الراعي ينتقد سلاح حزب الله ويحذر من القضاء على لبنان
لبنان ليس دولة مستباحة، ولا يحق للجماعة السياسية أن تتصرف في شؤون البلاد والمواطنين بقلة مسؤولية، وبذات الروح التي أوصلتنا للحضيض
انتقد البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي السلاح غير الشرعي بيد مليشيا حزب الله، محذرا من القضاء على لبنان تحت مزاعم تطوير النظام.
وجاءت تصريحات الراعي بعد حديث المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، (ممثل الطائفة الشيعية) الذي انتقد خلاله صيغة النظام السياسي اللبناني الأسبوع الماضي.
ولاقت تصريحات قبلان رفضا لبنانيا واسعا وتأكيدا على رفض تغيير هذا النظام أو الدعوة للتقسيم، كما رأى البعض أن "حزب الله" الذي يمنع أساسا قيام الدولة يقف خلف كلام قبلان داعين لإعادة القرار للدولة.
وفي كلمة له بعظة الأحد، قال الراعي: "خصوصية الدولة المدنية في لبنان هي نظامه الديمقراطيّ، والولاء الكامل للوطن".
وشدد على أنه "من الواجب الدفاع عن هذا الكيان بقيادة الدولة وشرعيتها وجيشها وأن لا يستأثر أي مكون بالسلطة"، في اشارة واضحة لحزب الله الذي يصر على الاحتفاظ بسلاحه وعدم تطبيق القرارات الدولية التي تنص على حصر السلاح بيد الدولة.
وفيما رفض الراعي "أن تتحول عملية تطوير النظام إلى ذريعةٍ للقضاء على لبنان"، قال: "الدولة المدنية في لبنان تحترم جميع الأديان وشرائعها كما ينص عليه الدستور".
وأضاف: "أما خصوصية الدولة المدنية في لبنان فهي نظامه الديموقراطي، وحرياته العامة، وميثاقه الوطني للعيش معا، مسيحيين ومسلمين، بالولاء الكامل والاستئثاري للوطن اللبناني، وهذا الميثاق هو روح الدستور، وهو مترجم في صيغة المشاركة المتساوية والمتوازنة في المؤسسات الدستورية والإدارات العامة".
وأعلن الراعي عن رفضه "أن تتحول عملية تطوير النظام اللبناني إلى ذريعة للقضاء على لبنان، هذا الخيار التاريخي بخصوصياته".
وأوضح أن "لبنان الدولة المدنية والشراكة والرسالة موجود منذ مئة سنة"، داعيا إلى"الدفاع عن هذا الكيان. نذرنا أنفسنا للبنان حرا وللبنانيين أحرارا. معا يعيشون، ومعا يقاومون كل احتلال وتعد، بقيادة الدولة وشرعيتها وجيشها".
وتابع: "لبنان كقيمة ثمينة لا يزال يثير اهتمام الأسرة الدولية، وبالتالي ليس دولة متروكة ومستباحة. فلا يحق للجماعة السياسية أن تتصرف في شؤون البلاد والمواطنين بقلة مسؤولية، وبذات الروح التي أوصلت الدولة إلى الحضيض".
وكان قبلان في رسالة له بمناسبة عيد الفطر، شنّ هجوما على النظام اللبناني الذي أرساه رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح عام 1943، عند انتهاء الانتداب الفرنسي للبنان، والمعروفة بالميثاق الوطني مرتكزا على المناصفة في السلطة بين المسيحيين والمسلمين.
وقال قبلان "نؤكّد أن أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة وانتهت".
وطالب قبلان "بإسقاط الصيغة الطائفية لصالح دولة مواطن، دولة لا طائفية، لأن البلد سقط، سقط لأن دستوره فاسد، وآلية الحكم فيه فاسدة، ومشروعه السياسي فاسد، وتسوياته المختلفة فاسدة".
ورغم أن كلام قبلان أثار حفيظة عدد من الأفرقاء السياسيين والمسؤولين واستدعى ردود فعل مستنكرة، فلم يصدر أي موقف عن حزب الله وحركة أمل، (الحزبان الشيعيان)، حيال ما قاله المفتي الجعفري، ما اعتبر فيه البعض في لبنان أن كلامه يلقى قبولا من قبلهما أو بالأساس هو ينطق بلسانهما.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز