قمة «AIM».. الإمارات مركز محوري لمجتمع الاستثمار العالمي

أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة الإمارات للتجارة الخارجية رئيس قمة " AIM" للاستثمار أن استضافة أبوظبي للقمة تساهم في مواصلة ترسيخ مكانة دولة الإمارات وجهةً عالمية لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، ومركزًا محورياً لمجتمع الاستثمار العالمي.
وأشار إلى أن القمة تشكل منصة دولية مهمة لبناء اتجاه جديد للاستثمار العالمي، وفرصة لتعزيز الجهود الدولية لتحقيق التحول الإيجابي في هذا المجال من خلال توسيع الفرص الاستثمارية، وقيادة الابتكار وتنمية التواصل الاستراتيجي الدولي.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الرابعة عشرة من قمة AIM للاستثمار، التي انطلقت اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتستمر حتى 9 أبريل/نيسان الجاري تحت شعار "خارطة مستقبل الاستثمار العالمي: الاتجاه الجديد للمشهد الاستثماري العالمي، نحو نظام عالمي متوازن".
وشدد على أن القمة تأتي في وقت تواصل فيه دولة الإمارات تقديم نموذج عالمي رائد يحتذى للتأثير الإيجابي للاستثمار في تعزيز التنمية الشاملة والنمو المستدام، وبما يعكس حرص الدولة على مواصلة جهودها لتسخير إمكانات الاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة العالمية لدفع النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن القمة تشكل منصة مهمة لتسليط الضوء على المشهد الاستثماري العالمي الجديد ومن أبرزه “الاستثمار التأثيري” مؤكداً أن دولة الإمارات وفي ظل توجيهات القيادة الحكيمة حرصت على تبني هذا النهج عبر تحقيق التأثير الإيجابي للاستثمارات في تعزيز الاقتصادات ودعم المجتمعات والارتقاء بجودة الحياة.
ونوه إلى أن دولة الإمارات وحسب تقرير الاستثمار العالمي، أصبحت في المرتبة الـ 16 من حيث أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي في العالم، ففي عام 2023، خصصت دولة الإمارات 22.3 مليار دولار لمشاريع دولية شملت العديد من الأسواق النامية، والتي من شأنها تطوير البنية التحتية الحيوية، وتعزيز إمدادات الطاقة المتجددة، وتنمية الصناعات، وتوفير التعليم، وتحسين الرعاية الصحية، كما استقطبت دولة الإمارات 30.7 مليار دولار في عام 2023، لتحتل المرتبة الحادية عشرة عالميًا من حيث تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وهذه الأرقام هي حصيلة مشاريع تنموية كبرى شملت العديد من القطاعات الرئيسية والحيوية مثل الطاقة المتجددة، والنقل والسياحة، والتجديد الحضري والذكاء الاصطناعي.
- بمشاركة مئات آلاف الزوار.. «أدنيك» وجهة فعاليات عالمية حيوية في 2025
- قمة «AIM» للاستثمار 2025.. بوصلة العالم نحو نظام متوازن
من جانبه توجه أحمـد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بالشكر والتقدير إلى دولة الإمارات على استضافة وتنظيم هذا الحدث الهام الذي يجمع نخبة من صناع القرار، وقادة الأعمال، والمستثمرين، والخبراء، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، وتطوير بيئة الاستثمار لدعم الاقتصاديات في مواجهة التحديات التي تعوق تحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن ركيزة التطور والتقدم في الدول العربية تعتمد على قدرتها على الاستغلال الأمثل للطاقات الشابة لديها، وموقعها الاستراتيجي الجاذب للاستثمار، فالاستثمار لم يعد مجرد نشاط اقتصادي بحت، بل أصبح عنصراً أساسياً في تحقيق الأمن والتكامل الاقتصادي.
وأكد أن جامعة الدول العربية حريصة على مواصلة الجهود الرامية لدعم التكامل الاقتصادي العربي، وتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية، ودفع عجلة الاستثمار المستدام الذي يعود بالنفع على المجتمعات العربية.
وأشار إلى أن العديد من الدول العربية خطت خطوات كبيرة في تطوير بيئة الأعمال، من خلال تبني إصلاحات قانونية وتنظيمية تسهم في تسهيل حركة الاستثمار، وتعزيز الشفافية، إيماناً بأن الاستثمار هو السبيل الأمثل لتطوير البنية التحتية، وتنمية القطاعات الحيوية مثل الطاقة، والتكنولوجيا، والصحة، منوها إلى أن هذه القمة تعتبر فرصة حقيقية لبحث آليات جديدة لتعزيز التعاون وتحفيز المشاريع الاستثمارية المشتركة التي تواكب التوجهات العالمية في مجالات الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا المتقدمة والصناعات التحويلية وغيرها من القطاعات ذات الأولوية.
من جانبه أكد فاهاغن غارنيكي خاتشاتوريان، رئيس أرمينيا، أهمية الاستثمارات الاستراتيجية، مركّزًا على دور الابتكار والتعليم والتعاون في الاقتصاد العالمي الذي يشهد تحولًا سريعًا وشدد على الحاجة الملحة لمعالجة التحديات العالمية مثل الفقر، وعدم المساواة، وحقوق الإنسان، عبر الاستثمار المسؤول الذي يمثل أداة رئيسية لمواجهة هذه القضايا، ودعا إلى تبسيط إجراءات الاستثمار، وتعزيز التعاون الدولي، وإنشاء نظم عمل مرنة ومستقرة للمستثمرين.
وأكد استعداد أرمينيا للعب دور بناء في صناعة مستقبل الاستثمار العالمي، وتوسيع مظلة مستهدفاته لاسيما وأن أرمينيا تمتلك تجربة كبيرة في هذا المجال عبر استثماراتها في التقنيات الإبداعية والتعليم، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتكنولوجيا المتقدمة.
من جهته أشار دينيس ساسو نغيسو، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى إمكانيات الاستثمار الكبيرة في بلاده لاسيما في مجالات البنية التحتية، والطاقة النظيفة، والتنمية الزراعية التي تعتبر ركائز رئيسية للتنمية المستدامة، مشيراً إلى ما تمتلكه الكونغو من موارد طبيعية مهمة مثل الذهب، والزنك، والألماس، والنفط، والغاز والتي تعتبر محركات اقتصادية حيوية إلى جانب موقعها الاستراتيجي المهم الذي يجعلها نقطة عبور رئيسية للتجارة العالمية.
وأكد استعداد الكونغو لدعم رواد الأعمال وتحديث الخدمات العامة لتعزيز الابتكار وتوفير بيئة أعمال متطورة للمستثمرين لضمان نجاح ونمو أعمالهم.
بدوره أشاد رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان بروسيا الاتحادية بالنمو السريع والتطور في مجالات الاستثمار والابتكار الذي تشهده دولة الإمارات بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام، مشيراً إلى أن تتارستان أظهرت في مجال الاستثمار مرونة استثنائية رغم عدم الاستقرار العالمي وبلغ معدل نمو الاستثمار في رأس المال الثابت أكثر من 12%، لاسيما أن تتارستان تعتبر أكثر المناطق جذباً للاستثمار في الاتحاد الروسي، مؤكداً أن بلاده تتطلع إلى تعزيز التعاون مع البلدان الإسلامية، خاصة مع إعلان قازان عاصمة الثقافة الإسلامية في 2026.
بدورها نوهت جوديث سومينوا تولوكا رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الفرص الاستثمارية الواعدة التي تمتلكها بلادها مشيرة إلى أن بلادها ترحب بالمستثمرين ورجال الأعمال الراغبين بالاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية وأكدت أن بلادها ليست فقط وجهة استثمارية مهمة ولكن أيضاً تعتبر مركزا عالميا للتنمية المستدامة وشددت على أهمية القمة في فتح المجال لتبادل الآراء والخبرات وتوحيد الجهود الدولية نحو تعزيز الاستثمارات العالمية.
من ناحيته أكد الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة، رئيس مجلس أمناء المركز الدولي لريادة الأعمال والابتكار أهمية النمو الشامل، وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتمكين الشباب في الاقتصادات الناشئة، مسلطاً الضوء على تجربة البحرين النموذجية التي ترتكز على الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية وتطوير القوى العاملة، وأشار إلى أن النمو الكبير الذي تشهده الأسواق مثل جنوب شرق آسيا، غرب آسيا، وأفريقيا، سيعزز من قدرتها على استيعاب ثلث السوق الاستهلاكية العالمية بحلول 2025.
بدوره أشار غونتر أوتينغر، رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ السابق، نائب رئيس المفوضية الأوروبية سابقًا إلى أهمية القمة في بناء مستقبل التجارة والاستثمار وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات لاسيما وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، مؤكداً أن أوروبا منفتحة على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع شركائها في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وأشار إلى إمكانيات كبيرة في قطاعات واعدة مثل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات.
من ناحيته أشار هوجاميرات جيلديميرادوف، نائب رئيس الوزراء، نائب رئيس مجلس الوزراء في تركمانستان إلى أهمية التعاون المتبادل والمستدام بين أوروبا والإمارات والعالم العربي، لافتا إلى أن الاستقرار يأتي من خلال الحوار الاستباقي والاحترام المتبادل ومن هنا تأتي أهمية هذه القمة في بناء جسر التواصل الدولي لتعزيز دور الاستثمار في تحقيق التنمية المستدامة وأشار إلى إمكانيات التعاون المتزايد في مجالات مثل الطاقة المستدامة، وتطوير البنية التحتية، والابتكار الرقمي.
واستعرضت لي تي ثو ثوي، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة فينغروب الرئيس التنفيذي لشركة فين فاست للسيارات، إمكانيات فيتنام الاستثمارية وقدرتها على الاستجابة للتوترات التي تشهدها التجارة العالمية ورؤيتها الاستثمارية طويلة الأجل، مشيرة إلى أن فيتنام تمر بتحول سريع وتركز الحكومة على تبسيط الإجراءات الإدارية وتعزيز الإصلاحات لدعم القطاع الخاص.
وتضمنت القمة في يومها الأول عدداً من الجلسات النقاشية ضمن محاورها الثمانية الرئيسة وهي محور الاستثمار الأجنبي المباشر، ومحور التجارة العالمية، ومحور الشركات الناشئة واليونيكورن (أحادية القرن)، ومحور مدن المستقبل، ومحور مستقبل التمويل، ومحور التصنيع العالمي، ومحور الاقتصاد الرقمي، ومحور رواد الأعمال.
وشهدت أعمال اليوم الأول من القمة إقبالاَ لافتاً من الزوار، بالإضافة إلى مشاركة متميزة من عدة دول لاستعراض أبرز فرصها الاستثمارية، وعقد اجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى أبرزها الطاولة المستديرة لرؤساء الأسواق المالية تحت عنوان "مواجهة تقلبات الأسواق وتعزيز التمويل المستدام في البورصات العالمية"، واجتماع الطاولة المستديرة لوزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية بعنوان "التحديات والفرص في عالم متعدد الأقطاب"، واجتماع الطاولة المستديرة للمكاتب العائلية، فضلًا منتدى الحوار الإقليمي لدول المنطقة العربية.