منوعات
"أجساد هزيلة".. حرب الحوثي تنهك صحة أطفال اليمن
تأثيرات حرب مليشيات الحوثي على الطفولة في اليمن تركت ندوبا عميقة، لا سيما أطفال الأسر المشردة الذي انعكس الأمر عليهم نفسيا وجسديا.
حرب الانقلاب الحوثي جعلت ملايين الأطفال يعيشون في أجواء مليئة بالحرمان، من بينهم 5 أطفال وجدتهم "العين الإخبارية"، يستلقون على أسرة مستشفى المخا الحكومي غربي محافظة تعز، جنوبي اليمن، لتلقي الرعاية الطبية.
جميع الأطفال كانوا من النازحين الذين فروا من بطش مليشيات الحوثي ليعيشوا حياة مليئة بالبؤس والفاقة، وهو ما بدى على بنية أجسامهم النحيلة والمنهكة والهزيلة ووجوههم الشاحبة التي تظهر مدى معاناتهم من حرب المتمردين التي دخلت عامها الـ7.
حرمان من الغذاء
يقول الطبيب اليمني عبدالله الصبري في حديثه لـ"العين الإخبارية " إنه عادة ما يشاهد أطفالا بأحجام أقل من الطبيعية، وهو أمر ناتج عن الحرمان من الحصول على مصادر الغذاء المتوازن الذي يشمل البروتينات والذي يسهم في تكوين البنية الأساسية للجسم.
يضيف الطبيب اليمني المتخصص في معالجة الأطفال في مستشفى المخا، أن الأسر النازحة فقدت كل وسائل الدخل المالي وهي بحاجة إلى تنوع مصادر الغذاء حيث يشمل البروتينات من أجل نمو الأطفال بالشكل السليم.
يؤكد الصبري أن حرمان الأطفال من الحصول على ذلك يقلص أحجامهم ويجعلهم ينمون بشكل أقل من الحجم الطبيعي مقارنة بالأطفال الآخرين ممن يحصلون على الغذاء المتوازن.
ندرة الغذاء
هناك عوامل أخرى أسهمت في ضعف بنية الأطفال، من بينها غياب الوعي لدى الأسر النازحة بأهمية البحث عن مصادر غذائية أخرى أقل سعرا لتعويض الوجبات المكلفة اقتصاديا.
بحسب الطبيبة اليمنية أنجيلا الوائلي، فإن كثيرا من الأسر لا تدرك المخاطر بعيدة المدى على حياة الأطفال، وتتعامل بتساهل مع النحول الجسدي الذي يظهر على الطفل.
وتضيف لـ"العين الإخبارية" أن غياب الوعي لدى كثير من الأسر لا يمكنها من البحث عن مصادر غذائية بديلة، ما يجعل الأطفال في الأعوام العشرة الأولى من العمر بأوزان مخيفة جدا، مشددة: "تأثير ذلك سيمتد إلى سنوات مقبلة".
ويعد أطفال النازحين في مناطق الساحل الغربي لليمن الأكثر إصابة بقصر القامة، إذ ولدت حرب مليشيات الحوثي ظروفا اقتصادية صعبة للعديد من الأسر، ما أجبرها على التخلي عن الكثير من الكماليات مع الاهتمام بالغذاء الأساسي.
تراجع القدرة الشرائية
ومع ارتفاع كيس القمح زنة 50 كجم إلى نحو 30 ألف ريال يمني، أي ما يعادل نحو 30 دولار أمريكي، بدأ كثير من أرباب الأسر ينظرون إلى شراء الفواكه والخضراوات كنوع من الرفاهية، ولذا وضعوا الأولوية لشراء الغذاء الأساسي بعدما ارتفعت الأسعار بشكل قياسي.
في حديث مليء بالحسرة، قال نازحون قادمون من محافظة الحديدة إلى مديرية المخا المحررة إنه ليس بوسعهم شراء اللحوم والفواكه لأطفالهم بسبب قلة المدخولات المالية وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وحذرت الأمم المتحدة من التدهور الاقتصادي المقلق والمتسارع في اليمن، وأنه ينذر بتفاقم الوضع الاقتصادي في وقت تواجه البلاد مشكلة تراجع قيمة العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية.
ويعود ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذاء بنسبة 70% منذ مطلع العام الحالي، خصوصا في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا ما سبب انكماشا في القدرة الشرائية للسكان، وفقا للأمم المتحدة.