بعد "ضمور عضلات" مؤمن زكريا.. قصة مرض حير الأطباء 151 عاما
مؤمن زكريا يعاني من التصلب الجانبي الضموري وشُخصت إصابته بعد فترة من عدم القدرة على التدريب وخوض المباريات. إليكم تفاصيل المرض
ضمور العضلات مرض نادر أعاد لاعب كرة القدم المصري مؤمن زكريا للأضواء من جديد في أحدث ظهور له ضمن حضور عرض مسرحي، إذ أثار حالة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صوره وهو لا يقوى على الحركة والمشي.
حالة اللاعب المصري تُعرف بـ"التصلب الجانبي الضموري"، وشُخص بهذا المرض خلال 2019 بعد فترة من شعوره بالتعب وعدم القدرة على التدريب وخوض المباريات، ما دفعه لاعتزال الحياة وبدأ مشوار طويل من العلاج.
نوع نشط
الدكتور أحمد صلاح كامل، أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب بكلية طب قصر العيني في مصر، قال إن مؤمن زكريا لم يبلغ مرحلة من المرض تؤثر على حياته بعد لكن هناك تغير كبير للأسوأ منذ تشخيص حالته العام الماضي، وهذا التطور الكبير في فترة قصيرة يشير إلى أن مرضه من النوع النشط.
وأوضح كامل لـ"العين الإخبارية"، أن التصلب الجانبي الضموري "ALS" مرض يصيب الخلايا العصبية في المخ والحبل الشوكي التي تتحكم في تحرك العضلات الهيكلية الإرادية، ما يؤدي لفقدان القدرة على التحكم في هذه العضلات وتبدأ تضمر، وهو مرض يبدأ تدريجيا ثم تتضاعف حدته بمرور الوقت.
وقال إن هذا المرض غامض رغم اكتشافه منذ عام 1869 ولم يحدد العلماء والمختصون أسباب يقينية للإصابة به بعد، موضحا أن هناك بعض الجينات المرتبطة به لكن البشر الذين يملكون هذه الجينات هم عُشر المصابين، أي أنه يصيب 5 أشخاص من كل 100 ألف، مشيرا إلى تسجيل نحو 5 آلاف إصابة بضمور العضلات سنويا.
وأضاف الطببيب المختص أن من بين أسباب الإصابة بالمرض خلل في جهاز المناعة والضغط العصبي وتأثير عوامل بيئية ومواد كيميائية معينة، لافتا إلى أنه يصيب كل الفئات العمرية.
وتابع: "من يصاب بالمرض عادة يتوفى في عدد سنوات قليلة نتيجة فشل العضلات وحدوث العديد من الجلطات ومشاكل في الهضم وغيرها"، مشيرا إلى عدم وجود أعراض واضحة تنبه للإصابة بضمور العضلات لكن من بين المؤشرات الشكوى من ضعف ورعشة في العضلات سواء عضلات اليدين أو القدمين واللسان وهكذا.
لا يوجد علاج
أستاذ جراحة المخ والأعصاب قال إنه لا يوجد علاج شافي لهذا المرض حتى الآن، لكن هناك مجموعة أدوية توصف بهدف إبطاء تقدمه وتأخر ضمور العضلات، على سبيل المثال بدلا من تلفها خلال 3 سنوات تبطئ هذه الأدوية من الضرر ليحدث خلال 10 سنوات وهكذا.
وتحدث عن علاج هذا المرض، قائلا: "هناك مساران للعلاج، الأول الأدوية لإنقاذ الخلايا العصبية التي لم تتأثر بعد، والثاني الحفاظ على العضلات بالتمارين والعلاج الطبيعي لحمايتها من الضمور".
وأوضح أن الأدوية التي توصف نوعان: الأول هدفها إبطاء تقدم المرض وتقوية خلايا الجهاز العصبي، والثاني تحسين الأعراض الجانبية التي تظهر، مشيرا إلى أن حال حدث ضمور في الخلايا والعضلات فلن تعود مجددا ولا تسطيع الأدوية المتاحة إحيائها مرة أخرى.
بشأن عواقب تطور المرض، قال إنه يؤدي لفقدان القدرة على التحكم في العضلات الإرادية، أي حركة اليدين والقدمين وعضلات الوجه واللسان وتدريجيا تتأثر عضلات التنفس والقلب.
وتابع: "العالم الفيزيائي ستيفن هوكينج أشهر من أصيب بهذه الحالة، وتطور المرض معه لإصابة جميع عضلات جسده بالشلل بما فيها عضلات الكلام، ويعد من المرضى القلائل الذين تعايشوا مع هذا المرض لفترة طويلة".
واختتم الدكتور أحمد صلاح كامل: "بشكل عام يُنصح باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن الضغط العصبي والمواد الكيمياوية".
التاريخ والأعراض
موقع "GenCell" الطبي قال إن أول من شخص هذا المرض هو الطبيب الفرنسي جان مارتن شاركو (Jean-Martin Charcot) عام 1869، لذا أطلق اسم "Charcot" على هذا المرض في بادئ الأمر.
وذكر أن المرض المعروف اختصارا بـ "ALS" يصيب كلا الجنسين لكن الرجال أكثر المصابين به، كما أنه يضرب كل الفئات العمرية لكن بشكل تقريبي يبدأ في سن 55 عاما، موضحا أن العلماء لا يعلمون سبب بدء فقد الخلايا الحركية لوظائفها.
واستعرض الموقع المتخصص الأعراض الأولية للمرض وهي:
- الضعف أو الوهن في الذراع أو الساق.
- صعوبة في التحدث والبلع.
- ألم وتقلص في العضلات.
- قد تحدث نوبات بكاء أو ضحك لا يمكن التحكم بها.
التشخيص
موقع "Medicalnews today" أوضح أن هناك العديد من الأساليب الحديثة للحصول على التشخيص النهائي، من بينها:
- قياس الإنزيم
عادة ما تنتج العضلات التالفة الكرياتين وبالتالي تشير النسب المرتفعة من الكرياتين إلى الإصابة في العضلات بداية من تلف العضلات إلى أن تصل لضمور العضلات.
- الاختبارات الجينية
نظرًا لأنه من المعروف أن الطفرات الجينية تحدث في ضمور العضلات لذلك يمكن فحص عذه التغيرات.
- مراقبة القلب
ممكن لتخطيط القلب الكهربائي وصدى القلب الكشف عن التغيرات التي يمكن أن تحدث في عضلات القلب، وهذا جيد لتشخيص ضمور العضلات.
- مراقبة الرئة
أثبتت الدراسات أن الفحص الدائم لوظائف الرئة يمكن أن يعطي بعض الأدلة حول ضمور العضلات.
ووفقا لموقع "GenCell"، ينتشر الضعف والوهن بمرور الوقت لعضلات الذراعين والساقين واللسان والبلعوم، وقد يحدث ضعف ووهن في عضلات الجسم كلها ما يقيد نشاط المريض اليومي، مع العلم أن الفترة الحرجة من المرض تحدث عندما تصبح العضلات التنفسية ضعيفة، ويحدث قصور في الجهازين التنفسي والهضمي، ووقتها يحتاج المريض إلى دعم طبي سريع.
ورغم أن بعد بداية المرض عادة ما تتراوح فترة بقاء المريض على قيد الحياة بين 4 و6 سنوات, فإن هناك العديد من المرضى الذين يعيشون 10 سنوات أو أكثر، كما تم الإبلاغ عن بعض المرضى الذين عاشوا 20 عاما أيضا وهناك مرضى توقف عندهم تطور المرض بل حتى اختفت معاناتهم من المرض تماما، وسبب هذا الفرق بين الحالات غير معروف حتى الآن.