بطولات الأهلي الحرام.. "تابوهات" حطمتها أساطير الزمالك
ما بين الظلم التحكيمي، والانحياز للأهلي، والبطولات الحرام، كانت الكرة المصرية، تدور منذ زمن بعيد في فلك أكلشيهات محفوظة، فماذا حدث؟
ما بين الظلم التحكيمي، والانحياز للأهلي، والبطولات الحرام، كانت الكرة المصرية، تدور منذ زمن بعيد في فلك أكلشيهات محفوظة، إلى أن تحطمت واحدة تلو الأخرى، بعد تصريحات نجوم وأساطير الأندية في الأيام الأخيرة.
وفرض فيروس كورونا توقفا تاما على كرة القدم المصرية، ما دفع النجوم للنبش في صفحات الماضي، وكشف حقائق جديدة، عن أكلشيهات اتسمت بها الحكايات التي تروَى عن التاريخ.
البطولات الحرام
جماهير الزمالك كانت تتغنى بألقابها الـ12 في الدوري المحلي، مقارنة بعدد تتويجات الغريم التقليدي، الأهلي، التي بلغت 41 مرة، ورفعت دائما شعار "12 حلال أفضل من بطولات حرام".
الأمر لم يكن جماهيريا فقط، بل امتد للاعبي النادي السابقين، حيث قال أسامة حسن في تصريحات لقناة الزمالك: " بطولات القلعة البيضاء حلال، والزمالك الأحق بلقب نادي القرن العشرين في قارة أفريقيا".
رئيس الزمالك نفسه، مرتضى منصور، قال في مقطع فيديو بثه الأسبوع الماضي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": " الزمالك طوال تاريخه يحقق بطولاته بجهد وعرق لاعبيه، وجميع البطولات والألقاب التي حصل عليها في عهده وقبل رئاسته للنادي بطولات حلال".
ووجه رئيس الزمالك حينها رسالة لمجلس الأهلي، قائلًا: "أنتم بقي في الأهلي بطولاتكم إيه؟ حلال ولا حرام؟، الجميع يعلم البطولات الحلال فين والبطولات الحرام فين وعند مين".
تحطيم التابوهات
تصريحات مرتضى منصور جاءت بعد زلة لسان لأسطورة ناديه السابق فاروق جعفر، المستشار الفني الحالي لمجلس إدارة الزمالك، الذي اعترف باتفاق ناديه مع الحكام.
وقال جعفر نصا في تصريحات لقناة الزمالك الرسمية: "الحكام كانوا يعرضون على قائدي الأندية المصرية الحصول على ركلة جزاء أو طرد لاعب منافس، في سبيل الحصول على بعض الامتيازات خلال فترة الإقامة".
وشرح: "باعتباري قائدا للفريق، جلست مع أحد الحكام بصحبة المدير الإداري ومدير الكرة، والذي طلب مني إبلاغه بما نريد".
جعفر قال أيضا إن الزمالك والعديد من الأندية المصرية، استفادوا من مجاملات تحكيمية كبيرة خلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين.
وشرح: "الحكم كان يسألني إذا ما كنت أريد الحصول على ضربة جزاء أو طرد لأحد لاعبي المنافس أثناء سير المباراة، الأمر تكرر مع أندية مصرية وكذلك المنتخب الوطني".
التصريحات أثارت حالة واسعة من الغضب بين نجوم كرة القدم المصرية السابقين، مؤكدين أن ذلك لم يحدث على الإطلاق.
جعفر تراجع لاحقا وقال إنه لم يكن يقصد أن الحكام يجاملون الزمالك بشكل خاص، أو الأندية المصرية بشكل عام، وأنه لم يجلس مع الحكام سوى مرة وحيدة، كانت قبل مباراة في عام 1979، ورفض خلالها قبول العرض الذي قدموه، وخسر الفريق الأبيض تلك المباراة.
جعفر أكد أيضا أنه لم يكن يقصد أيا من أندية الكرة المصرية بتصريحاته، مشيرا إلى أنه كان يتحدث عن الصعوبات التي كانت تواجهها الفرق خارج الديار.
ولم يفوت عدلي القيعي الإعلامي بقناة الأهلي الفرصة، حيث قال: "تصريحات فاروق جعفر، تركت أثرا كبيرا، الزمالك حصد 9 بطولات أفريقية في القرن الماضي، ساهم جعفر في 5 منها، بحصوله على ضربات جزاء وهمية من خلال ادعاء السقوط، والجميع يعلم ذلك".
اتهامات التفويت
مع كل انتصار يحققه الأهلي أمام منافس محلي يقوده فنيا أحد نجوم القلعة الحمراء السابقين، كانت تلاحقه اتهامات التفويت، لا سيما وأن الزمالك كان يتعثر أمام أندية يدربها أحد أبناءه.
لكن هذه الاتهامات ارتدت على القلعة البيضاء بعد تصريحات للاعبه السابق أسامة نبيه، الذي تولى تدريبه لاحقا، وتدريب منتخب مصر الذي تأهل لكأس العالم 2018، رفقة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر.
نبيه قال في تصريحات تلفزيونية إنه تعمد عدم التسجيل في مرمى فريقه السابق الزمالك، حينما كان ينشط في غزل المحلة خلال نصف نهائي كأس مصر موسم 2001-2002، وذلك بسبب تشجيعه للفريق الأبيض الذي لعب له وحقق معه بطولات محلية وقارية.
وتأهل الزمالك حينها على حساب غزل المحلة في نصف نهائي كأس مصر 2001-2002 بالفوز عليه 2-1، ليواجه في النهائي الفريق الآخر للمدينة، بلدية المحلة، حيث انتصر بنتيجة 1-0، وتوج باللقب.
تصريحات نبيه في مايو/أيار الماضي أثارت غضب الناديين، حيث تقدم غزل المحلة بشكوى للاتحاد المصري لكرة القدم في إطار ما أسماه، الإجراءات اللازمة للحفاظ على حقوق النادي المادية والأدبية، مطالبا بوقف المدرب الحالي عن ممارسة النشاط بعدما أساء للمنظومة الكروية في مصر.
الزمالك بدوره أصدر بيانا قويا تبرأ خلاله من تلك التصريحات، وأكد أن ما ذكره أسامة نبيه "محض أكاذيب لا أساس لها من الصحة"، وأنه "أساء لنفسه لكي يكسب شعبية مزيفة وسط جماهير الزمالك بمثل تلك التصريحات".
وشدد مجلس الزمالك حينها على أن فريق الكرة بالنادي حصل على بطولاته وانتصاراته سواء المحلية أو الأفريقية بمجهود لاعبيه وليس بتفويت المباريات أو المؤامرات.
تاريخ جديد
في عام 1996، وخلال مباراة قمة شهيرة، انسحب الزمالك أمام الأهلي، بعد التأخر في النتيجة 0-2 بدعوى أن هدف المنافس الثاني من تسلل واضح.
الزمالك كان اعترض قبل بداية المباراة على تعيين المصري قدري عبدالعظيم حكما للمباراة، واستغل اعتراض لاعبيه على هدف الأهلي الثاني، الذي سجله حينها حسام حسن، لينسحب قبل نهاية اللقاء بدقائق، ولاحقا احتسبت النتيجة لصالح الأهلي ووقعت عقوبات مالية على الزمالك، وبات الحكم آخر مصري يقود مباريات القمة حتى عام 2014.
لكن رواية الزمالك تحطمت، بعد تصريحات لنجم الفريق حينها عصام مرعي، الأسبوع الماضي، قال فيها إن الانسحاب كان بسبب الوهم، في ظل كثرة الحديث عن اسم حكم المباراة، ورفض وجوده، وأن "الهدف كان صحيحا بنسبة 100%".
وتابع: "خسرنا المباراة في غرفة خلع الملابس، بسبب كثرة الاحتجاج على اسم الحكم، وخرجنا من التركيز في مباراة مصيرية بالدوري، تخيلنا داخل الملعب أن الهدف كان من تسلل، ولكنه لم يكن كذلك على الإطلاق".
وختم: "الحديث عن التحكيم في كثير من الأحيان يكون أمر وهمي، ومن الممكن أن تستفيد من أخطاء التحكيم أو العكس، وأستطيع الجزم بأن الزمالك لم يتعرض للظلم خلال المباراة وأن الحكم لم يرتكب أي خطأ".
قصة مشابهة رواها مدحت فقوسة نجم ومدرب المصري السابق، عن واقعة انسحاب لاعبيه من مباراة أمام الأهلي، بعد أول هدف اهتزت به شباكه، قائلا: "كان هناك اتفاقا بيني وبين اللاعبين، حينها سألني رئيس النادي سيد متولي عن سبب عدم استكمال المباراة، وأبلغته بأن الهدف من تسلل واضح".
وتابع في تصريحات تلفزيونية الأربعاء: "رئيس النادي قال إن الهدف سليم تماما، وأبلغته بأن الرؤية من المدرجات تختلف عن الرؤية من الملعب، حينها طالبني باستكمال اللقاء، وأبلغته أنه في حال الخسارة سيتحمل المسؤولية، لكننا لم نخسر".
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز