"العين الإخبارية" تكشف سر خروج ميسي من "دائرة الخذلان" (خاص)
بعد 17 عامًا من الانتظار، حقق الأرجنتيني ليونيل ميسي حلمه المستعصي، بفوزه ببطولة كأس العالم التي غابت عن موطنه لمدة قاربت 4 عقود.
ميسي، الذي مثّل منتخب بلاده لأول مرة في عام 2005، سحر عشاق الكرة بموهبته الفذة وسرعته وذكائه، حتى بات النجم الأول والأوحد في فريقه السابق برشلونة، الذي حقق في صفوفه جميع الألقاب الجماعية والفردية الممكنة.
رغم نجاحات "البرغوث" على صعيد الأندية، ظل مشواره الدولي مع "التانجو" مصدر أزمة، فنجاحه الساحق مع الفريق الكتالوني يتزامن مع إخفاقات مكررة لبلاده على الصعيد القاري والعالمي، حتى بات كثيرون يصفونه بـ"المتخاذل".
الشخصية تتغير
خلال بطولاته التي حققها مع التانجو، بدت شخصية ميسي مختلفة عما اعتاد عليه الجمهور، فمن الهدوء والرزانة إلى المشاغبة والغضب، والتأثير بشكل كبير في زملائه، الذين بدورهم أكدوا نيتهم الفوز بالمونديال لأجله.
تحول شخصية ميسي من التخاذل -بحسب وصف منتقديه- إلى النجاح، أثار اهتمام كثيرين فور تربعه على عرش الكرة العالمية، فباتت قصته مصدر إلهام لأناس يتعرضون لعقبات مشابهة في مجالات أخرى.
ماذا تغيّر في ميسي؟
لمعرفة سر هذا التحول، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن النجم الأرجنتيني مع تكرار إخفاقاته مع المنتخب سابقًا، سعى إلى تغيير طريقته وتطوير نفسه، وهو ما ساهم في تجاوزه لأي عقبة.
أضاف "صادق"، لـ"العين الإخبارية"، أن الجمهور من جانبه غيّر وجهة نظره في نجمهم المفضل، بعدما تحسن الأداء والنتائج، ومن ثم ألغوا الأحكام السابقة التي صدرت حينها بشكل مؤقت.
أوضح أستاذ علم الاجتماع أن بلوغ ميسي لهذا النجاح بعد إخفاقاته الكبيرة، يعود إلى سماته الشخصية التي ساهمت في هذا التحول، إلى جانب دعمه من جانب المقربين حوله ووسائل الإعلام، التي بدورها تسلط الضوء على الجانب الإنساني في حياته، بحيث يتعاطف معه الجمهور.
ما سبق، اتفق معه الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، فأكد على فكرة تطوير ميسي لنفسه، مع رفضه الاستسلام للانتقادات اللاذعة التي تعرض لها: "هوجم من حقاد وحساد ومن هم مختلفون معه في وجهات النظر، لكنه لم يستسلم، لو حدث هذا لكان قد انتهى".
ذكر "فرويز"، لـ"العين الإخبارية"، أن ميسي آمن بإمكانياته التي بدورها تؤهله لتحقيق النجاحات، ومن ثم بات يسعى بشكل مستمر إلى إثبات ذاته، حتى دخل في حالة عصبية ظهرت بشكل واضح في عدد من مباريات المونديال، من خلال اشتباكه مع حكّام المباريات وبعض المديرين الفنيين للمنتخبات المنافسة.
كيف تحوّل الخذلان لنجاح على طريقة "البرغوث"؟
حرصت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على تحديد عدد من النقاط، التي من شأنها أن تعين الشخص على تحقيق نجاحات، رغم الصعوبات التي قد يواجهها في بيئته المحيطة.
وحددت "سامية"، لـ"العين الإخبارية"، ما يلي: "الأساس في هذا الأمر هو وضع هدف معين لتحقيقه، بشرط أن يكون إنجازه بشرف وأمانة، كما أن دعم الأسرة والرفقاء أمر مهم".
أضافت "سامية" إلى ما سبق، ضرورة اتخاذ الشخص لقدوة يسير على نفس نهجها، إلى جانب الإصرار على إنجاز الهدف المنشود: "فكرة المعافرة مهمة حتى يصل الشخص للنجاح".