مستشار السيسي لـ"العين الإخبارية": هذه أهمية قرار علاج ضمور العضلات
نداءات استغاثة عبر منصات التواصل الاجتماعي وشاشات الفضائيات، أطلقها أهالي مرضى ضمور العضلات في مصر بسبب ارتفاع كلفة العلاج.
هذا العلاج الذي صنع فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وبسعر خيالي يصل إلى نحو مليوني دولار أمريكي.
نداءات الأهالي كانت محط اهتمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن في مؤتمر صحفي في ذكرى ثورة 30 يونيو، عن علاج كافة الحالات الموجودة في مصر على نفقة الدولة بالتعاون مع صندوق تحيا مصر والجمعيات الخيرية، مؤكداً أن مصر ما كانت لتقف مكتوفة الأيدي وأطفالها يعانون الأمرين جراء هذا المرض اللعين.
وتطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تفصيلات المرض، مؤكداً أن الكشف المبكر عن المرض في الشهور الأولى من ميلاد الطفل ولو عرفنا قد يجعل علاجه سهلاً لا سيما أن حقنة العلاج تتكلف مبالغ باهظة، لهذا أمر وزارة الصحة بالتواصل مع الشركات المصنعة والتي وافقت بالفعل على تسجيل أول دواء لعلاج ضمور العضلات في السوق المصري.
أهمية الخطوة
وحول أهمية الخطوة التي أقرتها مصر، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن القرار المصري جاء في إطار خطة مصر للتصدي لأي أمراض يعاني منها المواطن المصري والتدخل السريع لحلها سواء من خلال تصنيع الدواء أو من خلال توفيره في السوق المصري.
وأشار إلى أن الدولة استمعت لنداءات أهالي المصابين على الفور وتواصلت مع الشركة المصنعة ونجحت بالفعل في التوصل لاتفاق لتوفير الدواء في السوق المصري، على أن تتولى الدولة نفقات العلاج خاصة أن العلاج بسعر كبير لأنه يصنع في دولة واحدة فضلاً عن أنه مرض نادر على مستوى العالم.
وأكد "تاج الدين" أن الدولة تتابع عن كثب مستجدات الأمراض وتعمل بشكل فوري على التصدي لأي مرض وأن التوجيهات الرئاسية حول تطوير ملف الصحة في مصر جازمة وحاسمة، خاصة أن صحة المواطنين لها انعكاسات على كافة مناحي الحياة.
رشيد وليال
عرف المصريون مرض ضمور العضلات بشكل كبير بعد أن استغاثت والدة الطفل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لتوفير حقنة الدواء التي قد تصل بالعملة المحلية لنحو 34 مليون جنيه، ونجحت الحملة التي أطلقتها الأم في تجميع المبلغ المطلوب بعد حصولها على قرار من وزارة التضامن الاجتماعي بفتح حساب تبرعات.
وعلى خطى والدة رشيد سارت الأم المصرية ربا الأشقر، فأطلقت نداء استغاثة آخر عبر موقع "العين الإخبارية" مؤكدة أنها علمت في مرحلة متأخرة أن ابنتها الوحيدة "ليال" تعاني من نفس المرض، ولا تزال تسابق الزمن حتى الآن لتجميع المبلغ المطلوب وإرساله إلى الجهات المختصة في الولايات المتحدة لتصنيعه.
الأطباء يوضحون
وبشكل مبسط شرح الدكتور حازم الحويج، أستاذ مساعد المخ والأعصاب بجامعة سوهاج، لـ"العين الإخبارية"، أن هناك 3 أنواع لمرض ضمور العضلات، الأول يظهر عند الولادة مباشرة، وهو أصعب وأخطر أنواع هذا المرض، حيث لا يستطيع الطفل المشي، أو يتمكن منه لفترة قبل أن يتوقف عن الحركة، وفي أغلب الحالات المصابة من النوع الأول تحدث الوفاة في السنة الأولى.
أما النوع الثاني فيكون في سن من 6 إلى 18 شهرا، ويحدث ضمور للعضلات الطرفية للأطفال ولا يتمكنوا من المشي بشكل كبير أو يتوقفون عن المشي بعد فترة، وهو ما يعد نوعا خطيرا أيضاً من المرض.
أما النوع الثالث من المرض فيبدأ في سن البلوغ وينتهي به المطاف إلى فقدان الحركة، بسبب ما يسمى طبياً بالشيخوخة المبكرة للخلايا العصبية، وجميع الحالات المصابة بهذا المرض تكون ناتجة عن عيب جيني في الشخص.
وحول آلية العلاج من المرض قال "الحويج" إنه علاج جيني يستبدل الجين الموجود في الجينات الوراثية.
من جانبه قال الدكتور محمود الخولي استشاري جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري لـ"العين الإخبارية"، إن مرض ضمور العضلات هو مرض وراثي يؤثر على الجهاز العصبي بشقيه "الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الطرفي".
ويؤثر المرض بطبيعته على العضلات اللاإرادية القريبة من مركز الجسم وعضلات مفصل الكتف، وعضلات الفخذ والظهر، وعندما يتفاقم المرض يؤثر على التنفس والبلع.
وكشف "الخولي" أن المرض مرتبط بشكل كبير بعنصر السن لدى المريض، ولهذا فإن وضوح المرض على الأطفال يكون أسرع، وخطورته أشد، ويؤدي إلى ضمور الخلايا العصبية في الحبل الشوكي المسؤولة عن التغذية العصبية للعضلات ما ينتج ضعف للعضلات وضمورها.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز