الطفل المصري "شخصية العام" بفيينا لـ"العين الإخبارية": مستشار النمسا طلبني للعمل معه
قدم ميسرة محمود مقلد، نموذجا قويا للمصريين في الخارج، بعد أن قاد مبادرة لدعم كبار السن في وقت الإغلاق الكامل في النمسا الربيع الماضي.
وحاز الطفل المصري على إثر جهوده الاستثنائية خلال فترة الإغلاق التي فرضتها النمسا للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد على جائزة "شخصية" العام.
ونظمت الجالية المصرية، مساء الجمعة، حفل تكريم لميسرة في مقر النادي المصري في وسط فيينا، شهد أجواء من البهجة والفخر بالطفل.
وحضر الاحتفال مجموعة من المصريين المقيمين في فيينا، والسفير المصري في النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية محمد الملا.
وعلى هامش الاحتفال، قال ميسرة لـ"العين الإخبارية" إن مبادرته بدأت بفكرة ناقشها مع أصدقائه في آخر يوم دراسة قبل الإغلاق الكامل في النمسا في الربيع الماضي.
وأوضح "ناقشت مع أصدقائي ما يمكن القيام به في ظل أزمة كورونا وغلق المدارس"، مضيفا "لم أكن أريد المكوث في المنزل".
وتابع "خلال المناقشات، برزت فكرة دعم كبار السن بوصفهم الفئات الأكثر عرضة للخطر، والقيام بأنشطة التسوق بدلا منهم".
وأضاف "بدأنا العمل بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ووضع رقم هاتف للتواصل، وبدأت الاتصالات من أول يوم".
وتابع "كنت أعمل من ١٠ صباحا حتى ٧ مساء يوميا في التسوق لكبار السن في فيينا"، مضيفا "مع الوقت، أصبحت الاتصالات كثيفة وبدأ بعض الناس في طلب التطوع في المبادرة".
وأضاف "في الوقت الحالي، نملك متطوعين بالمبادرة في كل أحياء فيينا".
وفي ظل التقارير الإعلامية لاتجاه النمسا للإغلاق الجزئي مجددا، قال ميسرة "نستعد لتنشيط المبادرة، لكن الأمر سيكون صعبا في ظل حاجتي للتنسيق بين المبادرة والمدرسة".
وعن لقائه بمستشار النمسا، سباستيان كورتس قال ميسرة "المستشار كان ودودا وحدثني كثيرا عن المبادرة وعن مصر".
وتابع "طلب المستشار كورتس مني العمل معه في المستشارية، وسأعمل هناك".
والد ميسرة، محمود مقلد، قال بدوره لـ"العين الإخبارية" إنه "لم يكن يتوقع كل هذا النجاح لمبادرة نجله منذ البداية".
وتابع "مع نجاح المبادرة في أيامها الأولى، وإشادة كبار السن بها، وحديث بعضهم لنجلي عن أنه "ملاك"، تحمس ميسرة كثيرا وأصر على إكمالها".
وأضاف "هناك لقاء مرتقب يجمعنا بالرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن لم يتحدد موعده النهائي بعد".
والأسبوع الماضي، أعلنت صحيفة "دي بريسه" النمساوية فوز ميسرة بجائزة شخصية العام بعد حسمه تصويت استمر عدة أيام.
ونافس ميسرة عدد من الممثلين وعازفي الأوبرا والأكاديميين على لقب "شخصية العام".
وتسلم ميسرة جائزته في حضور المستشار النمساوي سباستيان كورتس.
وعن إبلاغه بالفوز بالجائزة، قال ميسرة "اتصلت بنا قبل أيام صحيفة (دي برسه)، وحددت معنا موعدا لإجراء مقابلة في كافيه ليندت مان "كافيه شهير في فيينا"".
وتابع "ذهبت مرتديا ربطة عنق وهناك علمت بفوزي بالجائزة"، مضيفا "ذهبنا بعدها لمقر المستشارية حيث سلمني المستشار الجائزة".
وأضاف "المستشار كورتس قال لي: إذا كنت أعرف أنك سترتدي ربطة عنق، كنت سأرتدي واحدة".
وسنويا، تنظم صحيفة (دي بريسه) العريقة استفتاء "شخصية العام" بدعم من وزارة الشؤون الأوروبية النمساوية والتلفزيون النمساوي وغيرهم من الرعاة.
ومنذ مارس الماضي، يقود الطفل ميسرة محمد وصديقه، إلياس بريخر، مبادرة لدعم المسنين في وقت كورونا، عبر تقديم خدمات مثل التسوق وشراء الاحتياجات الأساسية لهم لتقليل اختلاطهم مع الناس وبالتالي تقليل فرص تعرضهم للعدوى.
وتهدف هذه المبادرة لمساعدة المسنين، الأكثر عرضة لكورونا، ولاقت احتفاء كبيرا من وسائل الإعلام في النمسا وأوروبا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحتفي فيها مصر ميسرة. ففي مارس الماضي، أجرى السفير المصري السابق في النمسا عمر عامر، اتصالا عبر تقنية الفيديو، مع ميسرة للإشادة بمبادرته الإنسانية في مساعدته لكبار السن في فيينا.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA==
جزيرة ام اند امز