قرار من إيرباص بشأن الطائرة أيه 350.. حرب أوكرانيا في المشهد
تخطط شركة إيرباص لصناعة الطائرات، لتخفيض إنتاج من طراز أيه 350، في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة العالمية.
قالت مصادر مطلعة إن شركة صناعة الطائرات الأوروبية العملاقة إيرباص تدرس تأجيل خطتها لزيادة إنتاج الطائرة ذات الجسم الواسع طراز أيه 350 في ظل العقوبات الدولية المفروضة على روسيا ونزاعها القانوني مع شركة الخطوط الجوية القطرية بشأن سلامة أحد طرزها.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن إيرباص تبطئ حاليا خطة إنتاج الطائرة طراز أيه 350 بنحو 6 أشهر حيث أن هدفها الحالي زيادة إنتاج طائرات الطراز من 5 طائرات شهريا حاليا إلى 6 طائرات شهريا أوائل 2023. وقد يتم تأجيل زيادة معدل الإنتاج إلى 6 طائرات شهريا حتى أواخر 2023. كانت خطة الإنتاج الأصلية تقضي بزيادة الإنتاج إلى 6 طائرات شهريا بحلول أواخر العام الجاري.
في المقابل قال متحدث باسم إيرباص إن الشركة مازالت تتوقع زيادة الإنتاج من الطائرة أيه 350 إلى 6 طائرات شهريا خلال 2023 لكنه لم يذكر كلمة "أوائل" التي كانت موجودة في توقعات الشركة في فبراير/شباط الماضي.
في الوقت نفسه أكد المتحدث اعتزام الشركة زيادة الإنتاج من الطائرة طراز أيه 330 إلى 3 طائرات شهريا بنهاية 2022 كما هو مقرر، في حين تنتج حاليا طائرتين شهريا من هذا الطراز.
50 طائرة
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، صعدت شركة إيرباص خلافها مع الخطوط الجوية القطرية بإلغاء صفقة كبيرة، على خلفية أزمة "طلاء الطائرات" وطلب قطر تعويض 618 مليون دولار.
وقالت شركة إيرباص إنها ألغت عقدا مع الخطوط الجوية القطرية لشراء 50 طائرة من طراز "إيه321 نيو" التي تحتاجها شركة الخطوط القطرية لتدشين مسارات جديدة لتسيير رحلات إلى أسواق جديدة ليس بها طلب كاف حاليا على الطائرات الأكبر حجما ولكنها أبعد من المسافات التي يغطيها طراز إيه 320 الأصغر.
وإلغاء عقد الشراء الموقع بين الخطوط الجوية القطرية وشركة إيرباص، يعد ورقة ضغط تستخدمها (عملاقة صناعة الطائرات في أوروبا) على قطر للتنازل عن ادعائها بوجود عيوب في طلاء طائرات إيه 350 وتشقق إطارات النوافذ وتآكل في طبقة للحماية من الصواعق، حيث تؤكد الخطوط القطرية أن العيوب تهدد سلامة الطائرة، فيما تنفي إيرباص الاتهامات رغم اعترافها علنًا بوجود عيوب في الطلاء (ولكنه لا يهدد سلامة الطائرة بحسب قولها).
وضغط إيرباص على الخطوط القطرية يأتي قبل موعد الجلسة الإجرائية في 26 أبريل/نيسان المقبل في لندن لنظر دعوى قضائية تطالب فيها الخطوط القطرية بنحو 618 مليون دولار تعويضا من إيرباص، بسبب عيوب في طلاء وسطح طائرات من طراز إيه350، بالإضافة إلى 4 ملايين دولار عن كل يوم توقف.
وتجدر الإشارة إلى أن طلبية طائرات إيه 321 تنبثق عن صفقة جرى توقيعها أولا قبل 10سنوات تقريبا وكانت قيمتها حينها 4.6 مليار دولار وفقا لقائمة الأسعار الخاصة بالمصنّع. وعُدّلت في وقت لاحق لتبديل عشر طائرات إيه321 بنسخة أحدث.
وقال متحدث باسم إيرباص "نؤكد أننا أنهينا بالفعل عقد 50 طائرة من طراز إيه321 مع الخطوط الجوية القطرية بما يتفق مع حقوقنا".
عيوب سطح الطائرات
وتعد قطر الدولة الوحيدة حتى الآن التي أوقفت تحليق بعضا من تلك الطائرات.
وكشف تحقيق أجرته رويترز في نوفمبر/تشرين الثاني أن خمس شركات طيران أخرى على الأقل اكتشفت عيوبا في سطح الطائرات أو طلائها منذ 2016، مما دفع إيرباص إلى تشكيل فريق عمل داخلي قبل الخلاف القطري واستكشاف تصميم جديد مضاد للصواعق لطائرات إيه 350 المستقبلية.
قصة الخلاف
ودخلت الشركتان في خلاف منذ شهور حول أضرار في طائرات "إيه 350" من بينها عيوب في الطلاء وتشقق إطارات النوافذ وتآكل في طبقة للحماية من الصواعق.
وتقول الخطوط الجوية القطرية إن الهيئة التنظيمية المحلية أمرتها بوقف تحليق 21 من أصل 53 طائرة إيه350 مع بدء ظهور المشاكل، مما أطلق شرارة نزاع مرير مع إيرباص التي أقرت بوجود مشاكل فنية لكنها تقول إنه لا توجد مشكلة تتعلق بالسلامة.
وتطالب الخطوط الجوية القطرية بتعويض 618 مليون دولار عن الطائرات الإحدى والعشرين المتوقفة، بالإضافة إلى 4 ملايين دولار عن كل يوم.
كما تطلب شركة الطيران من القضاة البريطانيين أن يأمروا إيرباص، ومقرها فرنسا، بألا تحاول تسليم المزيد من الطائرات حتى إصلاح ما تصفه بأنه عيب في التصميم.
وقالت إيرباص إنها "ستنكر جملة وتفصيلا" مزاعم شركة الطيران أمام القضاء واتهمتها بمحاولة تصوير المشاكل على نحو خاطئ على أنها تتعلق بالسلامة.
كما أشارت إلى أنها ستدفع بأن الشركة المملوكة للدولة أثرت في الهيئة التنظيمية لوقف تحليق الطائرات لنيل التعويض، في حين تشكك الخطوط الجوية القطرية في التصميم وتتهم إيرباص بعدم تقديم دراسات حوله، بحسب المصادر.
وتقول شركة الطيران إن الهيئة التنظيمية المحلية مستقلة في إصدار قرارات السلامة وإنها لا يمكنها تقييم صلاحية الطائرات المتضررة للطيران بدون تحليل أعمق من إيرباص.
وقالت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي إنها لم تجد إلى الآن مشاكل تتعلق بالسلامة في طائرات إيه350 التي فحصتها.
أرباح تاريخية
سجلت شركة إيرباص خلال عام 2021 أكبر أرباح في تاريخها، غير متأثرة بالأزمة التاريخية في مجال النقل الجوي في ظل تفشي وباء كوفيد-19.
وبعدما سجلت خسائر على مدى سنتين متتاليتين، أعلنت الشركة الأوروبية لصناعة الطائرات الخميس، أرباحا صافية بلغت 4,2 مليار يورو في 2021، متخطية المستوى القياسي المسجل عام 2018 وقدره 3,1 مليار يورو في وقت كانت تصنّع عددا من الطائرات يفوق العدد الحالي بالربع تقريبا.
وأعلن الرئيس التنفيذي للمجموعة غيّوم فوري في بيان أن "اهتمامنا انتقل من إدارة الوباء، إلى الانتعاش والنمو".
وعزا فوري هذه النتائج "اللافتة" إلى ارتفاع عدد الطائرات التجارية التي تم تسليمها وبلغ عددها 611 طائرة عام 2021 بزيادة 8% عن 2020، وإلى "الأداء الجيد" للنشاطات الفضائية والدفاعية وكذلك إلى قسم المروحيات" و"تركيز الاهتمام على خفض التكاليف والقدرة التنافسية".
ويشكل حجم عمليات التسليم مؤشرا موثوقا إلى الربحيّة في قطاع صناعة الطائرات، إذ يدفع العملاء الجزء الأكبر من الفاتورة عندما يتسلمون الطائرات.
وفي إرشاداتها لعام 2022 قالت إيرباص إنها "لا تتوقع المزيد من العراقيل للاقتصاد العالمي وحركة النقل الجوي والعمليات الداخلية للشركة وقدرتها على تسليم منتجات وخدمات".
وستوزع إيرباص أرباحا على المساهمين مع خطط لتقديم حصة تبلغ 1.5 يورو للسهم، بعدما ألغت ذلك في السنتين الماضيتين.
لكن منافستها الأمريكية بوينج لم تحقق أرباحا بل سجلت خسارة للعام الثالث على التوالي في 2021 مع ارتفاع كلفة تأخر تسليم الطائرات من طراز 787 وعمليات انتاج أكثر تكلفة.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز