أهداف العراق في "خليجي 25".. خبراء: مكاسب سياسية أولها هويتنا العربية
لم تكن مباريات تنتهي بأهداف فقط، بل إنها رسالة قوية لها امتدادها وانعكاساتها ودلالتها على الواقع العراقي والعربي.
فبطولة خليجي 25، وفق مراقبين، ستكون لها امتدادات وانعكاسات على مجالات شتى بينها السياسة والاقتصاد، وتدشن عهدا جديدا من العلاقات الخارجية للعراق مع المحيط العربي.
وسجلت البطولة الخامسة والعشرون حضوراً مميزاً على مستوى الحضور الجماهيري لأبناء الخليج العربي ومستوى التنظيم فضلاً عن الدعم والإسناد المنقطع النظير الذي قدمته وسائل الإعلام العربية لإنجاح الاستضافة العراقية.
كما أظهرت البطولة تلاحماً خليجياً كبيراً وألفة حميمة مع أبناء العراق من خلال كلمات الإطراء والمحبة وتبادل مشاعر الرضا والسرور ومدى حفاوة العراقيين بأشقائهم الوافدين إليهم عبر شط العرب.
وقبيل انطلاق البطولة وما بعدها، كان مصطلح "الخليج العربي"، الذي تداولته قيادات عراقية وكروية، حاضرا بقوة وضرب دعاية توسعية إيرانية في مقتل، ما حرك غضب طهران.
ومنذ نحو عقدين، يعاني العراق على مستوى قراره السياسي والاقتصادي تدخل طهران بشؤونه الداخلية ومحاولة تحويل أراضيه إلى ساحة خلفية لتصفية خلافاتها مع خصومها في المنطقة والعالم.
ومع تلك المحاولات التي بذلت من أجل إبعاد العراق عن مساره القومي والعربي، إلا أن الرهان الإيراني ضعف يوما بعد آخر عقب انفتاح بغداد على العواصم الخليجية وفضائها الدولي.
وتعد البدايات الحقيقية لعودة العراق إلى الحاضنة الخليجية العربية مع مطلع عام 2015، إبان حكومة حيدر العبادي، وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين وانتهاء القطيعة بين الرياض وبغداد والتي استمرت لأكثر من ربع قرن.
وفيما بعد، تكثفت تلك العلاقات وانعكست على شكل اتفاقيات ومذكرات تعاون بعد أن ارتفعت وتيرتها خلال حكومة مصطفى الكاظمي، وبدت البلاد حاضرة بقوة في محيطها العربي والدولي.
رئيس مركز "تفكير السياسي"، إحسان الشمري يقول إن "السياسات الخاطئة من بعض الطبقات السياسية التي سيطرت على مقاليد صنع القرار في العراق خلال الحقب الماضية ما بعد 2003، أضرت بمصالح البلاد العليا وأبعدت الشعب عن انتمائه العربي من خلال تدوير بوصلة البلاد بعيداً عن حواضنها العربية استجابة لأجندات خارجية".
ويضيف الشمري، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "خليجي 25 أظهرت بما لا يقبل الشك رغبة أبناء العراق في الانتماء إلى الخليج والعرب بشكل عام، وهو ما ترجمته الجماهير قولاً وفعلاً وسلوكاً خلال تلك البطولة".
ويعطف بالقول: "أعتقد أن ما حدث يمثل تحولاً كبيراً في حاضر العراق ومستقبل علاقاته الخارجية بما يستدعي من الخصوم والمناوئين لذلك التقارب سواء من بعض القوى السياسية على مستوى الداخل أو خارجياً من قبل بعض الأطراف، إعادة قراءة تموضع الولاء والانتماء وصدق خارطة الدم العربي الخليجي".
ذلك لا يكفي، كما يشير الشمري، كون الأمر يتطلب إدامة لتلك المواقف من قبل الجهات المتنفذة في مطابخ القرار السياسي العراقي بما يضمن تعافي العلاقات العربية وديمومتها.
المحلل السياسي غالب الدعمي، يرى أن "العراق ما قبل خليجي 25 وما بعده سيكون مختلفاً ومخالفاً لهوى العديد من القوى السياسية الراغبة بإبقاء البلاد تحت سندان الأجندة الخارجية".
ويواصل الدعمي حديثه قائلاً "بطولة الخليج العربي بنسختها الأخيرة، نسفت مخططات عشرين عاماً كانت تسعى لتفريق العراق عن مساره العربي الخليجي، لذا فإن واحدة من أهم ثمار ذلك يتمثّل في تعزيز أواصر الانتماء وعمق التجذر الخليجي بربط العراق مع أبنائه وشعوبه المتعطشة للعودة كما كانت".
ويضيف الدعمي لـ"العين الإخبارية"، أن "الشعب العراقي صرخ أنه عربي من الألف إلى الياء، وأن واجهته وبوصلته خليجية لا يمكن تحريفها أو التلاعب فيها حتى وأن جرى تغييبه".
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA==
جزيرة ام اند امز