لن يكون من الصعب التأكد من أهمية عودة الاتحاد إلى المنافسة، حين تبدأ مباراة كأس السوبر في لندن، ويلتقي الهلال قطب الكلاسيكو الآخر.
لم يسبق للشارع الرياضي السعودي أن ترقب بفارغ الصبر بدء الموسم الرياضي كما يحدث خلال الصيف الحالي، وأصبحت صفقات الأندية دون استثناء تنذر بمعركة "كسر عظام" طويلة أمام مدرجات ممتلئة بالمتفرجين، الذين باتوا على يقين أن الدوري المحلي لن يضم أندية ضعيفة بعد سلسلة التعاقدات غير المسبوقة في تاريخ كرة القدم السعودية.
لن يكون من الصعب التأكد من أهمية عودة الاتحاد إلى المنافسة، حين تبدأ مباراة كأس السوبر في لندن، ويلتقي الهلال قطب الكلاسيكو الآخر، وهي مناسبة من شأنها التذكير بجدوى تعافي الأندية الجماهيرية ومن أهمها الاتحاد
ويبدو من حجم الصفقات وأهميتها، أن الفرق الأقل شهرة تضع الحصول على مركز متقدم والتأهل للمشاركة في دوري أبطال آسيا هدفاً، بعيداً عن الخطط الموسمية المتمثلة بالبقاء ضمن أندية دوري المحترفين.
بعد صفقات الصيف اللاهبة ستغيب الفروقات الكبيرة بين الأندية المتنافسة، غير أن الفرق الجماهيرية التي كانت تعاني أوضاعاً غير مستقرة، ستعود بقوة على طريقة "ربي أرجعني أعمل صالحاً"، وفي مقدمة العائدين نادي الاتحاد الناجي من كارثة الديون والمؤامرات والفساد التي استدعت تدخلاً حكومياً لإنهاء أزماته المالية من خلال قرار سيادي، خاصة بعد عجز الأجهزة الحكومية الرقابية والأمنية والقضائية عن معرفة رأس القضية من رجلها.. عودة الاتحاد تعني عودة جماهيره التي منحته الفوز ببطولتين وقادته إلى تصدر الدوري المحلي، رغم مصاعبه الفنية وكوارثه الإدارية.
ليس غريباً أن يعود الاتحاد إلى واجهة كرة القدم المحلية والآسيوية، ويبقى الاستثناء غيابه بفعل الأزمات المالية التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى أداة للقضاء على الأخضر واليابس فيه.. حين يحصل الاتحاد على المال يحقق ببعضه ما يعجز المنافسون عن تحقيقه، ويشهد تاريخ هذا النادي على أن الدعم "الحقيقي" الذي يناله يتحول بالضرورة إلى بطولات وإنجازات، بينما يتحول الدعم الوهمي إلى ديون وقضايا كما فعلت إدارة إبراهيم البلوي في عهدها البائس.
حصول الاتحاد على المال يعني غالبا تعافيه ورجوعه إلى المنصات، فضلاً عن تفاعل جماهيره وارتطام المنافسين بشعبيته في جميع ملاعب السعودية، وهذه ميزة استفاد منها "العميد" طويلاً، وسلاح ربما يصنع الفرق مع المنافسين خلال موسم لاهب يعج بالأقوياء أصحاب الطموحات الكبيرة، ولن يكون من الصعب التأكد من أهمية عودة الاتحاد إلى المنافسة، حين تبدأ مباراة كأس السوبر في لندن، ويلتقي الهلال قطب الكلاسيكو الآخر، وهي مناسبة من شأنها التذكير بجدوى تعافي الأندية الجماهيرية ومن أهمها الاتحاد الذي تعود بعودة الحياة إلى الكلاسيكو السعودي صاحب الشعبية من الخليج إلى المحيط.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة