الراعي: حزب الله دمر لبنان وأفقر الشعب
هاجم البطريرك الماروني بشارة الراعي، اليوم الجمعة، حزب الله اللبناني، مشدداً على أن ممارساته دمرت لبنان وأفقرت الناس.
وقال الراعي: "لن نترك وطننا في ظروفه الصعبة، ولن نترك أبناءه وبناته في مصاعبهم التي تفوق الوصف".
وأضاف في تلميح واضح لـ"حزب الله"، "لن نتركهم يتخبطون في معاناتهم، ونحن على إيمان بأن لا أحد أقوى من الله؛ لا بنفوذه ولا بسلطته ولا بماله ولا بسلاحه ولا بكبريائه".
ومضى قائلا: "نحن في لبنان لا يمكن أن نطيق بعد الآن هذا النوع من الممارسة السياسية التي دمرت اقتصاد الدولة ومالها العام، وعطلت أجهزة الرقابة على الوزارات والإدارات، ورمت الشعب في حالة من الفقر المطبق".
وأضاف: "نحن في حاجة إلى قيادة جديدة متجرّدة تتميّز بروح المسؤوليّة، وبالمعرفة بالشؤون الاقتصادية، قادرة على إنهاض البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة، وتتميز بالوعي والشجاعة".
وتابع: "لبنان في حاجة إلى الاستقرار السياسي كمدخل لحل هذه الأزمات.. هذا الاستقرار منوط بحكومة تتحمل كل مسؤولياتها كسلطة إجرائية، وإلى رئيس جديد للجمهورية يطلق نهجا بناء".
ومضى قائلا "لا الوقت ولا حالة البلاد الراهنة يسمحان بالاختلاف حول شكل الحكومة، ولا بالتساؤل حول حصول الانتخابات الرئاسية.. هذان استحقاقان دستوريان لا مجال للخلاف حولهما".
الراعي أوضح أيضا "البلاد بحاجة إلى السلطة الإجرائية التي يتقاسمها بحسب الدستور، كل من رئيس الجمهوريّة، ورئيس مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء".
وأضاف "من دون هذه السلطة الإجرائية بمكوناتها الثلاثة لا يستطيع لبنان التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإجراء الإصلاحات، وطلب المساعدات، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وإنهاء ترسيم الحدود البحرية، والتنقيب عن الغاز، ووضع استراتيجية دفاعية مشتركة، وحل مشكلة اللاجئين والنازحين، وعقد مؤتمر حواري، وإعادة لبنان إلى حالته الطبيعيّة كدولة ذات حياد إيجابي ناشط، وفرض هيبة الدولة أمنيا وإداريا، قانونا وعدالة، بعيدا من التدخل السياسي والمذهبي".
حديث الراعي تزامن مع بدء رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة وسط انقسامات كبيرة بين القوى السياسية، ما يجعل مهمة تشكيل الحكومة قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول، صعبة للغاية.
هذا الوضع ينذر بوقوع البلاد بفراغ في الرئاسات يزيد من أزماتها المتفاقمة، وفق مراقبين.