"العين الإخبارية" تنشر "رسائل نجيب الريحاني" إلى عمرو عبدالجليل: الرسالة الثالثة "اتنيل على عينك"
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشوق عدد واسع من الجمهور والنقاد إلى مشاهدة الحلقات الأولى من مسلسل "الضاحك الباكي".
وبموجب تناول العمل لسيرة نجم الكوميديا وأحد رواد المسرحين المصري والعربي، الفنان الراحل نجيب الريحاني، رفع كثيرون سقف توقعاتهم بشأن المسلسل، كيف لا والطاقم المشارك فيه، من تأليف وتمثيل وإخراج، مشهود له بالكفاءة.
المسلسل، الذي جسد فيه الفنان عمرو عبدالجليل شخصية "الريحاني"، وأخرجه القدير محمد فاضل، وألّفه الكاتب محمد الغيطي، قوبل بردود فعل جاءت أغلبها سلبية، فتعرض طاقم العمل لهجوم لاذع شكك في بعض الحقائق التاريخية التي تناولها "الضاحك الباكي"، إلى جانب اتهامات بعدم الدقة فيما يخص عددًا من تفاصيل حياة رائد المسرح.
بخلاف ما سبق، اختص البعض الفنان عمرو عبدالجليل بالهجوم، معتبرين إياه جسّد شخصية "الريحاني" بأسلوبه ولزماته و"إفيهاته" الخاصة، وهو ما أكد النجم المصري عليه بنفسه، خلال تصريحات صحفية أدلى بها على هامش تكريم طاقم العمل قبل أيام، فقال نصًا: "أنا أخدت نجيب في سكتي".
من منطلق متابعة عدد واسع من الجمهور للمسلسل، وتحليل بعض المهتمين بالشأن الفني له، وإبدائهم الآراء إما بالسلب أو الإيجاب، يتبقى من وسط هذا كله البطل نفسه، النجم الراحل نجيب الريحاني، والذي بدوره سيوجه خلال السطور التالية 5 رسائل إلى الفنان عمرو عبدالجليل، لكن على لسان خمسة من ألمع النقاد في مصر، تواصلت معهم "العين الإخبارية".
الرسالة الأولى
الرسالة الأولى: "ما تاخدنيش في سكتك".
هذه الرسالة، صاغها الناقد المصري رامي عبدالرازق، الذي انتقد أسلوب تجسيد عمرو عبدالجليل لشخصية "الريحاني"، فيشرح: "طالما أن الشخصية المقدمة لها مرجعية بصرية فمن الضروري الالتزام بها، لأن مناقضتها من الممكن أن تخلق حالة تشوش ونفور لدى المتلقي".
نوه "عبدالرازق"، لـ"العين الإحبارية"، أن أسلوب "عبدالجليل" في التجسيد يلائم الشخصيات التي لم يشاهدها الجمهور مطلقًا، كشخصيات تاريخية عاشت في القرن الـ17 على سبيل المثال، واستدرك: "الريحاني هو كيان مؤثر في كثيرين، وعلى أقل تقدير شاهدت الأجيال الجديدة فيلمًا واحدًا له على الأقل".
أردف الناقد تصريحه موجهًا كلماته إلى "عبدالجليل": "حينما تقول إنك ستأخذ هذا الكيان إلى طريقك فهذه مغامرة ومخاطرة، أتصور أن خسائرها جاءت أكبر من مكاسبها، وهذا ما حدث وشاهدناه في ردود الفعل، التي جاءت مستنكرة لمبدئك".
الرسالة الثانية
الرسالة الثانية: مدرستك الخاصة غير ملائمة
اعتبرت الناقدة حنان شومان، أنه في حال مشاهدة الراحل نجيب الريحاني لـ"الضاحك الباكي"، كان "سيتوفى كمدًا وحزنًا، أو حتى ضحكًا"، ولن يستطع قول أي شيء بحسب تصورها.
رغم هذا، قالت "حنان"، لـ"العين الإخبارية"، إن عمرو عبدالجليل يقف في آخر الطابور الذي يوجه إليه الانتقاد أو اللوم: "هو ممثل أو مجرد أداة في يد كاتب ومخرج، والأخير ينظر للفنان وما يفعله أمام الكاميرا، وفي النهاية يقدم العمل ويعرضه علينا، وبالتالي من الأولى أن يُحاسب هو".
انتقدت "حنان" الأسلوب الذي جسد به "عبدالجليل" شخصية "الريحاني"، خاصةً أن الأخير شاهد الجمهور أعماله وارتبطوا به رغم عدم معاصرتهم له: "بالتالي أنت مرتبط كممثل بالصورة الذهنية التي شاهدها الناس، وإلا ستكون في هذه الحالة تقدم شخصية أخرى".
تابعت: "نجيب الريحاني شاهدناه من أعماله، هنا لا يجوز أن تقول إنك ستجسده بطريقتك، أنت لا تمثل نفسك بل الشخصية، أنت هنا تمثّل نجيب الريحاني وبالتالي مدرستك الخاصة غير ملائمة".
الرسالة الثالثة
الرسالة الثالثة: "اتنيل على عينك".
الرسالة الثالثة صاغتها الناقدة ماجدة خير الله، التي وجهت هجومًا لاذعًا على طاقم العمل، فرأت أن ما قدمه للجمهور "يفتقد لأمانة التوصيل أو حب الشخصية، حتى خرج المسلسل بشكل هزلي" بحسب قولها.
انتقدت "ماجدة"، في تصريحها لـ"العين الإخبارية"، الأسلوب الذي قُدمت به الشخصيات المحيطة بـ"الريحاني" كذلك، سواء كان بديع خيري، أو إستيفان روستي، أو محمد عبدالقدوس، أو عزيز عيد، أو بديعة مصابني: "هؤلاء أساطين في مجالاتهم، كلهم ظهروا في حالة هزلية".
عن تصريح "عبدالجليل" بأنه "أخذ شخصية الريحاني في طريقه"، علقت: "هذا جهل. لو هؤلاء فهموا من هو نجيب الريحاني، لكان ذهب بنفسه إلى طريقة وأسلوب الريحاني وبذل مجهودًا، كما أن المخرج لم يستطع أن يقود الممثل".
الرسالة الرابعة مطولة
الرسالة الرابعة: "لا ذنب لك والمذنب الأول هو محمد فاضل"
من جانبه، صاغ الناقد طارق الشناوي، لـ"العين الإخبارية"، رسالة مطولة، عبّر خلالها عما كان سيقوله الفنان الراحل لعمرو عبدالجليل، حال مشاهدته للمسلسل.
جاء نص هذه الرسالة، التي كتبها "الشناوي" على لسان "الريحاني"، كالآتي: "أتابعكم من العالم الآخر وسعيد أنكم دائمًا ما تتذكرونني في وسائل الإعلام، لكني حزين جدًا من المسلسل، وحزين على ما حدث معي تحديدًا".
أضاف: "أعلم أنك يا عمرو ممثل خفيف الظل، لكنك آخر ممثل من الممكن أن يؤدي دوري، لأنك كنت تؤدي دور (عمرو) ولا علاقة لك بـ(نجيب)".
استطرد: "لا أعتب عليك لأن المذنب الأول ومن وجه إليّ الطعنة هو المخرج محمد فاضل، وأنت كنت الأداة -أقصد الخنجر- الذي أمسك به المخرج المخضرم، فهو من أسند إليك الدور، وكان من المفترض أن يعلم بأنه بارع فقط في أداء دور (عمرو)".
ختم: "هكذا تناثرت دمائي عبر الشاشة الصغيرة على مدار 30 حلقة وأنا أسامحكم. لكن هل سيسامحكم المشاهدون على تلك الجريمة؟".
الرسالة الخامسة
الرسالة الخامسة: "أديت دوري جيدًا.. لكن زودتها حبتين".
كتبت الرسالة السابقة الناقدة ماجدة موريس، التي بدورها اختلف رأيها عمن سبقوها، فتعتبر أن عمرو عبدالجليل هو أفضل من جسّد شخصيته في هذا العمل، باعتبار أنه ممثل "ليس بضعيف"، وخبرته تتجاوز 30 عامًا عمل خلالها مع أكبر المخرجين.
أضافت "ماجدة"، لـ"العين الإخبارية": "عمرو جسد الشخصية بأسلوب رآه صحيحًا، ووافق عليه المخرج. حقيقةً أنا أحببته في هذا الدور ولا أقدر على مهاجمته، بالإمكان أن أهاجم أمورًا أخرى في العمل، لكنه في الدور لم يكن سيئًا".
أردفت الناقدة: "لو حاول عمرو التفكير بأسلوب آخر لاختلف الوضع بشكل أفضل، لكن يبدو أنه شعر بعدم استطاعته أن يؤدي بشكل جيد في هذه الحالة"، مشيرةً إلى أن المسلسل لم يتطرق لكثير من الوقائع التي كتبها "الريحاني" بخط يده في مذكراته.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA=
جزيرة ام اند امز