"العين الإخبارية" في قلب "البيضاء" اليمنية.. خارطة المعارك والمكاسب
قبل 6 سنوات، وتحديدا في منطقة الحازمية بمحافظة البيضاء اليمنية انطلقت مجموعة صغيرة لتفتح أبواب الجحيم على مليشيا الحوثي.
واليوم أصبحت المقاومة الشعبية المشكلة من أبناء الأرض والمنضوية تحت الحكومة الشرعية تسيطر على مساحات شاسعة تمتد في 5 مديريات، بينها الصومعة أولى مديريات البيضاء التي تم تحريرها بشكل كامل.
وتكتسب جبهة الحازمية في الصومعة أهميتها كونها الشرارة التي انطلقت منها المعارك، بجانب كونها الأقرب إلى مركز المحافظة، مدينة البيضاء، كما أنها تهدد بقطع خطوط الإمداد عن الحوثيين جنوبي المحافظة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، حققت جبهة الحازمية مكاسب هائلة تمثلت في تحرير قرى ومساحات شاسعة، وخسارة مليشيات الحوثي لأهم مواقعها الاستراتيجية في المرتفعات والسلاسل الجبلية المحيطة بالمنطقة.
وواكبت "العين الإخبارية" معارك التحرير ميدانيا، حيث اطّلعت من القيادات العسكرية في الجبهة على تفاصيل خارطة المعارك وأهمية المكاسب التي تحققت حتى الآن، وحصلت على صور خاصة ترصد الواقع على الأرض.
تطويق الحوثيين
أركان حرب جبهة الحازمية الشيخ أحمد عبدالقوي الفروي، رسم لـ"العين الإخبارية" سير المعارك في جبهة الحازمية غرب مديرية الصومعة.
وأكد القيادي في المقاومة الشعبية أن المعارك انتقلت إلى مديرية البيضاء، حيث تدور معارك محتدمة حاليا في منطقة الضحاكي التي تبعد أقل من 7 كيلومترات على مشارف مركز المحافظة.
وأشار إلى تطويق بقايا جيوب مليشيا الحوثي في سلسلة جبال المسحر الواقعة غرب جبهة الحازمية والتي تتجاوز مساحتها 20 كلم مربع، لافتا إلى أن الحوثيين شبه محاصرين فيها وسقوطهم مسألة وقت.
وأوضح أركان حرب الجبهة الشيخ أحمد الفروي في تصريحه لـ"العين الإخبارية" خارطة الانتصارات الممتدة على رقعة شاسعة تطلّب تأمينها جهودا كبيرة.
وفي شمالي الجبهة، كان الحوثيون قبل انطلاق المعركة مطلع الشهر الجاري يسيطرون على سلسة جبال الظبية الاستراتيجية؛ حيث شيدت المليشيا متاريسها على المرتفعات المطلة على الجبهة.
وقال الشيخ الفروي: إنه "تم تطهير السلسلة الجبلية من العصابات الحوثية من قبل أبطال الحازمية بمساندة ألوية العمالقة والآن أصبحت مجاميع الحوثي في المناطق التالية محاصرة ونستطيع دخولها في أي وقت".
وعن الجهة الجنوبية، قال القيادي في مقاومة الحازمية: "تقدمت قوات الجبهة وصولا إلى منطقة المسحر وهي سلسلة جبلية على مساحة 20 كلم تم تطويق المليشيا الحوثية فيها".
وتابع: "أما على الخط الأسفلتي وصلت قوات الحازمية إلى منطقة الضحاكي وهي قريبة من الطريق الرسمي ومن المثلث الذي يفصل مدينة البيضاء عن مديريتي مكيراس والصومعة، وهو ما سيتم تحريره قريبا وسندخل إلى مدينة البيضاء".
ونبّه إلى أن السلسلة الجبلية الممتدة من الضحاكي والمطلة على منطقة الظاهرة بمديرية البيضاء تم تحريرها، وتشمل تلك المناطق "برم وعقرامة الصغرى وعقرامة الكبرى والمعلقة".
بأقل التكاليف
العقيد عبدالله أحمد عبدربه الوحيشي، قائد وحدات من الجيش الوطني ومجاميع من أبناء قبيلته في جبهة الحازمية، أكد أن الانتصارات تمت بأقل الإمكانيات والتكاليف.
الوحيشي وهو عقيد في الجيش اليمني انضم إلى المقاومة إثر تسريحه من الجيش عقب الانقلاب الحوثي، أوضح لـ"العين الإخبارية" أن المعارك تسير بشكل جيد رغم قلة الإمكانيات.
وأشار إلى أن المساحات التي تم تحريرها واسعة وتتطلب جيشا كبيرا وألوية منظمة ولكن بإرادة المقاومة الشعبية تم تحرير هذه المواقع وصولا إلى خلف المثلث الذي يحجز مدينة البيضاء عن الصومعة ومكيراس، من جهة الميمنة.
ولفت إلى أن" قوات الجبهة تستطيع الآن تحرير المثلث من الخلف بعد نجاحها في الالتفاف عليه، والقوة الموجودة متمرسة ولديها عزيمة عالية تتوق لتطهير قراها ومنازلها من الجرثومة الحوثية، ومطلوب المزيد من الدعم للجبهات".
ودعا العقيد الوحيشي قبائل البيضاء جميعا أن تقف إلى جانب الجبهة، مخاطبا المغرر بهم أن "يكفوا عن الأذى ويكفي ما حصل للمتعاونين مع مليشيا الحوثي والذين تخلصت المليشيات منهم بعد انتهاء خدماتهم، والشواهد كثيرة".
وتابع: "الحوثي رفض الاعتراف بالأسرى من غير سلالته، ولدينا أسرى كثيرون تخلت عنهم المليشيا ولم تعترف بهم لأنهم في نظرهم مواطنون درجة ثانية".
إذلال الحوثيين
ورغم فارق التسليح، تمكن رجال المقاومة الشعبية في جبهة الحازمية بعتادهم المحدود من إذلال الحوثيين وكسر أعنف هجماتهم.
وقال مصدر عملياتي في الجبهة لـ"العين الإخبارية" إن عدد قتلى وجرحى الحوثيين منذ اندلاع المعارك قبل أسبوع بلغ نحو 120 بينهم 30 قتيلا و7 أسرى سقطوا خلال اليوم الأول للمعارك.
أركان حرب جبهة الحازمية الشيخ أحمد عبدالقوي الفروي أكد بدوره أن الدعم الذي لديهم "قليل قياسا بما عند الحوثي من عتاد كونه سيطر على مقدرات الدولة عقب الانقلاب، إلى جانب الدعم الإيراني".
مستدركا: "رغم ذلك لكن يوجد لدينا أبطال يقاتلون ويستبسلون وهذا هو الذي يحقق النصر، ورغم فارق التسليح تم تحرير المناطق الواسعة التي ذكرناها ولا يزال التقدم مستمرا حتى اللحظة".
وطالب القيادي في المقاومة وزارة الدفاع اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية بأن يساندوا هذه الجبهة للتقدم منها باتجاه مدينة البيضاء ثم إلى ذمار فالعاصمة صنعاء، وتحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز