وفاة آلاء الصديق.. تبرأت من الإخوان فقتلوها "شماتة"
الخطأ سمةٌ بشرية تظل الفرصة أمام صاحبه ليعود أدراجه لتصحيح المسار.. هذا هو حال آلاء الصديق التي أفجعت وفاتها الجميع.
هذه الفاجعة، استثنى منها فئة واحدة لطالما كانت الشماتة والمتاجرة دأبها منذ نشأتها، وهي جماعة الإخوان الإرهابية التي لا تجد حرجا في استباحة حرمة الموت.
واستطاعت آلاء الصديق التي كانت تشغل منصب المديرة التنفيذية لمنظمة "القسط" الحقوقية قبل وفاتها كشف أكاذيب تنظيم الإخوان ومتاجرتهم بالدين، واستقوائهم بالخارج على أوطانهم بثمن بخس خيانة للدين والوطن.
وعمت حالة من الغل والشماتة حسابات جماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما عكس كيف أن الجماعة لا تعرف أن للموت والمرض حرمة، بل وأصبحت الشماتة لديها منهجا في التعامل مع المنشقين عنها بعد كشفهم لوجهها القبيح وجرائمها الأكثر دموية في تاريخ البشرية.
فيما حاولت بعض العناصر الإخوانية استغلال وفاة الصديق، كمحاولة بائسة للكسب وتوظيف الأمر سياسيا، عبر بث مقاطع قديمة للراحلة قبل تبرأها من جماعة الإخوان الإرهابية، بحسب مقربين لها.
أما منظمة "القسط" لحقوق الإنسان التي ترأستها الصديق فأكدت بشكل رسمي ملابسات الوفاة بأنها ناتجة عن حادث سير في العاصمة البريطانية لندن.
ونعت المنظمة على موقعها في "تويتر" الصديق، قائلة :" ببالغ الحزن تنعى منظمة القسط الموت المفاجئ لمديرها التنفيذي آلاء الصديق".
وأكدت منظمة "القسط" لحقوق الإنسان "أنها مع الشرطة والجهات المختصة تابعت الحادث ولا ترى أي شبهات جنائية في الحادث، وهذا ما تراه الشرطة كذلك، وستنشر الشرطة نتائج التحقيقات حالما تنتهي منها".
وفي هذا الصدد أثار إعلاميون إماراتيون بارزون التساؤلات بشأن توقيت الحادث، حيث يتزامن مع رغبتها في العودة لوطنها الإمارات وتصحيح مسارها، والكشف عن حقيقة الإخوان.
لماذا يكره الإخوان آلاء الصديق؟
الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية للمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، كشف عن سر هجوم الإخوان على آلاء الصديق بعد موتها، في تدوينات متتالية له عبر حسابته الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقال النعيمي، في تغريداته أمس الأحد، إن :" ألاء الصديق رحمها الله افضت الى ما قدمت و غيبها الموت بحادث عارض و بدلا من الترحم عليها و الدعاء لها فان مرتزقة تنظيم الاخونجية يتاجرون بموتها كما تاجروا بها في حياتها دون مراعاة لحرمة الميت و حقه على الأحياء.
وأضاف: "المتاجرة بموت ألاء الصديق رحمها الله و استخدام ذلك للاساءة للامارات و قياداتها يحمل رسالة لكل من غرر بهم هذا التنظيم الارهابي انك أداة لا قيمة لك حيا و لا حرمة لك ميتا".
وتابع الدكتور علي راشد النعيمي، قائلا:" لقد اكتشفت آلاء خطورة تنظيم الاخونجية و عبثه بالدين و ارتباطاته بالمتآمرين على الأوطان ومتاجرته باتباعه و لكن امر الله سبق و له سبحانه في قدره حكمة و لكن على المغرر بهم الاتعاظ و تعلم الدرس.. فاتعظ بغيرك بدلا من ان يتعظ غيرك بك".
بدوره، كتب الإعلامي الإماراتي حمد المزروعي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال إن:" آلاء الصديق.. عندما قررت الرجوع إلى الوطن وقدمت طلب تجديد جواز السفر فجأه تعرضت لحادث سير أدى إلى مقتلها".
أما الأكاديمية الإماراتية وفاء أحمد فكتبت عبر حسابها "تويتر"، وقالت: " آلاء الصديق، كانت ملف أسود يحمل أسرار وخبث الاخوان، كما أنها ملف خطير يحمل أسرارا لدول اعتادت زعزعة أمن غيرها بملفات رنانة مثل حقوق الانسان ناشط حقوقي".
وأضافت: "فهمهم لحقوق الإنسان أن تكون ضد وطنك ووطنيتك، هذه الدول ما أن علمت بعودة آلاء لحضن الوطن حتى اغتالتها".
وبعيدا عما إذا كان الإخوان قرروا التخلص من الصديق أو لا، إلا أن سلوك الجماعة الخبيث، بالشماتة في المعارضين لهم والمنشقين عنهم، حمل رسائل عدة برزت مع واقعة الشماتة بوفاة الصديق، في مقدمتها رسالة لكل من غرر بهم هذا التنظيم الإرهابي "لست سوى أداة لا قيمة لك حيا و لا حرمة لك ميتا".
واتفق خبيران كبيران، متخصصان في شؤون الحركات الإسلامية حول أن جماعة الإخوان الإرهابية هي الفئة الوحيدة التي دأبت الشماتة محاولة إضفاء شرعية دينية لهذا الفعل المشين، وهو ما ظهر جليا في حملاتهم ضد الشخصيات العامة والمشاهير عند وفاتهم.
واعتبر المتخصصان، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن شماتة الإخوان في وفاة آلاء الصديق، ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة في مسار التطاول الإخواني على حرمة الموتى.
تاريخ أسود من الشماتة
الكاتب والمفكر المصري، ثروت الخرباوي، يقول لـ"العين الإخبارية" إن " تنظيم الإخوان لديهم رؤية عنصرية للموت، حيث يتم تغذية عقول العناصر الإخوانية بأنهم أصحاب الدين النقي، والفرقة الناجية وأنهم أهل الجنة وأن أي مختلف معهم فهو من أهل النار، بحسب إدعائهم".
وأضاف: يكون لدى الإخواني معنيين متناقضين، ينشأ عليهم، وهما الميت من عندهم (أي الإخوان) الذي يعتبروه من الصديقين والشهداء، والثاني الميت المختلف عنهم ويكون باعتقادهم من أهل النار ويستحق الشماتة.
وأشار "الخرباوي" إلى نهج تاريخي لدى الإخوان وهو كيفية استغلال حالة وفاة المنشق أو الخارج عن الإخوان أو المختلف معهم، مستدلا على ذلك بوفاة الكاتب فرج فودة، والكاتب وحيد حامد، والكاتب نوال السعداوي وغيرهم.
وتابع: حتى الفنانين لم ينجوا من هذه الشماتة، التي يكون الهدف منها تصديرها للرأي العام وإستغلالها سياسيا وإعلاميا خاصة بالنسبة للمتلقين سواء من أفراد الإخوان لتخويفهم من عدم الخروج غلى الجماعة، أو المخالفين فعليا للإخوان لتخويفهم أيضا ولكن هذه المرة من الهجوم على الجماعة.
الخروج عن الجماعة
سامح إسماعيل، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، يقول لـ"العين الإخبارية" إن "وفاة آلاء الصديق كانت صادمة لقطاع واسع من الأوساط الأكاديمية والحقوقية حتى أن حادث السير يعكس هذا القدر الهائل من الصدمة نتيجة للوفاة المفاجئة".
ويضيف:" لكن اللافت للنظر حالة التشفي لدى اللجان الإلكترونية وشماتتها في الناشطة الراحلة لتبرأها منهم قبل وفاتها وخروجها من الحظيرة الاخوانية حيث أن الجماعة تعتمد دوما على فكرة القطيع الموالي والتابع والزاحف خلف فكر وأيدولوجية التنظيم، وخروج أي شخص كالصديق عن القطيع يعني أنه أصبح عدوا للجماعة وبالتالي تقوم عناصرها بمهاجمة هذا الشخص والتشفي فيه دون مراعاة لحرمة مرض أو وفاة.
واستدل "إسماعيل" على نهج الشماتة المعتاد لدى الجماعة الإرهابية بقوله :"عندما توفي الكاتب الصحفي المصري أحمد رجب شمت فيه الإخوان حتى أن الإخوانية عزة الجرف تشفت عبر حسابها على تويتر فيه بعبارات صريحة.. أيضا عند وفاة رسام الكاركتير مصطفى حسين دشن الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي حملة عنوانها اللهم احشره مع الظلمة و المنافقين أمثاله.
وتابع أن" الإخوان لديهم نهج دائم ومتكرر في لحظات الموت لا يختلف عن الأيدولوجية الانتهازية التي تحتقر الإنسان وكل من يخالفهم دون مراعاة لأخلاق أو قيم إنسانية".
وختم "إسماعيل" حديثه بقوله: "رحم الله الفقيدة التي كشفت بعدا جديدا من الأبعاد الإجرامية واللانسانية للجماعة الإرهابية".