للمرة الـ53.. صواريخ «معتادة» تخدش «عين الأسد» بالعراق
في عصر الصواريخ والمسيرات لم تعد أكثر الأماكن تحصينا آمنة، بما فيها "عين الأسد" التي كانت بعيدة عن الضربات واقعا ومجازنا حتى وقت قريب.
إذ أعلنت مصادر أمنية عراقية ومسؤول عسكري أمريكي، لوكالة "فرانس برس"، أن نحو عشرة صواريخ أطلقت السبت، في غرب العراق على قاعدة عسكرية ينتشر فيها جنود أمريكيون وقوات من التحالف الدولي المناهض للتنظيمات الإرهابية.
في البداية، قال مسؤول عسكري أمريكي، شرط عدم الكشف عن هويته، إن عدة صواريخ "أصابت قاعدة عين الأسد الجوية" في محافظة الأنبار.
وأكد أنه يجري الآن "تقييم أولي للأضرار"، لكن المعلومات "الأولية" تشير إلى أن "أحد أفراد قوات الأمن العراقية أصيب بجروح خطيرة".
وفي وقت لاحق، نقل مسؤول أمريكي عن تقارير أولية أن جنودا أمريكيين أصيبوا بجروح طفيفة، وأن أحد أفراد قوات الأمن العراقية أصيب بجروح خطيرة في الهجوم.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لـ"رويترز"، أن التقارير الأولية تشير أيضا إلى أن القاعدة تعرضت للقصف بصواريخ باليستية، وربما بأنواع أخرى من الصواريخ، مشيرا إلى أن التقييم ما زال مستمرا.
وهذا هو الهجوم الـ53 على قواعد تضم قوات أمريكية في العراق منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، حيث تزايدت الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية على ضوء موقف واشنطن من الحرب في غزة.
وكان لقاعدة "عين الأسد" أكثر القواعد التي تضم قوات أمريكية أهمية، وأكثرها تحصينا نصيب الأسد من الهجمات.
وتوجه أصابع الاتهام إلى مليشيات عراقية مسلحة موالية لإيران بتنفيذ تلك الهجمات، في إطار أوراق التوتر المرتبط بالحرب في غزة.
عين الأسد
وقاعدة "عين الأسد" أو "القادسية سابقا" هي ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وتمثل أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى، حيث استخدمها التحالف الدولي ضد "داعش" في تحقيق تقدم استراتيجي على الأرض وفرض الهيمنة والسيطرة ضد التنظيم الإرهابي.
وتقع القاعدة في محافظة الأنبار غربي العراق، بالقرب من نهر الفرات، بدأ العمل في إنشائها عام 1980 واكتمل بناؤها عام 1987، وكان لها دور بارز خلال فترة الحرب "العراقية الإيرانية"، إلى أن تم استهدافها خلال حرب الخليج، وتتسع لنحو 5 آلاف جندي.
والقاعدة أشبه بمدينة متكاملة محصنة، تضم الكثير من المباني العسكرية لإيواء الجنود مثل الملاجئ والمخازن وحظائر للطائرات، بالإضافة للمرافق الخدمية مثل المسابح الأولمبية وملاعب كرة قدم وسينما ومسجد ومدرسة ابتدائية وثانوية ومستشفى.
وفي أعقاب الغزو الأمريكي للعراق مارس/آذار 2003، وضعت أستراليا يدها على القاعدة ثم سلمتها إلى الجيش الأمريكي في مايو/أيار من العام نفسه.
وفي عام 2011، أعاد الجيش الأمريكي القاعدة إلى العراق مرة أخرى، بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأسبق باراك أوباما الانسحاب العسكري من العراق.
وتتمركز في "عين الأسد" حاليا الفرقة السابعة من الجيش العراقي، كما تضم مدرسة للمشاة.
وفي 2014 استعادت القاعدة الجوية أهميتها لاحتضانها 300 جندي وضابط ومستشار عسكري أمريكي، كما ضمت 18 طائرة من مقاتلات الأباتشي التي شاركت في قصف مواقع "داعش".
وتضم القاعدة مطارا عسكريا مجهزا بمقاتلات ومروحيات، وبها أيضا قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات، ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات.
وسبق أن زار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القاعدة بشكل مفاجئ، في 26 ديسمبر/كانون الأول 2018، بصحبة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأمريكيين بعيد الميلاد.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز