"الشهيد" و"المجاهد".. الجزيرة القطرية تستفز ضحايا إرهاب سليماني
قناة "الجزيرة" بثت حلقة خصصتها لتمجيد قاسم سليماني قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا
انتفاضة غضب شهدها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ضد قناة "الجزيرة" القطرية بعد قيام ذراعها للبث الصوتي "الجزيرة بودكاست" ببث حلقة خصصتها لتمجيد قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا.
واستنكر كثير من المغردين قيام "الجزيرة" بتمجيد إرهابي تلطخت أياديه بدماء الكثير من الأبرياء حول العالم، واعتبروا ما قامت به استفزاز لمشاعر الملايين وخصوصا من ذوي ضحايا جرائمه في سوريا واليمن والعراق ولبنان.
وضمن برنامجها "رموز"، بثت "الجزيرة بودكاست" حلقة عن سليماني الذي قتل في غارة أمريكية 3 يناير الماضي، باسم "سليماني رأس حربة إيران "، ووصفته خلالها بأنه شهيد و"مجاهد في سبيل الله" وكان "جندي كرس حياته لخدمة الإسلام".
يأتي موقف "الجزيرة" متناغما مع مواقف النظام القطري الذي بادر وزير خارجيته محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالذهاب إلى طهران في اليوم التالي لمقتل سليماني، قبل أن يتبعه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بزيارة دعم إلى طهران بعدها بأسبوع، التقى خلالها مرشد إيران علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.
وأطلق مغردون عدة هاشتاقات لفضح القناة القطرية، واستنكار ما قامت به من بينها "#الجزيرة_تمجد_سليماني، و#قاسم_سليماني_مجرم .
وإزاء عاصفة الغضب التي واجهتها القناة، قامت بحذف التغريدة التي تمجد سليماني من على حسابها في "توتير"، دون أن تحذف الحلقة ذاتها من "الجزيرة بودكاست"، أو حساب "الجزيرة بودكاست" في "يوتيوب".
"الجزيرة" تعادي العرب
وفي تعليقهم على ما قامت به "الجزيرة"، أكد المغردون أن ولاء "الجزيرة" للأتراك والإيرانيين، وأنها تعادي العرب لصالحهما.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الكويتي محمد أحمد الملا : "وصفت الجزيرة الارهابي قاسم سليماني بالرمز، تم عمل له حلقة بودكاست ومسحها لاحقًا، قاسم سليماني الذي قتل الأبرياء وسفك الدماء شرد الأطفال وهدم الأوطان وكان يحارب كل ماهو عربي".
وأضاف: "الجزيرة يوم فارسية و يوم عثمانية لكن الأكيد أنها لا تتحلى بصفات العروبة الأصيلة".
متفقا مع الملا، قال المغرد السعودي أسامة المحيا :"الجزيرة بودكاست نشرت حلقة عن قاسم سليماني، كُتبت بنفَس ايراني بحت، تمجد الخميني والثورة وعماد مغنية وحسن نصر الله، كانت سيرة تبجيلية لهذا المجرم!!".
وتابع :"تبنى البودكاست الخطاب الإيراني في شيطنة الأمريكان وأنهم أعداء وجبناء. وتدعو السيرة العراقيين والسوريين أن يكون حكمهم منصفاً تجاهه، وتصفه بالشهيد وتعدد أسماء الشهداء الإيرانيين الذين لحق بهم."
وأردف :"لو أراد سليماني أن يمجد نفسه ما استطاع إنتاج أفضل من هذا، الجزيرة تغرق أكثر فأكثر في الوحل الإيراني وتلطخ نفسها بيدها، لا تتوانى عن التحالف مع مخالب الخسة والنذالة ضد مجتمعها وعروبتها".
منتقدا ما قامت به "الجزيرة"، قال الإعلامي السعودي مالك الروقي: "قاتل الشعب السوري والعراقي واليمني واللبناني رمزاً عند الجزيرة ، سليماني المجرم تسميه: المجاهد الذي كرس حياته لخدمة الإسلام".
بدورها، قالت الإعلامية السورية روشان بوظو :"كسورية شهداء سوريا خط أحمر، وكل من يبجل قاتلهم هو عدو للشعب، لم يعد اللعب بالكلمات مقبولاً! #قاسم_سليماني_مجرم".
أما الأكاديمي الكويتي أحمد الذايدي فدعا "الجزيرة" إلى "أن تعتذر لمشاهديها على هذه السقطة الأخلاقية المهنية".
وتساءل :"كيف لقناة أن تمجد مجرما تسبب في قتل مئات آلاف المسلمين في سوريا و العراق و اليمن ؟!"
"الجزيرة" تدعم الإرهاب
من جهته، نشر المغرد "الحربي" تغريدة "الجزيرة بوكاست" التي تمجد سليماني، معتبرا أنها دليل جديد يؤكد دعمها للإرهاب.
وغرد قائلا: "لكي يعرف العالم العربي لماذا تريد دول المقاطعه ( السعودية والإمارات والبحرين ومصر) من قطر إغلاق قناة الشر (الجزيرة) هذا نقطه من بحر ما تنشره قناة الفتنة لتلميع الإرهاب ودعمهم إعلاميا".
في السياق نفسه، غرد مشهور نصر الله قائلا :"السقطات الأخلاقية لا عزاء لها قناة الجزيرة ما بثته عن المجرم قاسم سليماني، سيبقى عار في مسيرتها الإعلامية. ويجب عليها الاعتذار من الإنسانية على تمجيد قاتل وسفاح.".
وأردف في تغريدة أخرى :"لابد للزيف أن ينجلي على حين غرة، الإعلام الحر لا يبارك القتلة والسفاحين.#الجزيرة_تمجد_سليماني".
المغرد حمدان القرعاني نشر صورة لسليماني بينما كان في حلب من الصور التي نشرتها "الجزيرة بوكاست" في فيديو بحسابها في "تويتر".
وقال: "من الصور التي نشرتها الجزيرة بودكاست في تقريرها عن المجرم قاسم سليماني هذه الصورة المرفقة وهي مأخوذة من صور كثيرة للمجرم عندما دخل مدينة حلب وكانت حينها إيران قد دمرتها على رؤوس ساكنيها فهل بعد هذه السفالة سفالة".
مغرد يحمل اسم مواطن سوري أكد إنه "لا غرابه في موقف #الجزيرة_تمجد_سليماني".
وأردف "الغريب هو اكتشافها من بعض السوريين الان" .
انتقادات من قطر
من داخل قطر نفسها ، انتقد مغردون الجزيرة، داعين إياها احترام دماء الشهداء.
وفي هذا السياق، قال الكاتب القطري خليفة آل محمود :"الجزيرة بودكاست ياليت في هذا الشهر الفضيل احترام دماء شهداء سوريا والعراق الذين ماتوا على يد هذا الشخص."
سجل أسود
ويمتلئ سجل سليماني بالجرائم والانتهاكات، الأمر الذي يجعل سيرته ملطخة بدماء الكثير من الأبرياء، فهو مسؤول عن العديد من العمليات الإرهابية في دول عربية وغربية، وتصفية المعارضين الإيرانيين في الداخل والخارج، وأشرف ميدانيا على مليشيات بلاده في الأراضي السورية.
قُتل قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تقله على طريق مطار بغداد الدولي يوم ٣ يناير/كانون الثاني الجاري.
ويعد سليماني، المدرج على قوائم الإرهاب دوليا منذ عام 2011، ذراع النظام الإيراني لنشر الفوضى والتخريب في المنطقة، والعقل المدبر لإرهاب طهران، والمسؤول عن قمع المتظاهرين في سوريا والعراق ودعم المليشيات في المنطقة.
وقاد سليماني منذ 22 عاما فيلق القدس المسؤول عن المخططات التخريبية والعمليات السرية ونشر الإرهاب والعنف خارج الحدود الإقليمية لإيران.
كما أصدر أوامره لمليشيات إيران بالعراق لتنفيذ عمليات قتل بين صفوف المتظاهرين خلال الاحتجاجات المناهضة لطهران التي تشهدها العراق منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في عام 1998، تولى سليماني قيادة فيلق القدس الذي نفذ حيزا كبيرا من السياسة الإيرانية سواء بالداخل أو الخارج، ويحظى بميزانية سرية لا تخضع لإشراف حكومي أو برلماني نهائيا، فضلا عن خضوعها رأسا لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي.
ويُعد فيلق القدس أداة الإرهاب الإيراني بالخارج، ومن أهم وظائفه غير المعلنة استئصال من تعدهم إيران أعداء لها، وتقديم الدعم والتدريب للكتائب والفرق المسلحة ذات الولاء المطلق لإيران، وهي مليشيات طائفية.
وتولى أيضا، بأمر من خامنئي، مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في دول عدة منها: لبنان والعراق التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني.
وبعد عام من توليه قيادة "فيلق القدس" ساهم بشكل كبير في قمع حركة الطلاب المناهضة لنظام إيران والمطالبة بالإصلاح عام 1999.
ووفقا لتحقيق نشرته صحيفة "نيويوركر" الأمريكية، فإن سليماني سعى منذ تسلمه قيادة فيلق القدس "إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل كصانع قرار سياسي وقوة عسكرية: يغتال الخصوم، ويسلّح الحلفاء".
ومع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، نشط سليماني في التدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه ودعم الجماعات الطائفية التي تدين بالولاء لبلاده وإنشاء مليشيات موالية لها.
واتهمت الولايات المتحدة سليماني في 2008 بتدريب المليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق.
كما اعترف سليماني بأن طهران هي التي أسست مليشيات "الحشد الشعبي" التي تقاتل في العراق، وأكد الطبيعة الطائفية لتلك المليشيات وولاءها التام لإيران.
وخلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها عدد من مدن العراق منذ أكتوبر الماضي، للمطالبة بخروج إيران من العراق، كشف سياسيون عراقيون أن قاسم سليماني يشرف من سفارة بلاده في بغداد على عمليات قمع المتظاهرين.
وفي الشأن السوري، شارك سليماني منذ عام 2012 في إدارة تدخل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني ومليشيات عراقية في معارك سورية، وأشرف عليها بنفسه.
ونتيجة لدوره في نشر العنف والإرهاب بكل من العراق وسوريا على الخصوص، تم وضع سليماني، مع مجموعة من قادة الحرس الثوري الإيراني، على قائمة الأشخاص المحظور التعامل معهم، وتم فرض عقوبات عليهم.
كما صنَّفته أمريكا واحدا من أهم داعمي الإرهاب على مستوى العالم، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه عام 2011.