"العين الإخبارية" تكشف كواليس حفل زفاف هندي في مصر (خاص)
في التاسع من يناير/ كانون الثاني الجاري، استقبل مطار شرم الشيخ الدولي في مصر، أول رحلة طيران مباشرة قادمة من مطار أحمد أباد الهندي.
حملت هذه الرحلة، التي استقبلها الجانب المصري برش المياه، 337 راكبًا، بغرض إحياء حفل زفاف لعروسين، قررا الاحتفال بزواجهما في "مدينة السلام"، في فعالية حمل تصميم الديكور الخاص بها طابعًا فرعونيًا.
تُعتبر هذه المناسبة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، هو استحداث لنمط "سياحة حفلات الزفاف"، الذي عملت على دعمه وزارة السياحة والآثار بهدف الترويج لمقاصدها السياحية.
حظيت هذه الفعالية، التي استضافها أحد فنادق شرم الشيخ، بحفاوة واسعة، محدثةً أصداءً ما زالت تدوي حتى كتابة هذه السطور، بشكل دفع "العين الإخبارية" للوقوف عن قرب من هذه المناسبة.
كواليس الزفاف
نوه أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء، بأن تنظيم حفل الزفاف في شرم الشيخ ليس المرة الأولى، موضحًا أن هذه الفعاليات كانت تتم في السابق بجهود خاصة: "العروسان كانا يتوجهان لشركة سياحية، وبدورها تنظم ما يريدونه وتوفر لهما الإقامة في أحد الفنادق".
وأضاف الشيخ، لـ"العين الإخبارية"، أن هيئة تنشيط السياحة التابعة لوزارة السياحة والآثار المصرية، تدخلت مؤخرا في هذا الأمر، وبالتالي حظي الحدث بصيت واسع بعكس ما كان متبعا في السابق.
ظهور هذا الحفل في صورته النهائية، جاء بعد كواليس وإجراءات تنظيمية جرى اتخاذها، فكشف الشيخ: "في سبتمبر/ أيلول الماضي، عُقد اجتماع مع 150 شركة إنترناشونال من بينها الهند ودول أخرى، كانت مهمتها الأساسية تنظيم المناسبات، وكانت القضية مثار النقاش هي سياحة الزفاف أو شهر العسل".
وأردف: "إحدى الشركات وأحد الفنادق اجتهدا وذهب ممثلوهما إلى الهند، وأجروا التسويق اللازم، وتعاقدوا على تنظيم زفاف في شرم الشيخ. وفي وقت لاحق، تعاقد العروسان مع شركة كبرى لتنظيم الديكورات الخاصة بالزفاف، وحينما أتوا طلبوا من هيئة تنشيط السياحة تسهيل الإجراءات داخل المطار، وأن يرش الطيران المدني الماء فور وصولهم، وأن تقدم الشركة مشروبات ترحيبية للوفد، وبالفعل الهيئة ساهمت في ظهور الفعالية بمظهر طيب، في فعاليات دامت لـ3 أيام".
وأشار رئيس شعبة السياحة، إلى أن السوقين الهندية والإفريقية "كبيرتان جدًا" بحسب وصفه، مشددًا على ضرورة الاهتمام بهما: "الزواج لدى الهنود مثله مثل المصريين".
ويرى الشيخ أن سياحة الزفاف لا تقل قيمة عن سياحة المؤتمرات، بل قد تكون قيمتها أكبر على حد قوله: "بالإمكان تنظيم هذه المناسبات يوميا، والفنادق مزودة بقاعات للاحتفال بخلاف الشواطئ، كما أن هناك شركات متخصصة في تصميم الديكور".
مكاسب سياحة الزفاف
من جانبه، اعتبر عمرو صدقي، وكيل أمانة السياحة بمجلس النواب المصري، أن تنظيم مصر لحفل الزفاف الأخير يعطي دفعة جيدة للسياحة في مصر، خاصة أن البلاد تمتلك "أنماطا عديدة من السياحات التي يمكن أن تُروج لها".
وأوضح صدقي، لـ"العين الإخبارية"، أن مصر لديها قدرة على استضافة أحداث كبيرة، في أمر يتطلب تضافر الجهود من جانب الوزارات كافة، منها السياحة والآثار، والداخلية، والمالية، وغيرها، حتى تحظى تنظيم هذه الفعاليات بالنجاح: "في الآونة الأخيرة شاهدنا مناسبات عديدة جرت إقامتها على أرض مصر، كعروض الأزياء واحتفاليات بعينها وزيارات لشخصيات هامة".
ونوه صدقي بأن مصر تستطيع تنظيم فعاليات سياحية متنوعة مثل "السياحة الرياضية، والثقافية، والتعليمية، والأثرية، والاستشفائية، والعلاجية، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمغامرات، والسفاري والأكل، وغيرها الكثير، كلها متاحة في مصر".
مناطق مصرية عديدة بإمكانها احتضان سياحة شهر العسل
فيما قال الدكتور مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة الأسبق، إن الفعالية الأخيرة من شأنها أن تحدث حالة ترويج لسياحة حفلات الزفاف في مصر، وتثبت قدرة البلاد على تنظيمها بشكل مستمر.
وأضاف سليم لـ"العين الإخبارية": "نحن نقول إن مصر دولة قادرة على استقبال أنشطة السياحة من ضمنها سياحة حفلات الزفاف، والتي ستجذب شريحة واسعة. نحن بهذه الطريقة نشجع كذلك المصريين الذين يسافرون إلى الخارج لقضاء شهر العسل في بلادهم".
وأشار سليم إلى أن مصر مليئة بمناطق ملائمة لسياحة حفلات الزفاف: "البحر الأحمر بصفة عامة من مرسى علم وجنوبها حتى الغردقة، إلى جانب الأقصر وأسوان، والساحل الشمالي، والعلمين، وسيدي عبدالرحمن، ودهب، ونويبع".
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز