مقتل زعيم "داعش" القرشي.. الخليفة بلا خلافة
قبل 3 سنوات استيقظ العالم على مقتل إرهابي روّع وقتل وهجّر الآلاف، واليوم يتكرر المشهد منهيا كابوسا أرهق يوميات الآمنين.
ففي السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الثاني 2019، استيقظ العالم على مقتل أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، في عملية أمريكية، بمحافظة إدلب بسوريا.
واليوم الخميس، يشهد العالم من جديد على مقتل خليفته سالم الجبوري أو ما يعرف بـ"عبدالله قرداش" أو "أبوإبراهيم الهاشمي القرشي" في عملية إنزال أمريكي، بإدلب السورية.
عمليتان تقضيان على رأسي تنظيم أثار اشمئزاز العالم بالإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الطائفة اليزيدية في العراق من ذبح رجالها واغتصاب نسائها، ناهيك عن مشاهد قطع الرؤوس لرهائن من دول مختلفة في مناطق سيطرته.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل قائد تنظيم داعش الإرهابي، أبوإبراهيم القرشي في عملية بسوريا.
وسبق بايدن، مسؤول أمريكي، قال إن القرشي فجر نفسه خلال عملية الإنزال بسوريا.
فمن هو القرشي؟
في 23 مارس/آذار 2019 وجد القرشي نفسه مع مجموعة متضائلة من تنظيم "داعش" محاصرين في كهف صغير يطل على آخر حصونهم على نهر الفرات في الباغوز شرقي سوريا.
كانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقودها الأكراد ويدعمها التحالف الدولي لمحاربة داعش، قد سيطرت على آخر معقل للتنظيم في سوريا وبدأت بالفعل في إزالة الرايات السوداء لتنظيم ارتكب فظائع لا حصر لها وأبقى العالم على حافة لسنوات.
في ذلك الوقت، بدا الأمر كما لو أن المنطقة بأكملها كانت على عتبة بداية جديدة، على وشك قلب صفحة تركت ندوبا عميقة على جانبي الحدود.
كانت لحظة مبهجة للعديد ممن ساهموا في هزيمة داعش، لأن سقوط الباغوز كان بمثابة نهاية رمزية للخلافة التي تم الإعلان عنها قبل ست سنوات، على الأقل، هذا ما أراد الجميع تصديقه.
بعد أشهر قليلة من الهزيمة النهائية في الباغوز، ظهر زعيم داعش أبوبكر البغدادي (الذي قتل لاحقا) في مقطع فيديو تم تصويره في مكان مجهول، تم الكشف عنه لاحقا أنه محل إقامته في إدلب، ويُعتقد أن عبدالله قرداش (القرشي) كان من بين ثلاثة أشخاص ظهروا في نفس المكان.
في 7 أغسطس/آب 2019 ، انتشرت معلومات من العراق بأن البغدادي يرشح القرشي لخلافته، وبعد شهرين من التسريب قُتل زعيم التنظيم في عملية إنزال جوي أمريكية في ريف إدلب.
ليعلن بعدها التنظيم الإرهابي، أبوإبراهيم الهاشمي القرشي، خليفة له.
وأكدت المخابرات الأمريكية والعراقية أن أبوإبراهيم الهاشمي القرشي هو عبدالله قرداش أو حاجي عبدالله، رغم إحجام التنظيم عن الكشف عن أية معلومات عن الرجل.
بعد ذلك، رفعت وزارة العدل الأمريكية مكافأة المعلومات التي تؤدي إلى تحديد موقع قرداش أو تحديد موقعه إلى 10 ملايين دولار.
وتمتد العلاقة بين البغدادي والقرشي إلى نحو 16 عاما، حيث التقى الإرهابيان في سجن بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق، الذي كانت تديره القوات الأمريكية في حينها بعد عام 2003، وظلا فيه لسنوات سجناء؛ قبل أن يُطلق سراحهما، ويؤسس البغدادي تنظيم داعش في 2013.
وتولى القرشي منصب وزير "التفخيخ والانتحاريين" داخل التنظيم، وكان أحد المقربين من أبوالعلاء العفري النائب السابق للبغدادي، ويصنف بأنه من أقسى وأشرس قادة تنظيم داعش.
النشأة
وعلى بعد حوالي 20 ميلاً إلى الغرب من الموصل، تقع بلدة المحلبية الصغيرة، وهي بلدة ذات أغلبية تركمانية، وهي مسقط رأس خليفة البغدادي الذي قتل في عملية إنزال جوي أمريكي، اليوم الخميس.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن اسم القرشي الحقيقي هو أمير محمد سعيد الصلبي المولى، وقد ولد في المحلبية، إحدى ضواحي محافظة نينوى، عام 1976 لمؤذن له زوجتان وأنجبت له سبعة أبناء -منهم أمير أصغرهم- وتسع بنات.
وشغل والده منصب إمام مسجد الفرقان في حي البعث بالموصل من عام 1982 إلى عام 2001.
ومع مقتل زعيمي الخلافة المزعومة التي سرعان ما تهاوت، تتوجه الأنظار إلى محافظة إدلب السورية التي شهدت على قبر أخطر شخصين على وجه الأرض. فما هو السر في هذه البقعة السورية؟
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg جزيرة ام اند امز