لعل أكثر ما نعتز به ونفتخر نحن الإماراتيين، هي المحبة والألفة التي تربطنا بحكامنا وتربط حكامنا بنا.
نراهم بيننا في الحزن قبل الفرح، وفي السراء قبل الضراء، يخففون عنا آلامنا، ويزيدون فرحنا فرحاً بحضورهم أعراسنا ومشاركتنا في مختلف مناسباتنا الاجتماعية، ويستقبلوننا في مجالسهم العامرة، ويشاركوننا في مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية. إنها بحق علاقة مختلفة واستثنائية يحسدنا عليها كل من عاش أو مر بهذه الأرض الطيبة أو حتى تابع أخبارها في وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي.
لقد شهدنا قبل أيام لوحة أبوية فنية جميلة عكست تلك الصورة البهية التي نتحدث عنها ونفاخر بها، كان مسرحها قصر البحر في أبوظبي، فكم كانت رائعة تلك اللفتة الجميلة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، حينما استقبل اثنين من الأطفال من مشجعي نادي العين اللذين أبديا حماساً فائقاً مع فوز النادي بدوري أبطال آسيا 2024 لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه.
لقد بدا هذان الطفلان الجميلان وكأنهما يريدان أن يقولا نيابة عن الكبير والصغير، الرجل والمرأة، المواطن والمقيم في دولة الإمارات: شكراً لك محمد بن زايد، شكراً على ما قدمته ولا تزال تقدمه لأبناء شعبك ووطنك، شكراً لأنك فتحت أبواب قلبك للجميع، شكرا لأنك دخلت في قلوبنا ووجداننا بابتسامتك وتبسطك وحديثك وعفويتك وتواضعك، وشكرا لأنك منحتنا هذا القلب الكبير والحنون، وشكراً لأنك وحدت وحميت البيت، وشكرا لأنك مشيت على خطى زايد "الخير" وخليفة "الإنسان".
هذه اللوحة الرائعة ذكرتنا باللوحة التي حدثت قبل سنوات التي كان بطلها الطفل الصغير "سيف" الذي جاء مع أهله مهنئا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي استقبل المهنئين في قصر المشرف صباح أول أيام العيد، فقد شعر بأن الطفل قد وضع في يده شيئاً ما، وبعد أن سار الطفل تابع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استقبال المهنئين لثوانٍ قليلة، ثم نظر بعدها في يده ليفاجأ بأنها ورقة نقدية "عيدية" فارتسمت على مُحياه ابتسامة جميلة تشبه ابتسامة الأطفال في براءتها.
لقد عبر هذان الطفلان بهذا الموقف العفوي البريء الرائع عن حب أبناء هذا الوطن وتقديرهم لمحمد بن زايد، ومكانته في قلوبهم، وعن قربه منهم، فلولا أن هذين الطفلين أحسا بحنو وعطف محمد بن زايد ومحبته لهما وهو يسلم عليهما ويحضنهما ويحنو عليهما، لما كان هذا الاستقبال بهذه العفوية والبساطة المتناهية.
لقد لخص هذا الاستقبال الأبوي الرائع مدى محبة أبناء هذا الوطن لقيادتهم الرشيدة، وبين معاني الولاء والانتماء إلى هذا الوطن الغالي وقيادته الرشيدة، وبرهن على قوة ارتباط أبناء زايد وتمسكهم بقيادتهم ومحبتهم الصادقة لهم.
تلك اللوحة الجميلة أدخلت الفرحة والبهجة إلى قلوب كل أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، فلم يجدوا كلاماً يعبروا به عن فرحتهم من قول سيدي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حفظه الله: «الله يديم الفرحة ويديم عز البلاد ويحفظها».
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة