محافظة البيضاء.. قلب اليمن في طريقها للتحرر من الانقلابيين
عملية عسكرية واسعة أطلقها الجيش اليمني، بإسناد من التحالف العربي، تحرر أكثر من 40 كم في يوم واحد.
اقترب سكان محافظة البيضاء، الواقعة في قلب اليمن، من العودة إلى الشرعية، بعد معاناتهم من تسلط مليشيات الحوثي الانقلابية، التي اجتاحت المحافظة قبل نحو 3 أعوام، وارتكبت العديد من الانتهاكات ضد المواطنين في مختلف المديريات هناك.
وأطلقت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، صباح الخميس، عملية عسكرية واسعة، بإسناد من التحالف العربي، لتحرير مديرية الملاجم في المحافظة، كتمهيد لتحرير بقية المديريات، ودحر مليشيات الحوثي من كامل تراب المحافظة.
واستطاعت قوات الشرعية، بإسناد كبير من طيران التحالف، تحرير العديد من المواقع الاستراتيجية في المديرية، وواصلت التقدم الميداني، بهدف الوصول إلى مركزها، ومازالت المعارك مستمرة، حسبما أطلعت مصادر عسكرية "العين الإخبارية".
وعلى الرغم من كثافة الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي، فإن قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، وبإسناد فعال من التحالف العربي، استطاعت دحر المليشيات من مديرتي نعمان وناطع ومناطق في مديريات أخرى، وتكبيدها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ووفقا لمصادر عسكرية، فإن إجمالي ما تم تحريره الخميس، أكثر من 40 كم، ولم يتبق سوى 18 كم للوصول إلى مفرق "عفار" الاستراتيجي الذي يقطع إمدادات المليشيا عن مديريات مختلفة داخل البيضاء.
وتكمن أهمية محافظة البيضاء، الواقعة على بعد 268 كيلومترا، من العاصمة صنعاء، في أنها محاذية جغرافيّا لثماني محافظات يمنية.
وبتحرير المحافظة من مليشيات الحوثي، تكون قوات الجيش اليمني قد قامت بتأمين عدة محافظات محررة كلها أو معظمها من الحوثيين؛ مثل: أبين ومأرب والضالع ولحج وشبوة، في حين ستكون محافظات أخرى خاضعة لسلطة المليشيات الحوثية، في مرمى الجيش والمقاومة الشعبية كمحافظتي إب وذمار.
بإمكان قوات الجيش اليمني المسنودة من التحالف العربي لدعم الشرعية عقب استعادة كامل محافظة البيضاء، أن تفتح جبهة مهمة تربك مليشيا الحوثي، بهدف السيطرة على العاصمة صنعاء، وإعادتها إلى الشرعية، وذلك عن طريق التقدم باتجاه محافظة ذمار المجاورة للبيضاء، ومن ثم دخول صنعاء بعد تحرير ذمار.
ولأهمية محافظة البيضاء، تم اجتياحها قبل نحو 3 سنوات، من قبل مليشيا الحوثي، التي عززت وجودها هناك بعتاد عسكري كبير، تم نهبه من أسلحة الجيش اليمني.
وتتميز محافظة البيضاء أيضا بالصمود الميداني الكبير، ورفض مختلف رجال القبائل فيها لوجود الفكر الحوثي، الذي يصفه أهالي المحافظة بأنه دخيل على اليمن، ويخدم الفكر الإيراني وأهدافه التوسعية، وهو ما جعل ذلك دافعا كبيرا لتفعيل المقاومة في عدة مديريات منذ دخول الحوثيين".
وعانت محافظة البيضاء، خلال السنوات الثلاث الماضية، من أوضاع إنسانية وحقوقية صعبة، ومارس الحوثيون فيها عدة انتهاكات ضد المدنيين؛ من عمليات قتل واختطافات وتفجير منازل، ونهب الموارد وابتزاز التجار.