عيدروس الزبيدي.."درع الجنوب" نائبا لرئيس المجلس الرئاسي
بعد كفاح طويل كـ"درع للجنوب"، بات عيدروس الزبيدي أحد أبرز 8 أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي لليمن.
ويعتبر الزبيدي حامل مشروع "قضية الجنوب" وأبرز وأهم وجوه "الحراك الجنوبي" الذي تأسس عام 2007 وطالب بانفصال الجنوب عن اليمن وإحياء "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" التي انتهت مع اتحاد شطري اليمن عام 1990.
ويترأس حاليا عيدروس قاسم عبد العزيز الزبيدي، المجلس الانتقالي الجنوبي، الرافعة السياسية للقضية الجنوبية، وقائد القوات الجنوبية التي خاضت ملاحم بطولية ساحقة لهزيمة مليشيات الحوثي وتطهير جنوب اليمن من تنظيمات القاعدة وداعش والإخوان الإرهابية.
"الانتقالي الجنوبي": سنتعاطى بإيجابية مع مخرجات مشاورات الرياض
وشاركت القوات الجنوبية بقيادة الزبيدي ورفاقه بدعم من التحالف العربي في كل معارك تحرير المحافظات الجنوبية لا سيما عدن منذ 2015 قبل أن يقود عمليات عسكرية واسعة لملاحقة تنظيم القاعدة بعد توسع رقعة سيطرته شرقا وجنوبا.
وفوض عبدربه منصور هادي الذي تم انتخابه 2012 رئيسا للبلاد، مجلس القيادة الجديد المؤلف من رئيس و7 أعضاء آخرين بكامل صلاحياته وصلاحيات نائب الرئيس وذلك طبقا للدستور اليمني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أحد أهم 3 مرجعيات دولية للشرعية.
ويترأس الدكتور رشاد العليمي مجلس القيادة الرئاسي، فيما ينوبه بقية 7 أعضاء، أبرزهم سلطان العرادة، طارق صالح، عبدالرحمن المحرمي، عيدروس الزبيدي.
في هذا التقرير تسرد "العين الإخبارية" محطات تاريخية وهامة في حياة الزبيدي منذ ولادته في الضالع، المحافظة التي قادها لاحقا للبقاء صامدة وبجسارة في وجه الانقلاب الحوثي ولا تزال عصية على المليشيات بشقيه الحوثي والإخوان.
حامل القضية الجنوبية
خلال وقت قياسي، استطاع عيدروس الزبيدي من نقل القضة الجنوبية من قضية مسلوبة الحقوق والتاريخ منذ 1994 إلى مصاف القضايا على مستوى البلاد والوطن العربي وباتت تتصدر أولويات معالجات الملف اليمني.
ومنذ تأسيسه المجلس الانتقالي الجنوبي في 11 مايو/أيار 2017، خط عيدروس الزبيدي تجربة سياسية فريدة رغم حدوثها إلا أنه اتكأ على مسيرة نضال طويلة لـ"الحراك الجنوبي" وله شخصيا كقائد عسكري يتربع عرش قيادة القوات المسلحة الجنوبية.
ويعود عيدروس الزبيدي إلى محافظة الضالع (جنوب)، حيث ولد عام 1967 ودرس في كلية الطيران وتخرج برتبة ضابط وعمل بعد التخرج في الدفاع الجوي والقوات الخاصة حتى عام 1994 حينما اندلعت الحرب بين الشمال والجنوب.
ووقف الزبيدي إلى جانب شعبه جنوبا بعد تداعيه للمطالبة بدولته وقد دفع ثمن باهضا لموقفه ذلك وأجبر للمغادرة إلى جيبوتي بعد أن نجح الإخوان والنظام السابق في اجتاح الجنوب لتفتح اليمن أول صفحات الحرب المؤلمة.
عاد الزبيدي إلى اليمن عام 1996 ووضع لبنات الحراك الجنوبي الداعي إلى انفصال الجنوب عن الشمال وأسس "حركة تقرير المصير" التي دشنت مرحلة العمل المسلح في جنوبي اليمن وقد صدر حكم غيابي بإعدام الراجل.
لكن الرئيس اليمني السابق علي صالح أصدر عفوا عنه عام 2000 فترك الزبيدي العمل العسكري واتجه للعمل السياسي كجزء من معركة واسعة للانتصار لقضية سياسية لها شعبها وكيانها وحضورها.
في عام 2011 أعلن الزبيدي عن عودة النشاط المسلح لحركة "حق تقرير المصير" في جنوبي اليمن وأسس في أوائل 2014 "المقاومة الجنوبية" والتي نجحت في العام التالي من تشكيل النواة الأولى للقوات الجنوبية.
وفي يوليو 2015، حاولت مليشيات الحوثي اغتيال اللواء الزبيدي عبر كمين مسلح ومحكم في المسيمير في لحج لكن الرجل ألفت من الموت وعاد لبناء القوات الجنوبية من الصفر وتأسيس قوة عسكرية عريضة.
وبحسب مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، فأن قوات الأحزمة الأمنية والدعم والاسناد وقوات العاصفة هي أهم قوة ضاربة داخل القوات الجنوبية التي تنتشر في جبهات عدة أبرزها الضالع ولحج وتأمن مختلف الجنوب أهمها عدن.
أهم مناصبه
شغل الزبيدي منصب محافظ لمحافظة عدن، عاصمة اليمن المؤقتة حاليا، لكنه الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي أقاله في ابريل/نيسان 2017 وعينه بمنصب سفير في وزارة الخارجية قبل أن يعلن بنفس العام تأسيس المجلس الانتقالي على خطى الانتصار للقضية الجنوبية.
وخلال المشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي أظهر الزبيدي ورفاقه في الانتقالي انفتاحه على كل الأطراف شمالا وجنوبا لدعم أي مسارات للسلام تراعي خصوصية القضية الجنوبية.
وفي لقاءات عقدت على هامش الحوار في الرياض أظهر الرجل موقف موحد للجنوبيين في خطوة عكست رسائل سياسية عدة لأطماع الخراب الرامية إبتلاع المحافظات الجنوبية التي لفظت باكرا مليشيات الحوثي ونظيرتها الإخوانية.
وكان أبرز ذلك تبادل اللقاءات بين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الحامل السياسي للقضية الجنوبية وصاحب القوة الفاعلة على الأرض مع رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، رجل الأعمال المعروف أحمد العيسي، فضلا عن انخراط قيادات سياسية ومسؤولين بارزين في الشرعية بهذه اللقاءات.
وعلى مستوى المعركة لاستعادة الشمال اليمني الخاضع غالبيته لسيطرة من مليشيات الحوثي بما فيه صنعاء بالسلم أو بالحرب أكد المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل متكرر دعمه لأي مسار على أن يتم ذلك بعد الاعتراف بالقضية الجنوبية وأن يدير الجنوبيين شؤون محافظاتهم.
وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في الانتقالي منصور صالح أن المجلس لا يعارض المشاركة في تحرير الشمال بل أن "التحفظات تكمن في عدم منطقية أن تذهب قوات جنوبية إلى الشمال في حين ان الآف الجنود من الوحدات الشمالية يرابطون في الجنوب ويرفضون الذهاب لتحرير مناطقهم ".
من جانبه، أكد عضو وفد المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه بـ" قدر استعدادنا لتقديم تنازلات فيما يخص قضايا البعد الآني إلا إننا في المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمكن أن نقدم أي تنازلات تمس جوهر قضية شعب الجنوب ببعدها الاستراتيجي مهما كانت الظروف ومهما بلغت التحديات".