الانتصار للمحتوى.. لماذا يخرج الدحيح رابحا من كل أزمة؟
يتعرض "اليوتيوبر" والإعلامي أحمد الغندور، وبرنامجه الأشهر "الدحيح"، لهجمات يبدو أنها "منظمة" إلا أن مبسط المحتوى العلمي نجح في الصمود مستعصماً بجمهوره ومحتوى برنامجه.
ومنذ ظهور صاحب الـ27 عاماً عبر موقع الفيديو الشهير "يوتيوب"، في عام 2014، وهو عرضة للانتقاد والهجوم رغم أنه يقدم محتوى علميا بطريقة مبسطة، بعدما درس في كلية العلوم بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وباحث ماجستير في جامعة هونج كونج.
"العين الإخبارية"، توضح خلال التقرير التالي كيف نجح "الغندور"، عبر الصمت، وعدم الرد إلا من خلال محتوى برنامجه دون انزلاقه إلى حرب مجهدة، في كسب مساحات أكبر عبر الفضاء الإلكتروني.
اتهامات باطلة
لم يسلم "الدحيح" من اتهامات طالته بعد تعاقده لتقديم برنامجه عبر منصة "الجزيرة بلس" في عام 2017، وتعرض لاتهام مفاده بأن الجزيرة تسعى إلى بسط سيطرتها على الإعلام العربي، إلا أن صاحب البرنامج الأشهر على يوتيوب تجاهل الانتقادات، وواصل طريقه وطريقته المشهورة في إعداد وإنتاج برنامجه دون كلل، مؤكداً أنه يسلك طريقاً صعباً ودوره الوحيد تقديم محتوى علمي نافع لمتابعيه.
الإلحاد والكفر
في أغسطس/آب عام 2019 تعرض "الدحيح" لهجوم متواصل من قبل بعض الجماعات السلفية تتهمه علناً بالإلحاد والكفر، وقال "مؤسس ائتلاف خير أمة" السلفي في مصر ناصر رضوان، في بيان نشره، إن "الغندور" ما زال يخدع بعض السذج بأنه ينشر العلم والمعرفة، ولا يعرف كثير من متابعيه أنه ينشر الإلحاد ويدس السم في العسل في حلقات كثيرة، وأن الهدف من هذه البرامج مخاطبة الشباب واستقطابهم بأفكار مختلفة.
"الدحيح حرامي"
في يونيو/حزيران 2020 أعلن "الغندور" توقف برنامجه، ليصدم ملايين من متابعيه الذين طالبوه بضرورة الاستمرار في تقديم برنامجه، لا سيما أن قراره جاء بعد حملة منظمة استهدفته واتهمته بسرقة محتوى حلقاته التي حققت ملايين المشاهدات، ودشن منتقدوه وسما بعنوان: "الدحيح حرامي"، لكن نبأ توقف البرنامج أثار جدلا كبيرا.
"الدحيح" أوضح في بيان نشره أن القرار جاء على خلفية عدم القدرة على إنتاج محتوى البرنامج في ظل الظروف التي يتعرض لها العالم في هذا التوقيت خاصة، في إشارة إلى اجتياح جائحة كورونا للعالم.
عودة مشفرة
لم يلتفت "الدحيح" خلفه واستمر في نشر علمه ومنهاجه حين عاد عبر إحدى المنصات المشفرة، والتي أثرت على انتشاره ليس بسبب قلة المادة العلمية التي يقدمها ولكن بسبب عدم وصول المحتوى للقدر الأكبر من الجماهير بسبب دفع اشتراكات مالية للمشاهدة، ما أدى إلى اختياره التوقف عن البث المشفر والعودة إلى جماهيره من خلال برنامجه المفتوح "صندوق الدحيح".
"انتصار بالعلم"
ومع انطلاق الحلقة الأولى للموسم الجديد لبرنامج الدحيح حتى انطلقت حملة هجوم جديدة، ما دفع أكاديمية الإعلام الجديد المنتجة للبرنامج، إلى إصدار بيان واضح أكدت فيه أن هدفها الرئيسي هو إثراء المحتوى العربي على الإنترنت، وأنها في سبيل تحقيق أهدافها تتعاون مع متخصصين من أفضل الجامعات العالمية ومع مجموعة كبيرة من المؤثرين والكتاب العالميين ومع مجموعة من المنصات العالمية المتخصصة في صنع المحتوى.
وأضافت أنها ترمي إلى نشر البرامج العلمية التي تهدف لتعزيز المحتوى الإيجابي للشباب العربي وسط كم هائل من البرامج السطحية وغير الهادفة في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تنتج الأكاديمية أية برامج ذات طبيعة سياسية.
"الدحيح" كعادته استقبل الانتقادات على طريقته الخاصة، مؤكداً في تدوينة نشرها بصفحة البرنامج الرسمية أنه دائماً ينتصر للعلم والمحتوى قائلاً: "أنا بقدم محتوى علمي وهفضل أعمل كده ومش ناوي أغيّر دا، لأني مبعرفش أعمل حاجة تانية".
من جانبها قالت الدكتورة نائلة حمدي أستاذة الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن السمات الشخصية لـ"الغندور" منذ أن كان طالباً في الجامعة، توحي بأنه سيكون متميزاً، وأنه كان مهتماً بشكل كبير بالمواد العلمية وله حضور قوي وظاهر بين زملائه، واهتماماته العلمية كانت واضحة.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن المحتوى الذي يقدمه "الدحيح" جعله عرضة للانتقاد لا سيما أن المناطق العلمية التي يخوض فيها لا علم لكثير من منتقديه بها، وعلى هذا هاجموه بشدة كونه واجههم بما يجهلون.
وعلق الدكتور ياسر عبدالعزيز مستشار هيئة الإذاعة البريطانية في الشرق الأوسط، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قائلاً إن "الدحيح" يشكل نمطا من المحتوى المميز والمعد بعناية والذي نحتاجه في الإعلام خلال تلك الفترة، لتحقيق التوازن مع النمط السائد الذي يركز على الإثارة والفضائح.
ويرى "عبدالعزيز" أن ما أثير ضد "الدحيح" جزء منه يتعلق بمنافسات بين صناع المحتوى، وجزء آخر يرجع إلى سلوكيات التفاعل الحادة وغير المدروسة على السوشيال ميديا، وأنه يجب إعطاء فرصة لمشاهدة برنامجه في نسخته الجديدة قبل الحكم عليه.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز