاع الطيران، الاهتمام العالمي بالطاقة النووية النظيفة، وطموحات اختراق الأسواق الكبرى، تبدو رولز-رويس – التي كانت يومًا ما تعاني – وكأنها على أعتاب فصل جديد من الريادة الهندسية البريطانية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز