صفقات الأهلي المصري.. 5 أسباب نحو العودة إلى المدرسة اللاتينية
يشهد الميركاتو الصيفي تغيرا كبيرا في سياسة الأهلي التعاقدية، بالاتجاه نحو المدرسة اللاتينية والبُعد عن القارة الأفريقية والدوري المصري.
الأهلي نجح حتى الآن في ضم 3 صفقات صيفية متمثلة في ثنائي سيراميكا كليوباترا؛ مصطفى سعد "ميسي" وشادي حسين، بالإضافة إلى البرازيلي برونو سافيو.
ورغم التجارب الفاشلة التي صاحبت انضمام لاعبي أمريكا الجنوبية إلى الأهلي على مدار السنوات الماضية،قررت الإدارة الحمراء العودة لهذا الاتجاه مجددا، بالتعاقد مع برونو سافيو، والتفاوض لضم لاعب لاتيني آخر خلال الفترة المُقبلة.
مارسينهو الجناح البرازيلي الذي يلعب بين صفوف كاواساكي فرونتال الياباني، هو أحد أبرز الصفقات المنتظرة داخل القلعة الحمراء، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن الأهلي أنهى كافة التفاصيل حول انضمامه للفريق.
وتسلط "العين الرياضية" خلال السطور التالية على 5 أسباب وراء عودة الأهلي للمدرسة اللاتينية.
ارتفاع الأسعار
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى عودة الأهلي للمدرسة اللاتينية هذا الصيف، أهمها ارتفاع الأسعار مؤخرا سواء داخل الدوري المصري أو على مستوى قارة أفريقيا بشكل عام.
الأهلي كان يرغب في التعاقد مع مصطفى شلبي لاعب إنبي، لكن ناديه طلب مبلغا كبيرا مقابل التفريط في خدماته، رغم قلة خبراته، وأيضا إبراهيم عادل لاعب بيراميدز والمقدر فيمته بـ5 ملايين دولار حسب طلبات ناديه.
فضلا عن ذلك، الأندية الأفريقية أصبحت تطلب هي الأخرى مبالغ طائلة لرحيل لاعبيها، وتفضل مؤخرا إرسالهم إلى أوروبا، مثلما حدث مع جاكسون موليكا لاعب مازيمبي الكونغولي السابق والذي ارتبط اسمه في كثير من الأحيان بارتداء قميص الأهلي، لكنه رحل في النهاية إلى القارة العجوز.
في المُقابل، فإن الصفقات اللاتينية تعد سهلة بشكل أكبر، نظرا لانخفاض الأسعار والمرتبات مقابل المستوى الفني الذي يتمتع به أغلبهم، حيث تعاقد الأهلي مع البرازيلي سافيو مقابل مليون و500 ألف دولار فقط.
ضعف المواهب
تعاني الكرة المصرية مؤخرا من تراجع مستوى اللاعبين وعدم توافر المواهب التي تجذب أنظار الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك.
وأسهم ذلك في اتجاه المارد الأحمر للمدرسة اللاتينية بالتعاقد مع سافيو والتفاوض مع مارسينهو، بجانب اللاعب الكولومبي جيرلان باريرا قبل أن تفشل المفاوضات مؤخرا.
فشل التجارب الأفريقية
تراجع مستوى اللاعبين الأفارقة هو أحد أهم الأسباب التي دفعت الأهلي للتعاقد مع صفقات لاتينية، حاصة بعدما فشل الثنائي لويس ميكيسوني وبيرسي تاو في تقديم أوراق اعتمادهما خلال الموسم الماضي.
وبخلاف ميكيسوني الذي رحل معارا إلى أبها السعودي واستمرار تاو خلال الموسم الحالي في فرصة ثانية، فإن الأهلي عانى كثيرا بسبب فشل الصفقات الأفريقية طوال السنوات الماضية.
وهناك الكثير من الأسماء التي مرت على الأهلي خلال السنوات الماضية، ومنها الكونغولي والتر بواليا قبل موسمين والذي انضم للقلعة الحمراء من الجونة، لكنه لم يقدم أي إضافة رغم الفرص التي أتيحت له على حساب محمد شريف.
فضلا عن الأنجولي جيرالدو دا كوستا الذي تعاقد معه الأحمر في صيف 2019،وفشل في تقديم أوراق اعتماده وظل حبيسا لمقاعد البدلاء حتى رحل إلى الدوري التركي.
هناك كذلك الجنوب أفريقي باكماني ماهاليمبي لاعب صنداونز الحالي، الذي مر على الأهلي في رحلة قصيرة ولم يقدم أوراق اعتماده، بجانب المدافع الكونغولي ساليف كوليبالي أحد اكتشافات الفرنسي باتريس كارتيرون، مدرب المارد الأحمر الأسبق الذي رحل دون ترك أي بصمة.
الفوارق الفنية
تمتاز الصفقات اللاتينية بإمكانيات كبيرة خاصة على المستوى الفردي والخططي، وهو ما يمثل فوارق فنية واضحة عن غيرها من الصفقات.
واتجه الأهلي للمدرسة اللاتينية بسبب هذه الفوارق، بما يساعده على استعادة لقب دوري أبطال أفريقيا وتحقيق إنجاز جديد في كأس العالم للأندية، ومقارعة كبار أمريكا اللاتينية وأوروبا في البطولة المونديالية.
وشهد الدوري المصري موهبة لا تُنسى، وهو البرازيلي كينو صانع ألعاب بيراميدز السابق الذي تمكن من ترك بصمة واضحة بسبب مستواه الفني المتميز وأهدافه الساحرة التي كشفت الفوارق مع لاعبي المسابقة، قبل أن يرحل في صيف 2019.
التجارب اللاتينية في أفريقيا
بخلاف الأهلي، شهدت القارة الأفريقية ظهور بعض الأسماء اللاتينية خلال السنوات الأخيرة، وفي مقدمتها الأوروجواياني جاستون سيرينو لاعب صنداونز الجنوب أفريقي.
ارتبط اسم سيرينو مرارا وتكرارا بالانضمام إلى الأهلي، خاصة بعد سطوع نجمه مع الفريق الجنوب أفريقي بداية من يناير/كانون الثاني 2018.
وشارك سيرينو مع صنداونز في 155 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 34 هدفا وقدم 38 تمريرة حاسمة.
وبخلاف سيرينو، هناك البرازيلي تياجو أوزلاو مهاجم بترو أتلتيكو الأنجولي والذي تمكن فرض شخصيته بقوة داخل القارة السمراء.
مهاجم بترو أتلتيكو صاحب الـ34 عاما، شارك في 64 مباراة بجميع المسابقات سجل خلالها 31 هدفا وقدم تمريرتين حاسمتين.
آراء فنية
أكد محمود أبوالدهب مدافع الأهلي السابق، أن الاتجاه للمدرسة اللاتينية سيكون له أثار إيجابية كبيرة على المارد الأحمر في المرحلة المُقبلة.
وأوضح أن برونو سافيو يتمتع بإمكانيات كبيرة ستساعد الأهلي على تنفيذ خططته، مشيرا إلى أن اللاعب يجيد اللعب في أكثر من مركز.
من جانبه، أشار أحمد أبومسلم لاعب الأحمر السابق إلى أن صفقة سافيو مميزة من كافة النواحي، موضحا أن اللاعب سيقدم إضافة قوية.
وأكد أن الاعتماد على المدرسة اللاتينية سيساعد الأهلي كثيرا في بطولة كأس العالم للأندية والمسابقة الأفريقية.
وقال حسن مصطفى نجم الأهلي السابق، إن التألق ليس حكرا على الأفارقة فقط، مؤكدا أن صفقة سافيو ستقدم نجاحات كبيرة.
ولفت إلى أن التفكير في إبرام صفقات خارج القارة، سيساعد الأهلي كثيرا على تحقيق الإنجازات والألقاب، موضحا أن لاعبي أمريكا الجنوبية يتمتعون بإمكانيات كبيرة.