سحب حمضية بركانية تغمر بريطانيا.. هواء برائحة أعواد الثقاب

إذا كنت من سكان بريطانيا، أوفي نيتك زيارتها، فلا تتعجب من استنشاق هواء برائحة أعواد الثقاب الطازجة، لأن سحابة حمضية كبيرة تخيم على الأجواء.

والسحابة الحمضية، تتشكل من غاز ثاني أكسيد الكبريت، الناتج عن ثوران بركاني حديث في أيسلندا، مما دفع الخبراء إلى التحذير بشأن المخاطر الصحية المحتملة وانخفاض جودة الهواء.

• إحصائية صادمة.. تلوث الهواء يقتل 2000 طفل يومياً

وغاز ثاني أكسيد الكبريت، على الرغم من أنه غير مرئي، إلا أنه مزعج للغاية، ويصدر عنه رائحة مثل عود الثقاب الطازج، ويمكن أن يسبب عدم الراحة لأولئك المعرضين له، وخاصة الأفراد الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.

سبب السحب الحمضية البركانية في بريطانيا

ونشأت سحابة هذا الغاز من الثوران السادس لبركان في شبه جزيرة ريكيانيس في أيسلندا منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وعلى غرار الطريقة التي يطلق بها قدر الضغط البخار، ثار البركان عندما شق الضغط المتراكم من الصخور المنصهرة، أو الصهارة، طريقه عبر قشرة الأرض، لم يتسبب هذا الإطلاق العنيف في قذف الحمم البركانية فحسب، بل وأيضا كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي.

ومع انتقال سحابة ثاني أكسيد الكبريت عبر المملكة المتحدة، هناك مخاوف بشأن تأثيرها على جودة الهواء، ويمكن أن يؤدي الغاز إلى أعراض مثل السعال والتهاب الحلق وصعوبة التنفس.

وحذر الخبراء بشكل خاص كبار السن وأولئك الذين يعانون من الربو أو التهاب الشعب الهوائية المزمن، والذين هم أكثر عرضة لتأثيرات ثاني أكسيد الكبريت.

وأصدر البروفيسور سيمون كارن من جامعة ميشيغان للتكنولوجيا تحذيرا عاما على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا: "دفعة أخرى من ثاني أكسيد الكبريت البركاني في طريقها إلى المملكة المتحدة و أيرلندا، بسبب أحدث ثوران في شبه جزيرة ريكيانيس في أيسلندا، وقد يتسبب ذلك في بعض التأثيرات المحلية على جودة الهواء في الأيام المقبلة".

وتراقب السلطات الوضع عن كثب وتنصح الجمهور بأن يكونوا على دراية بقضايا جودة الهواء المحتملة، ويمكن للغاز عديم اللون، برائحته المميزة التي تشبه عود الثقاب المشتعل، أن يسبب أيضا ألما لاذعا واحمرارا ، وحتى بثورا إذا لامس الجلد.

ونظرًا للأحداث الأخيرة، أصدرت وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية تحذيرا جديدًا للسفر إلى أيسلندا، وسلطت الضوء على النشاط البركاني المتزايد ونصحت المسافرين بتجنب المناطق المتضررة.