ما حقيقة حصول الفنان الإماراتي حسين الجسمي علي الجنسية المصرية؟ تعرف علي التفاصيل
بعد نشر الفنان الإماراتي حسين الجسمي فيديو على حسابه بأنستقرام يعلن فيه عن فخره بإطلاق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عليه لقب "حسين المصري"، اعتبر البعض أن ذلك مقدمة لمنح الرئيس السيسي الجنسية المصرية بجانب الإماراتية للفنان الكبير.
وسبق ومنح الرئيس المصري السابق مبارك المطرب اللبناني الكبير وديع الصافي الجنسية المصرية بعد غنائه "عظيمة يامصر" ، وهي الأغنية التي تمنى الرئيس المصري السابق أنور السادات أن يكون صاحبها مصريا ليجعلها النشيد الوطني للبلاد.
واعتبر الصافي وقتها منحه الجنسية المصرية تكريما خاصا لفنه وأصالته وعلاقته الوجدانيّة العميقة بشعب مصر.
وكان "الجسمي" قد علق على ما قاله السيسي في حقه أنه فخور أَنِّه إماراتي الهوية.. مصري الهوى.. عربي العشق ويعشق كل حبة في تراب وطنه العربي الحبيب.. بينما أشار إلى إحدى عينيه وقال هذه الإمارات وأشار للأخرى وقال هذه مصر..
وأطلق الجسمي هذه الكلمات مؤخرا في حفل (إنت الأمل) لدعم السيسي معربا عن سعادته بذلك ومختتما: "يا رب أيام مصر دايما إلى الأفضل ومزدهرة بشبابها"، ثم قام بغناء (مساء الخير) التي لاقت صدي واسعا خلال الأيام القليلة الماضية.
حسين الجسمي أو المصري -كما أطلق عليه الرئيس السيسي - والذي لم يترك مناسبة لدعم مصر ومساندتها إلا وظهر بإيجابية واضحة، فتح قلبه منذ عامين في أعقاب حصوله على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون والآداب بمصر لبرنامج صباح الخير يامصر في أعقاب غنائه (أجدع ناس)، والتي تقول كلماتها (مين أحن قلب لينا. هو حضن حبيبتي مصر. مين يسعد مين قلوبنا. هي ست الكل مـصر.. مين اللي جنب منا. مش حتلقى إلا مصـر)
الجسمي أكد في حديثه علي عشقه لمصر وللمصريين لدرجة أن المذيعة سألته إذا ما كان هناك أحد الجذور المصرية له في العائلة فابتسم قبل أن يقول لها إنه منذ أن شاهد (المال والبنون وليالي الحلمية) وتابع الفن المصري وهو واقع في هواها، بالإضافة للناس الطيبة البسيطة التي يقابلها في كل مكان.
وأشار الجسمي أنه تتلمذ علي أيدي مصريين في المدرسة، كما درس الموسيقي أيضا علي أيدي مصريين، وكذلك هناك أصدقاؤه من الموزعين الموسيقيين والملحنين والشعراء وغير ذلك، معتبرا أن كل شخص يقابله كان يحجز مكانا في قلبه، حتي العرب الذين كان يقابلهم كان يجدهم ممتنين لمصر وينتمون لها بشكل أو بآخر، لافتا علي أن الجدعنة موجودة في الشاب المصري وكذلك البنت المصرية علي السواء لذلك غني أجدع ناس.
الجسمي الذي منح مصر أغنياته وحبه وإخلاصه، واجه بدوره وفاء هذا البلد في المقابل بصورة لا تقل إخلاصا وحماسا، فمشاعر الحب متبادلة، ومصر لا تعرف إلا رد الجميل للمخلصين في حبها، لذا منحته أكاديمية الفنون الدكتوراة الفخرية وهو ما يعتبر تكريما ثقافيا عربيا مهما، اعتبره الجسمي مسؤولية مضاعفة علي كاهله خصوصا وأنه لازال في قمة عطائه وتوهجه، بل واعتبر ذلك حافزا كبيرا للاستمرار في طريقه الفني وعطائه لوطنه العربي عموما ووطنه الإمارات الذي تسلم تكريمه وعلمه في خلفية الصورة .
لكن ما لم يقله صراحة أنه حافز أيضا على استمرار هذا الحب المتبادل بينه وبين وطنه الثاني، الذي يطالب العديد من مواطنيه بمنح الجنسية المصرية رسميا لهذا المواطن الإماراتي الذي جاء من بلد لا يعرف سوي الحب والإيجابية التي أرساها الشيخ زايد رحمه الله وحتى هذه اللحظة على أيدي أبنائه الأوفياء.
في عام 2013 وأثناء وجود الرئيس المصري السابق عدلي منصور ظهر الجسمي في ذكري احتفالات 6 أكتوبر باستاد الدفاع الجوي ليقدم أوبريت سيادة المواطن والذي قال فيها خلال هذه اللحظات الحاسمة (يا حر ابن حر)
بعد التحية والسلام. شايلك رسالة. سيادة المواطن ببلغ سيادتك
جنابك سعادتك ..لازم تيجي لما مصر هتقولك تعالى ) وكانت الرسالة مزدوجة للسيسي وللمواطن البسيط أيضا وكأنها نداء عاجل للإنقاذ .
وكانت ولاتزال كلمات الجسمي عن مصر تتسم بالمسؤولية وحث الناس على الإيجابية وخرق جدار الصمت والتصويت للمستقبل، كما في بشرة خير التي قال فيها (خَدِت ايه مصر بسكوتك. ماتستخسرش فيها صوتك.. بتكتب بكره بشروطك. دي بشرة خير)
وحول إحساسه بهذه الأغنية التي حققت نجاحا كاسحا في لحظات حساسة أيضا، قال إن نبض الشارع كان يحتاجها وقتها وكان الناس بحاجة لمن يطمئنهم ولمن يقول لهم صوتك يفرق، لافتا لأنه كان يشعر بأن مصر تحتاج لكل خير فاندفع بلا تردد لتقديمها بنفس الحب والحماس.
وكان من الطبيعي أن تتكرر المساندة لمصر التي اعتبرها الجسمي عينه اليسرى فظهر في افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة أواخر العام الماضي ليقدم أغنيته الرائعة رسمنالك ليقول (رسمنالك صُورَة فِيَّ بالنا هتبقي حِتَّة مَن الجنة. وبكرة يا مِصْر هتشوفي اللَيّ قَوْلنا عَلِيّهُ)
فالأمل والتفاؤل والدعوة للمستقبل هي السمات المشتركة في أغنياته لمصر وعنها، لذا كان من الطبيعي أن نصل لمحطة أحدث أغنياته (مساء الخير) والتي يؤكد فيها على هذه المعاني ( من واحد كل همه مصر تبقى أُحلى تبقى أحلى. مساء الخير يا ريس.. عايزينها تروق وتحلى تروق وتحلى
).. بينما يقول في مقطع أخر (مصر ليوم القيامة محفوظة ده مش كلام.. وهنوصل بالسلامة بس ماحدش ينام.. عايزين شارع نضيف.. وشباب يحلم يضيف).
هذا هو حسين الجسمي أو حسين المصري الإماراتي الذي عرف كيف تتحقق معادلات الحب والوطنية دون مقدمات أو قواعد رياضية صماء فما يخرج من القلب يصل دون وسيط إلي القلب، وكيف أن الصدق في المشاعر لا يعرف جنسية أولون أو دين. فلحن الإخلاص واحد.. والمصير واحد والعروبة هي الأساس والوطن، لذلك يظل هذا النوع من الحب والفنون خالدا ما بقي الزمن.