تقرير.. أياكس "برائحة 95" يحلم بمعانقة المجد الأوروبي للمرة الخامسة
أياكس أمستردام الهولندي يحلم بمعانقة المجد الأوروبي للمرة الخامسة في تاريخه بعد الإطاحة بريال مدريد ويوفنتوس.. طالع تقرير عن الفريق.
"أشعر أن الرحلة هذا الموسم بها رائحة عام 1995"، بهذه الكلمات علق إدوين فان دير سار، المدير الإداري لنادي أياكس أمستردام الهولندي، على تأهل فريقه لنصف نهائي النسخة الحالية من بطولة دوري أبطال أوروبا.
فان دير سار، حارس منتخب هولندا المعتزل، بات يحلم بتكرار الإنجاز الذي حققه مع أياكس كلاعب حين توج بلقب البطولة معه قبل 22 عاماً، للمرة الرابعة والأخيرة من وقتها في تاريخ النادي.
لم لا؟ الآن أياكس بين الأربعة الكبار في أقوى بطولات العالم للأندية، بعد إقصائه ليوفنتوس، سيد إيطاليا في السنوات الأخيرة، بالفوز عليه بعقر داره 1-2 في إياب ربع النهائي بعد التعادل ذهابا 1-1.
حلم حقيقي
إريك تين هاج مدرب أياكس صرح عقب إقصاء يوفنتوس قائلا: "أثبتنا قوتنا في البطولة، نجحنا في التعامل ضد أساليب لعب متنوعة، نقدم أنفسنا والكرة الهولندية بطريقة مميزة، الآن عدنا على الخريطة الأوروبية".
ماتياس دي ليخت قائد الفريق، والمطلوب من كبار أوروبا، قال من جانبه: "ما الذي يمنعنا من الفوز باللقب هذا الموسم؟ أظهرنا ما نملكه من إمكانيات في كل مباراة، يجب أن نستمر حتى النهاية".
دوني فان دي بيك ماكينة خط الوسط في أياكس صرح: "بالبطع أفكر في الفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، علينا أن نؤمن بحظوظنا، هزمنا أفضل فرق القارة، لما لا نكرر ذلك في الدور المقبل؟".
دي يونج الذي ينتظره برشلونة بفارغ الصبر لإعادة DNA خط الوسط، سار على درب زملائه وقال: "نستحق التأهل لنصف النهائي بعد كل ما قدمناه في البطولة، ونحلم بالفوز باللقب، وأرى أن كل شيء ممكن".
يبدو أن الحلم أصبح يراود أياكس نحو التتويج باللقب الخامس بقوة بالفعل.
أوجه شبه
لا يختلف جيل "أياكس 95" كثيراً عن الجيل الحالي للفريق، إذ قاده وقتها فنياً لويس فان جال الذي كان في بداية مسيرته التدريبية وبلغ عمره وقتها 45 عاماً، في الوقت الذي يبلغ عمر إريك تين هاج مدرب الفريق الحالي 48 عاماً.
اعتمد أياكس في ذلك العام على العديد من اللاعبين الشباب، الذين تحولوا إلى أساطير للعبة بعد ذلك مثل إدوين فان دير سار وفرانك ريكارد وفرانك دي بور وكلارينس سيدورف ومارك أوفر مارس وباتريك كلويفرت، وياري ليتمانن.
الفريق الحالي أيضاً قوامه من اللاعبين الشباب، وعلى رأسهم الحارس الكاميروني المتألق أندريه أونانا، وماتياس دي ليخت قلب الدفاع، وفرينكي دي يونج وديفيد نيريس وفن دي بيك، وحكيم زياش لاعبو الوسط وغيرهم.
المفارقة الطريفة، أن دالي بليند مدافع وقائد الفريق وقتها ومدرب منتخب هولندا السابق، هو والد داني بليند مدافع الفريق الحالي والذي يعد من عناصر الخبرة الموجودة مع أياكس.
مشوار متقارب
في دور المجموعات لبطولة أوروبا 1995، الذي كان يضم 16 فريقاً آنذاك، تأهل أياكس للدور التالي على رأس المجموعة الرابعة، بعدما لعب 6 مباريات فاز في 4 منها وتعادل في 2، وفي النسخة الحالية تأهل الفريق وصيفاً عن المجموعة الخامسة خلف بايرن ميونيخ ولم يخسر أي مباراة، إذ حقق 3 انتصارات و3 تعادلات.
في الدور ربع النهائي لنسخة 1995، تخطى أياكس هايدوك سبليت الكرواتي بنتيجة 3-0 في مجموع لقاءي الذهاب والعودة، قبل أن يفوز على بايرن بنتيجة 5-2 في مجموع مباراتي نصف النهائي، ليتوج بعد ذلك باللقب بالانتصار على ميلان الإيطالي بهدف دون رد لباتريك كلويفرت.
الكرة الهولندية الشاملة التي عرَّفها الهولنديون للعالم وقدمها أياكس عام 1995، عادت للظهور من جديد هذا الموسم مع فريق العاصمة بالنسخة الحالية لدوري الأبطال.
فان دير سار حينما سُئل عن حصول النادي على 12 مليون يورو كجوائز من "يويفا" بعد إقصاء يوفنتوس، أجاب: "من الجيد الحصول على الأموال لإجراء بعض التعاقدات وزيادة رواتب اللاعبين، لكن المهم بالنسبة لنا أن الأمر يتعلق بكرة القدم".
وأضاف: "حالياً استعدنا اسم أياكس، بالطريقة التي نريدها وبأسلوب اللعب الذي علينا دائماً أن نلعب به، هذا الشيء أكثر أهمية بالنسبة لنا من المال".
تعاطف تلقائي
بقى الإشارة إلى أنه في كرة القدم، هناك دائماً تجارب يشعر المتيم باللعبة بتعاطف معها تلقائياً، ويتمنى لا إرادياً أن تكتمل بالنجاح، والأمثلة في ذلك كثيرة، وآخرها أياكس الذي شجعته بقوة جماهير ريال مدريد أمام يوفنتوس رغم خروج فريقها على يده في ربع النهائي.
فريق شاب، لديه العديد من العناصر الواعدة يقودهم مدرب وإدارة طموحة، يخطو بثبات نحو تدمير فكرة كرة القدم التي تحولت إلى سوق كبير من الأموال، ويثبت حتى وإن ودع البطولة من الدور المقبل، أن التخطيط الجيد والموهبة والإرادة والعمل هي أساس النجاح.