مخاوف في أسواق آسيا.. موجة بيع شرسة تحت وطأة فقاعة الذكاء الاصطناعي
تجددت الهزات في أسواق المال الآسيوية مع عودة المخاوف من تضخم تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي فجر موجة بيع واسعة لأسهم التكنولوجيا وأعاد القلق إلى المستثمرين بعد هدوء قصير.
لم تصمد الطمأنينة التي أثارتها نتائج إنفيديا طويلا، إذ سرعان ما عادت المخاوف من مبالغة تقييمات التكنولوجيا لتدفع المستثمرين نحو البيع المكثف، ما أشعل اضطرابا واسعا في البورصات الآسيوية.
عاد القلق ليهيمن على أسواق المال الآسيوية بعدما سجلت أسهم كبرى شركات التكنولوجيا في كوريا الجنوبية واليابان وتايوان تراجعا حادا خلال تداولات الجمعة، وسط تصاعد المخاوف من المبالغة في تقييم شركات الذكاء الاصطناعي.
وبدد ذلك سريعا موجة التفاؤل القصيرة التي أثارتها نتائج شركة "إنفيديا" الأمريكية وتصريحات رئيسها التنفيذي جنسن هوانغ، الذي نفى وجود فقاعة مضاربات في قطاع الذكاء الاصطناعي، وفق ما نقلته صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية.
ورغم أن المستثمرين استقبلوا نتائج إنفيديا بقدر من الارتياح يوم الخميس، فإن هذا الشعور لم يدم طويلاً، إذ عاد المتعاملون إلى تنفيذ عمليات بيع كثيفة لأسهم التكنولوجيا العملاقة التي تضخ استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي.
وتزايدت المخاوف من أن المستويات الحالية لأسعار هذه الأسهم تتجاوز قيمها الاقتصادية الحقيقية، مما أدى إلى هبوط جماعي في مختلف البورصات الآسيوية.
وفي طوكيو، أغلق مؤشر "نيكاي" على تراجع بنسبة 2.4% ليستقر عند 48,625.88 نقطة، بينما خسر مؤشر "كوسبي" في سيول 3.78% من قيمته. أما في تايوان، فقد سجل المؤشر الرئيسي هبوطًا بنسبة 3.57%. ولم تكن البورصات الصينية بمنأى عن هذا المشهد، حيث تراجع مؤشر شنغهاي بنسبة 1.9%، وانخفض مؤشر شنتشن بنسبة 2.7%.
وجاءت هذه التراجعات متأثرة أيضًا بالانخفاضات التي شهدتها الأسواق الأمريكية في اليوم السابق، والتي يراقبها المستثمرون في آسيا بدقة كبيرة.
وعلى مؤشر "ناسداك"، فقد سهم إنفيديا 3.1% عند إغلاق جلسة الخميس، قبل دقائق من افتتاح التداولات الآسيوية، ما زاد من توتر الأجواء ودفع المستثمرين إلى اتخاذ مواقف استثمارية أكثر حذرًا.
ويعكس هذا التراجع الجماعي تفاقم القلق بشأن مستقبل أسهم الذكاء الاصطناعي، في ظل انقسام واضح بين من يعتبر هذه الشركات محركًا رئيسيًا للنمو التكنولوجي العالمي، ومن يراها فقاعة مالية قد تنفجر في أي لحظة.
وبين هذه المخاوف المتصاعدة والتحولات التقنية والمالية المتسارعة، تبقى الأسواق الآسيوية مرتهنة لتقلبات المزاج الاستثماري العالمي.