مصري يكشف 5 ابتكارات فريدة لأصحاب الهمم.. نظارة ذكية وكرسي يقرأ أفكارك
الدكتور محمد مرعي يتحدث في حوار لـ"العين الإخبارية" عن طبيعة مشروعات الطلاب في جامعة عين شمس ومزاياها وأسباب عدم إتاحتها للجمهور
اهتمام خاص أولاه طلاب كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس المصرية بذوي الهمم خلال السنوات الأخيرة، وحرصوا على إنتاج ابتكار أو أكثر يساعدهم على الاندماج في المجتمع.
بعض هذه الابتكارات يساعد على التعلم والتواصل بسهولة مع الأصحاء، وأخرى تساهم في التحرك بسهولة، وثالث على الرؤية رغم فقدان البصر.
الدكتور محمد عبدالرحمن مرعي، أستاذ مساعد بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس ومدير مركز الاستشارات بالكلية والمشرف على مشروعات تخرج الطلاب، تحدث لـ"العين الإخبارية" عن طبيعة مشروعات الطلاب ومزاياها وأسباب عدم إتاحتها للجمهور في الحوار التالي.
كيف بدأت قصتك مع اختراعات الطلاب؟
بعد حصولي على الدكتوراه من فرنسا تخصص "التحكم في الروبوتكس باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي" عدت إلى مصر عام 2011 وبدأت التدريس بكلية الحاسبات والمعلومات والإشراف على مشروعات تخرج الطلاب، لأكتشف أن طلاب الكلية لديهم طاقات إبداعية كبيرة، ومشروعات التخرج فرصة لاكتشاف هذه المواهب وتفريغ طاقاتاتهم واستخراج أفضل ما لديهم لتحقيق أقصى استفادة للمجتمع.
وفي بداية كل عام يقترح طلاب سنة التخرج مجموعة من المشاريع، ومسؤولية الدكتور المشرف تطويرها واختيار أفضلها طبقا للقدرة على تنفيذها في الواقع بعيدا عن الخيال العلمي طبقا لأهميتها للمجتمع.
وخلال آخر عامين توصلنا لعدد من الاختراعات التي تفيد قطاع عريض من ذووي الهمم، منها الكرسي المتحرك ونظارة الإبصار وبرنامج الصم والبكم وغيرها.
وكيف يعمل مشروع الكرسي المتحرك؟
هو عبارة عن كرسي نتحكم فيه عن طريق إشارات المخ، ويفيد من يعاني من شلل كامل ولا يستطيع تحريك قدميه أو يديه، لكنه يستطيع التفكير وإرسال أوامره للوحة تحكم الكرسي عبر إشارات المخ، إذ إن الأخيرة لها خواص يمكن التحكم فيها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بعد تحليلها، ويستجيب الكرسي لصاحبه ويتحرك بمجرد الإحساس برغبته في ذلك.
هذا المشروع شارك في مسابقات عدة منها مسابقة الكلية الفنية العسكرية في مصر، ووصل للمراكز الأولى ما أهله للمشاركة في أول مؤتمر مصري للذكاء الاصطناعي.
مشروع النظارة الذكية يعد من أحدث مشروعات التخرج، حدثنا عنه.
من المشروعات التي خرجت للنور هذا العام وتفيد فاقدي أو ضعاف البصر، وهو عبارة عن نظارة مدعمة بكاميرا وسماعات وسبيكر تستطيع تحديد طبيعة الأشياء أو الأشخاص بعد تعريفهم مسبقا لبرنامج النظارة، ومن مميزاتها إمكانية إضافة كل ما هو جديد بالتقاط صور للأشياء أو الأشخاص وتحديد مسمياتهم فيحتفظ البرنامج بهم ويتعرف عليهم في أي وقت.
أيضا من ضمن مميزاتها قدرتها على قيادة صاحبها باتجاه ما، مثلا إذا أراد تناول الماء تستطيع النظارة توجيهه بإخباره بضرورة التحرك في الاتجاه الذي يوجد فيه كوب الماء، وهكذا، ومن المتوقع تحديث برنامجها باستمرار لإضافة كل ما هو جديد لإفادة صاحبها ليسهل دمجه في المجتمع.
هل ألهمت جائحة كورونا الطلاب لاختراعات تسهم في تحجيم الأزمة؟
هناك اختراع "نيرس روبوت" (الممرضة) الذي اقترحه الطلاب وبدأوا في إعداده قبل ظهور الفيروس، والهدف الأساسي كان توظيفه في مراكز الأورام للمساعدة في تطبيق الحمية الغذائية المحددة للمرضى.
لكن بعد تفشي كورونا ولتمتع الابتكار بإمكانيات ووظائف كثيرة أصبح الحديث عن استخدامه داخل مراكز العزل ذي وجاهة، فمثلا يستطيع هذا الروبوت حمل الطعام للمرضى والتحدث معهم والاطلاع على تقارير الحالات وقياس الضغط ودرجة الحرارة وما إلى ذلك.
ومن المقرر تطويره حاليا وإضافة المزيد من الوظائف له للتعامل مع حالات كورونا بشكل موسع، كما يمكن توظيفه لخدمة المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
هل هناك برنامج محدد للصم والبكم؟
دائما مشروعات الصم والبكم تهتم بتحويل لغتهم إلى لغة عادية يفهمها البشر الأصحاء، لكن العكس غير متاح، فهي لا تركز على تحويل لغة الأصحاء لأخرى يفهمها الصم والبكم، ما يجعلهم معزولين ومحرومين من دراسة الطب والهندسة واللغات وغيرها، لأننا لم نساعدهم للتعرف على لغة تلك الكليات بتحويلها إلى لغة إشارة.
هذا المشروع يركز على إتاحة برنامج لطلاب الصم والبكم يترجم لغة الأصحاء مباشرة (أون لاين) عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يفتح أمامهم المجال لدخول أي كلية والاندماج في المجتمع.
هل هناك مشروعات أخرى خرجت للنور هذا العام؟
هناك مشروع السيارة ذاتية القيادة وتناسب الفئات التي لا يمكنها الحركة أو التحدث، والتعامل معها يكون عبر الهاتف المحمول الذي يخاطب برنامج السيارة، إذ يحدد لها المكان الموجود فيه صاحبها والوجهة التي يريد الوصول إليها.
هل يتابع الطلاب ما توصلت إليه أحدث الدوريات قبل اقتراح المشاريع الجديدة؟
بالطبع يفعلون، لكن في النهاية هؤلاء 5 طلاب محكمون بوقت محدد لإنجاز عملهم، كما يخضعون لمحفظة مالية معينة يحددها الدعم المقدم من جامعة عين شمس، وبالتالي فإن مقارنة منتجاتهم بأخرى من دول مختلفة غير عادل، مع العلم أن بعضها بها خواص غير موجودة بالروبوتس الأجنبية.
لماذا لم تخرج هذه المشروعات للجمهور حتى الآن؟
للأسف أغلب هذه المشروعات رغم تميزها فإنها لم تجد من يتبناها ويوفر الخامات التي تحتاجها لإنتاج كميات منها وإتاحتها في الأسواق، نحتاج دعم رجال الأعمال لمساعدة ذوي الاحتياجات خاصة أن بعضهم طلب بعض هذه الاختراعات بالفعل، كالنظارة والكرسي المتحرك.