معتقلات الموت.. تعذيب حوثي وحشي لـ1635 مختطفا
بعد يوم واحد من إطلاق سراحه من معتقلات الحوثي، لفظ اليمني يحيى ناصر، أنفاسه الأخيرة جراء تدهور حالته الصحية إثر تعرضه لتعذيب وحشي.
فمنذ اختطافه في 10 مارس/ آذار الماضي في محافظة الجوف، خضع ناصر المتحدر من صوير في محافظة عمران، لأكثر من 23 يوما للتعذيب الوحشي في معتقل لمليشيات الحوثي قبل أن تطلق سراحه 10 من أبريل/ نيسان الجاري، وهو على شفا الموت.
وبحسب أسرة ناصر فإن الشاب العشريني تعرض لتعذيب وحشي وقاس أفضى به إلى الموت بما فيه إبر مخدرة استخدمتها مليشيات الحوثي أثناء جلسات التحقيق، وفق حديثه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ويتشارك مع ناصر المصير ذاته نحو 208 مختطفين بعضهم فارق الحياة داخل الزنازين الحوثية تحت سياط التعذيب وبعضهم توفي نتيجة الإهمال وتدهور حالتهم الصحية في ظل الحرمان المستمر من تلقي العلاج، وذلك وفق آخر تقرير حقوقي يمني يرصد هذا النوع من الجرائم.
والتقرير الصادر عن "تحالف رصد" أو التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وهو ائتلاف حقوقي عريض من عديد المنظمات غير الرسمية، الثلاثاء، وثق تعرض 1635 مختطفاً لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بمعتقلات الحوثي خلال 6 أعوام مضت.
وبحسب التقرير فإن من بين الضحايا 109 أطفال و33 امرأة و78 مسناً موزعين على 17 محافظة يمنية.
وأصيب نحو 1427 مختطفاً عذبوا في سجون الحوثي بينهم 101 طفل و24 امرأة و63 مسناً بشلل كلي ونصفي وآخرين بأمراض مزمنة وفقدان للذاكرة وإعاقات بصرية وسمعية، طبقا للتقرير.
وأشار إلى أن 208 مختطفين آخرين تعرضوا لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت بينهم 8 أطفال و9 نساء و15 مسناً، ما أدى إلى مقتلهم إما داخل الزنازين الحوثية وإما بعد تدهور حالتهم الصحية أو بعد إطلاق سراحهم بأيام فقط، حيث تسعى المليشيات إلى التنصل من جريمة مقتلهم.
كما نبه إلى تعرض عدد المختطفين في سجون مليشيات الحوثي للتصفية الجسدية فيما انتحار آخرين للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب للانقلابيين.
صنعاء تتصدر
وتصدرت صنعاء بقية المحافظات اليمنية بنسبة تعذيب المعتقلين داخل سجون المليشيات.
وسجلت أمانة العاصمة أعلى نسبة تعذيب للمختطفين داخل السجون الحوثية بواقع 430 حالة تعذيب جسدي ونفسي لمختطفين مدنيين.
ووفقا للتقرير فإن من بين المختطفين الذين عذبوا في صنعاء 12 طفلاً و8 نساء و12 مسناً عوضا عن 48 مختطفاً عذبوا حتى الموت بينهم 4 مسنين و8 نساء 5 منهن أقدمن على الانتحار داخل السجن المركزي بعد تعرضهن للاغتصاب تحت تهديد السلاح و التعذيب الشديد من قبل مليشيات الحوثي.
واحتلت محافظة حجة (شمال) المرتبة الثانية بواقع 161 حالة تعذيب جسدي ونفسي تعرض لها مختطفين داخل زنازين الحوثيين بينهم 34 طفلا وامرأة و6 مسنين و8 مسنين إلى جانب تعرض 6 آخرين للتعذيب حتى الموت بينهم طفلين ورجل طاعن مسن، طبقا للتقرير.
وتلت حجة، بحسب التقرير محافظة إب (وسط) بواقع 113 مختطفا، حيث مارس الحوثيون بحقهم أشد وأقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، فضلا عن 37 مختطفا أخر ماتوا تحت سياط التعذيب بينهم 3 أطفال ورجلين مسنين.
غربا وجنوبا
ووثق التقرير عدد 110 حالات تعذيب جسدي ونفسي ارتكبها الحوثيين بحق مختطفين داخل سجونهم في محافظة الحديدة (غرب) بينهم 15 طفلا و6 نساء و4 مسنين إلى جانب 36 مختطفا أخرين قضوا تحت التعذيب الحوثي.
وأوضح أن محافظة تعز (جنوب) هي الأخرى شهدت تعرض 92 مختطفا للتعذيب الوحشي داخل زنازين الحوثيين أسفرت عن مقتل 21 مختطفا غالبيتهم في سجن "مدينة الصالح" سيئ السمعة الواقع بمنطقة الحوبان شرقي مدينة تعز.
وعذبت مليشيات الحوثي 52 مختطفا بينهم رجل طاعن في السن في محافظة الضالع(جنوب) ما أسفر عن مقتل 4 مختطفين في معتقلات الانقلابيين السرية.
ولا يعرف حجم الأعداد الحقيقية للمعتقلين في سجون مليشيات الحوثي، فيما تقول الحكومة اليمنية أنها رصدت أكثر 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثيين.
وتعتبر قضية المختطفين خاصة المدنيين في سجون مليشيات الحوثي، أحد تعقيدات اتفاق ملف الأسرى، بسبب اتخاذ الانقلابيون المدنيين رهائن لمقايضة الشرعية بمقاتليها الأسرى في الجبهات.
ورسم الإعلان مؤخرا عن صفقة جديدة تشمل 2223 أسيراً ومختطفا ضمن ملف الأسرى بموجب اتفاق ستوكهولم برعاية أممية، آمال عريضة لمئات العائلات اليمنية خصوصا ذوي المعتقلون المدنيون لكن مليشيات الحوثي لاتزال تعرقل جهود الوسيط الدولي الذي يزور صنعاء بهدف تحقيق اختراق في هذا الملف الإنساني.